أستاذ تاريخ قديم يرد: أدعو سيادة المستشار إلى عدم الزج بالقرآن الكريم فى حقل الدراسات التاريخية القديمة

الخميس، 02 ديسمبر 2010 09:55 م
أستاذ تاريخ قديم يرد: أدعو سيادة المستشار إلى عدم الزج بالقرآن الكريم فى حقل الدراسات التاريخية القديمة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ إسرائيل تسعى إلى إيجاد تاريخ غير مشروع لها.. ونفرتيتى لم تكن إسرائيلية

قبل أن أتطرق إلى ما جاء فى التعليق على كتاب المستشار هشام سرايا، أحب أن أذكر العالم العربى والعالم الإسلامى، خاصة المصريين، أن دولة الاحتلال الإسرائيلى فى هذه الأيام تسعى بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة إلى محاولة إيجاد تاريخ لها يمد جذوره فى أغوار الماضى البعيد، حتى تثبت للعالم الغربى وغير المتخصصين من العرب والمصريين، أنها صاحبة حضارة موغلة فى التاريخ، وأن جذورها وتاريخها وحضارتها تضارع الحضارة المصرية القديمة بل تتفوق عليها، ومن المعلومات المغلوطة والملفقة، أن بعض ملوك وملكات مصر وفراعنتها من أصول إسرائيلية، وأنهم شاركوا فى بناء الأهرامات المصرية، بل هم الذين بنوا هذه الأهرامات، وأيضاً هم أصحاب أرض فلسطين ولهم فيها تاريخ يمتد إلى ثلاثة آلاف عام مضت.

وللأسف نحن العرب والمسلمين والمصريين نساعدهم ونشاركهم فى هذا الادعاء الباطل، وننشر لهم ما يريدون أن يقنعوا به العالم بتاريخهم القديم، والغريب أن هناك كتبا ومقالات كثيرة للأسف تشارك أيضاً فى هذا الاتجاه، وأنا شخصياً قرأت كتابا من هذا النوع وموجود عندى، عنوان هذا الكتاب «فرعون موسى من قوم موسى»، لكاتب يدعى عاطف عزت.

وأود أن أشير إلى كتاب آخر عكس ما نحن بصدده عن الدعاية لدولة إسرائيل وامتداد جذورها فى عمق التاريخ، ومن العجيب أن كاتب هذا الكتاب ليس عربيا ولا مسلما ولا مصريا، ولكنه غربى ويدعى «كيث وايتلام» وعنوان هذا الكتاب «اختلاق إسرائيل القديمة» the invention of ancient israel. by keith whitelam.
ويكشف هذا الكتاب محاولات الإسرائيليين، ومنهم التوراتيون، إيجاد تاريخ قديم يوحى بوجود إسرائيل القديمة وذلك بالتزوير.

وهناك أيضاً آثارى هولندى هو «د.طوسون» الذى طرد من منصبه كأستاذ فى الجامعة عام 1992 لأنه أوضح فى كتابه الذى صدر عام 1992 وعنوانه: «early history of the israelite people from the written» والذى قال فيه: إن مجموع التاريخ الغربى لإسرائيل والإسرائيليين يستند إلى قصص من العهد القديم من صنع الخيال.
وفى رأيى أن السيد المستشار اعتمد أساساً على ما جاء فى التوراة من معلومات مغلوطة وما جاء على لسان المزور الأكبر جوزيفوس اليهودى الذى كان له الفضل الأكبر فى تزوير التاريخ اليهودى.

ومن المعلومات التى أخذت عن هذا المؤرخ الكاذب اليهودى أنه ادعى أن قوم سيدنا موسى قد خرجوا من مصر وعددهم 600 ألف أو يزيدون، وهنا يتبادر إلى الذهن كم كان تعداد مصر فى هذا الوقت؟ بهذا العدد يكون اليهود أكثر من نصف شعب مصر، وهذا بالطبع من الأكاذيب، وأيضاً كيف يخرج هرباً هذا العدد سراً خارج البلاد وهم يحملون أمتعتهم ودوابهم وأطفالهم دون أن يراهم جيش مصر أو شعب مصر.

هل يعلم سيادة المستشار أنه مع بداية الأسرة 28 قام الملك أو الفرعون أحمس الأول بسن قانون فحواه أنه لابد لمن يحكم مصر من الملوك والفراعنة أن تجرى فى عروقه الدماء المصرية من ناحية الأب والأم، فكيف يكون الفراعين الذين ذكرهم سيادة المستشار ينتسبون من ناحية الأم للإسرائيليين، أما ما جاء من معلومات أخرى عن الأولاد والزوجات سواء كانت نفرتيتى أو الملكة «تى» وكل ما جاء من معلومات أخرى فى هذا الكتاب، فلا يمكن التعليق عليها لأنها بعيدة كل البعد عن الحقائق التاريخية، وأناشد سيادة المستشار أن يعيد القراءة لبعض كتب التاريخ القديم وعلم الآثار حتى يعيد النظر فيما كتبه، ولا يعتمد فى بحثه على مؤرخ يهودى أو كتاب العهد القديم «التوراة»، ولا حتى كتب التفسير، ولا يزج بالقرآن الكريم فى هذا الحقل.

د. كمال كاسب متخصص فى التاريخ القديم











مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة