منى فهمى تكتب: الشهيد "الشماشرجى".. وأزمة الحرس الجامعى

الأحد، 21 نوفمبر 2010 08:17 ص
منى فهمى تكتب: الشهيد "الشماشرجى".. وأزمة الحرس الجامعى الشهيد الملازم أول محمد ناجى الشماشرجى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منى فهمى

تأتى الذكرى الثانية لوفاة الشهيد الملازم أول محمد ناجى الشماشرجى فى وقت يتزايد فيه اشتعال أزمة الحرس الجامعى، وتتزايد طاقة كره العديد من المواطنين الموجهة ضد وزارة الداخلية والعناصر التابعة لها، مما يجعلنى أشعر بخيبة أمل لا حصر لها، لأننا دائما نذكر السيئ لرجال "الداخلية"، وننسى أن العديد منهم يدفعون حياتهم ثمنا لأداء واجبهم، وهو الحفاظ على أمن هذا الوطن.

لن أنسى مادمت على قيد الحياة، أنه فى صباح يوم الخميس الموافق 6 نوفمبر 2008، تلقيت خبر استشهاد الشماشرجى ببالغ الحزن، الذى كان ضابط شرطة نشيط و"محبوب" بقطاع الأمن المركزى، وقد استشهد اثر إصابته بطلق نارى بالصدر خلال مطاردته لتجار مخدرات بعزبة الجزار بمنطقة الجعافرة بمحافظة القليوبية.. ألا يكفى لجماعة "كارهى الداخلية" أن هذا الشهيد دفع حياته، و هو صائم، ثمنا لأداء واجبه فى عمر لا يتجاوز الـ 23 عاما.. ألا يكفى أنه استشهد قبل أن يتزوج وأن يرزقه الله بالأطفال الذين كان يحلم بهم طوال حياته، ألا يكفى أنه فارق والده ووالدته وأحباءه وزملاءه بدون كلمة وداع؟!

ألا يكفى أن الحلم الوحيد لغالبية رجال "الداخلية" هو أن يبلغهم الله الشهادة فى سبيله.. ألا يكفى أنهم يعيشون دائما فى رعب، بسبب خوفهم على أفراد أسرهم، وخاصة أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم، لأن أعدائهم "المجرمون" كثيرون بصورة لا يمكن تخيلها؟!

كيف ننسى "الشماشرجى" الذى كان آخر دعاء له فى الدنيا هو: "اللهم إنى أحتسب هذا العمل عندك، فاكتبه اللهم فى ميزان حسناتى، وارفعنى به اللهم عندك درجة.. أشهد أن لا اله إلا الله.. وأن محمداً رسول الله"..

لذلك، لا يكفى أن يتم تغيير اسم قطاع الهايكستب، وهو القطاع الذى كان يعمل به هذا البطل، الذى يقع فى طريق مصر إسماعيلية الصحراوى، إلى قطاع النقيب الشهيد محمد ناجى الشماشرجى تخليدا لذكراه.. لكن يجب أن ننظر لرجال الشرطة نظرة احترام وتقدير، نظير مجهوداتهم التى يقدمونها فى سبيل الحفاظ على أمن هذا الوطن.

ومن جانبى، سأظل أدعو الله، مادمت على قيد الحياة، أن يرحم الشهيد الشماشرجى، وأن يسكنه فسيح جناته، و أن يجعله فى منزلة الأنبياء والقديسين، وأن يكون من أهل الفردوس الأعلى فى جنات النعيم، وأن يرزقنا الله الشهادة فى سبيله.

للأسف، الصورة التى رسمها العديد من المواطنين لضابط الشرطة هى أنه شخص متكبر، زهقان، يرتدى بالطبع نظارة سوداء "ماركة" وأنيقة، يتفنن فى جذب انتباه الفتيات الجميلات من حوله بالملابس "الميرى".. لكن الحقيقة هى أن ضابط الشرطة رجل "غلبان"، يرضى بالقليل الذى قسمه الله له، فى ظل المرتب المتواضع جدا الذى يحصل عليه فى نهاية كل شهر من "الداخلية".. تصل عدد ساعات عمله - فى بعض الأحيان - إلى 20 ساعة فى اليوم الواحد.. يقضى المواسم والأعياد - فى كثير من الأوقات - فى مأموريات العمل بعيدا عن أهله وأحبائه.. هو مجرد إنسان يحلم بالحصول على يوم إجازة ليسير على الكورنيش مع والده ووالدته وإخوته.. ثم يحلم بأن يتزوج فتاة "بنت ناس طيبين"، و أن يكون له أبناء منها يربيهم على حب الوطن والإخلاص له مهما كان الثمن.

أحلم.. نعم مجرد حلم أتمنى أن يتحول إلى حقيقة فى أقرب فرصة، أن يأتى اليوم الذى ننظر فيه للضابط على أنه أحد أفراد أسرتنا، أو مجرد بنى آدم، و ليس وحشا كاسرا.. هذا الإنسان من الممكن أن يخطئ.. وعندها لابد أن نكون قادرين على مسامحته عندما يخطئ، وأن نلتمس له الأعذار قدر الإمكان، وأن نحافظ على ضبط النفس فى التعامل معه.. فمن القسوة أن نوجه تجاهه كل هذا الكره الذى أشعر به فى كلام العديد من المواطنين عندما يتحدثون عن أى ضابط، لمجرد أن مهنته تجبره على أن يتسم بهذه الشدة والصرامة وأحيانا بالقسوة التى تزعجنا فى كثير من الأحيان، لكن كل ذلك فى سبيل أن تظل مصر بلد الأمن والأمان.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة