تحت شعار أمة اقرأ أصبحت لا تقرأ تم إنشاء أول جمعية للقراء فى مصر والعالم العربى
على يد محمد سيد ريان الحاصل على أفضل قارئ بمكتبة الأسرة الذى قال: قد نصاب بالدهشة عندما نعلم الإحصاءات الصادرة عن اليونسكو والأمم المتحدة، حيث بلغ متوسط قراءة الفرد فى المنطقة العربية 10 دقائق فى السنة، أى ما معدله ربع صفحة، مقابل 12 ألف دقيقة فى السنة فى الغرب، و11 ألف كتاب للأميركى و7 الآف للبريطانى، أشارت إحصاءات صادرة عن الأمم المتحدة أنَّ الخط البيانى الهابط يكادُ يصلُ إلى أدنى مستوى فى العالم أجمع، أى بمعدل كتاب واحد لأكثر من 300.000 شخص فى المنطقة، وجدير بالذكر أن نهضة الأمم ترتبط بانتشار عادة القراءة لدى أبنائها وتراجعها معدل خطير للغاية.
ومن الغريب أننا أمة القراءة ومن المفروض أن لا تكون هذه الاحصائيات للامة العربية أمة اقرأ، فقد كانت أولى آيات الوحى هى: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِى عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {5}".
وقارن محمد بين دور النشر والناشرين فى مصر وإسرائيل، اتضح أن إسرائيل وحدها تنتج سنويا ما بين 25 إلى ثلاثين ألف كتاب، وهو ما يعادل إنتاج الدول العربية مجتمعة، فى حين أن مصر نشرت العام الماضى 12 إلى 14 ألف كتاب أكثر من 85 % منها تحت بند الكتب التعليمية المدرسية والجامعية، نحن على وشك كارثة ثقافية، وحركة نشر متدهورة وتراجع فى إقبال القراء.
وطرح ريان بعض الأساليب التى يمكن خلالها زيادة عادة القراءة: قال أولا لابد من إثارة الأسئلة الخمس للقراءة وفق تقديرى: لماذا اقرأ؟ ولمن اقرأ؟ وكيف اقرأ؟ ومتى اقرأ ؟ وماذا اقرأ؟ ولكى نحسن عادة القراءة لابد من اتباع عدة خطوات وهى: أولها لابد أن يتم ذلك من خلال تدريب الأطفال على القراءة منذ الصغر، وثانيا لابد من وجود مكتبة فى المنزل ويمكن تكوينها من خلال إصدارات مكتبة الأسرة بأسعار رخيصة وفى متناول الجميع، ثالثا تعويده على اصطحاب الكتاب أينما كان، رابعا توجيه الأطفال من خلال المدرسة بالاطلاع على الكتب، عمل الأبحاث، وتقدير حوافز للتشجيع كجوائز وهذا شىء مهم جدا، خامسا لابد من التأكيد على أن القراءة هى الأداةُ الأولى للمعرفة ومن خلالها يتم تكوين أى نشاط عقلى للإنسان.
وأضاف أنه أنشأ أول جمعية للقراء فى مصر والعالم العربى لأن دور القارئ ظل لفترة طويلة فى عالمنا العربى غير فاعل، فقد سمعنا عن اتحادات الكتاب والأدباء والجمعيات الأدبية، ولكن ظل دور القارئ غير فعال، وشعارنا فى الجمعية نحو تفعيل دور القارئ الإيجابى فى المجتمع والبيئة المحيطة.
وأهداف الجمعية الأولى للقراء: خلق جيلا واعيا بما حوله من قضايا وما ينظره من تحديات، تعميق قيمة القراءة لدى جميع أفراد الأسرة، تعميق قيمة الثقافة كمصدر أساسى من مصادر تقدم الشعوب للحفاظ على حضارتنا، ضمان وصول إصدارات مكتبة الأسرة إلى كل حى وقرية ونجع بجمهورية مصر العربية.
ثانيا لابد من الاستفادة من التجارب الدولية فعلى سبيل المثال فى الولايات المتحدة لديهم تجربة القراءة للعمال - فتقام الخيام للعمال الذين يشتغلون بقطع الأخشاب من الغابات، وتتجول سيارة تحمل الكتب المختلفة لإعارتها لهؤلاء العمال حتى لا يحرموا من القراءة فى أثناء بعدهم عن منازلهم أو المكتبات العامة، وفى انجلترا تقوم المكتبات المدرسية والعامة بالجمع بين الأطفال وأولياء أمورهم ويتم تدريب الآباء على اختيار الكتب المناسبة لأطفالهم.
أما فى هولندا فى الأسبوع الماضى تم بمدينة لاهاى أكبر مهرجان شعبى للقراءة الموحدة والذى يمتد على مدار أربعة أسابيع، يتم خلالها توزيع 782500 نسخة مجانية من رواية واحدة على الجمهور.
ونحن فى مصر نحاول الاستفادة من التجارب السابقة للمكتبات المتنقلة لمهرجان القراءة للجميع ونسعى لتفعيل ذلك من خلال الجمعية التى ستعمم على مستوى الجمهورية فى الفترة القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة