ياسين التهامى فى حوار خاص: أقول لأصحاب دعاوى حرق القرآن والإساءة للإسلام: موتوا بغيظكم للبيت رب يحميه

الخميس، 02 ديسمبر 2010 09:55 م
ياسين التهامى فى حوار خاص: أقول لأصحاب دعاوى حرق القرآن والإساءة للإسلام: موتوا بغيظكم للبيت رب يحميه ياسين التهامى
حوار - وائل السمرى - تصوير: أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ كل ما يحدث لنا من أهوال نتيجة مساوئنا ومخالفاتنا لأوامر الله فقد «اتسع الخرق على الراتق» وأصبحنا مسلمين بالاسم فقط
◄◄ مهاجمة الشيخ كشك لى «شائعة» كاذبة.. وقصيدة الأربعين ليست حقيقية وشركات توزيع الشرائط اخترعت هذه القصة لتزيد المبيعات
◄◄ إن لم تتفق أحوال الصوفية مع كتاب الله ورسوله فلا تصبح من الإيمان.. وأقول لمن يحرم الموسيقى والغناء والتصوف: من ذاق عرف
◄◄ وديع الصافى وصباح فخرى والسيدة فيروز ومحمد عبده من أكثر المطربين الذين أعشقهم وأعتبر السيدة أم كلثوم خارج أى منافسة أو تصنيف


تأهب، فأنت الآن فى حضرة الشيخ، ارتق إلى حالته، وعش معه بقلبك وعقلك ولسانك، اصعد إلى جواره سلمة بعد سلمة، وبيتا إثر بيت، وأنشودة تعقبها أنشودة، لتنتشى الروح، ويمتلئ الوجدان، وتسكر الجوارح بنور من الشعر المصفى لأئمة وأقطاب المتصوفة الكبار، إن رأيت الجموع المتوافدة لسماعه فستحسبها بحورا من البشر، يولون وجوههم شطره، أياديهم المرفوعة المصوبة إليه تحسبها استغاثات غرقى فى بحور الشوق إلى اللقاء، ليتحقق فيهم قول الحلاج: كأننى غريق تبدو أنامله نعوشًا وهى فى بحر من الماء، بحسه الراقى وصوته المتفرد، وثقافته العربية الواسعة، واختياراته الماهرة للقصائد التى ينشدها، أصبح ياسين التهامى حسنين محمد، الشهير بياسين التهامى، أحد أهم أصوات مصر فى الإنشاد الدينى، إليه يشدّ المصريون الرحال، ويسهرون اليالى لملاقاته، وحينما يقابلون صوته يهيمون وينتشون، وبحمد الله يسبحون.

لا يُكثر «التهامى» من الظهور الإعلامى، وما هى إلا مرات معدودة ظهر فيها فى التليفزيون أو الفضائيات رغم شهرته العالمية المدوية وانتشاره المحلى الكبير، وحتى فى مقابلاته الإعلامية لا يكثر من الكلام، وكأن الله خلقه لينشد فقط، فلا يجد نفسه إلا فى حالة الإنشاد، ولا يجده محبوه إلا صادحًا، يقول: التهامى: الإنشاد بالنسبة لى غذاء لروحى وترويض لنفسى، وتشربت الموسيقى منذ طفولتى على ضفاف النيل، ورغم أنى لم أدرسها إلا نظريًا، لكنى كنت أعتمد فى المقام الأول على إحساسى وامتزاجى بالموسيقى، فقد تربت أذنى على الموسيقى الشرقية وتآلفت معها، ومن أكثر المطربين الذين أعشقهم وديع الصافى وصباح فخرى والسيدة فيروز ومحمد عبده، والسيدة أم كلثوم التى أعتبرها خارج أى منافسة أو تصنيف.

◄◄ يقول: «وعذلت أهل العشق حتى ذقته فعجبت كيف يموت من لا يعشق»، فأسأله لماذا اتجهت إلى الإنشاد الدينى وما الذى أغراك بإنشاد أشعار المتصوفة؟ فيجيب: بيئتى المتدينة ونشأتى الدينية كانت سببًا فى تشبُعى بالتراث العربى القديم، فوالدى رحمه الله كان عالمًا فاضلاً ومستمعًا جيدًا، وقد درست بالمعهد الثانوى حتى السنة الثانية، ثم تركت الدراسة لظروف خارجة عن إرادتى، وبدأت فى الإنشاد فى مولد سيدنا رسول الله، وانتماء أبى للصوفية كان سببًا لاتجاهى إلى الإنشاد؛ لأن محبيه كانوا يأتون إليه فى المواسم الدينية ويقيمون الليالى ويحيونها، وفى إحدى السنوات أنشدت مع المنشدين، ثم بدأت بعدها فى «طريق الله» وكل من استفدت منهم بكلمة أعتبرهم شيوخًا لى، مثل الشيخ أحمد التونى الذى كان له باع طويل فى الإنشاد الدينى، وكذلك الشيخ مرزوق والشيخ القبيصى، وكلهم مشايخ أفاضل، كما أنى نشأت حافظًا لكتاب الله والعلم والفقه، ومداومًا على قراءة الشعر القديم؛ فالشعر ديوان العرب وعنوان الأدب وركن من أركان الحقيقة ودعامة من دعائم الحكمة، ومن هنا اكتشفت ما بأحوال أسيادنا العظام من جمال وطرب، لذا أنشدت قصائد سيدنا الإمام الحلاج، وسيدنا الإمام ابن عربى، وسيدنا الإمام أبومدين الغوث، وسيدتنا رابعة العدوية، ووجدت أن أشعارهم تزين معانيها ألفاظها، وألفاظها زائنات معانيها كما قال الإمام الكميت، وفى حالة الوجد والصفاء أثناء إنشادى يمن الله على ببعض الكلمات التى أضيفها إلى القصائد التى أنشدها، وأغلب إنشادى ارتجالات لذا لا ألتزم بمقامات موسيقية معينة، ولا أدعى إذا قلت لك إننى لا أقوم بتحضير أية قصائد قبل الليالى التى أحييها، أتركها هكذا على الله، وربنا يكرم.

أقول له: لماذا يلاحظ محبوك أنك فى الموالد والليالى تكون فى حالة انتشاء كبير، وهذا خلاف الحفلات التى تحييها فى المسارح المختلفة؟ فيجيب: أنا لا أتعمد التغيير من طبيعة أدائى سواءً فى الأوبرا أو فى أوروبا أو فى الموالد، لكنى أستمد قوة إنشادى من الناس، فالحديث يقول: الناس بالناس ما دام الحياء بهم، ولذلك طبيعة من يسمعون تؤثر علىّ، وفى حضور أسيادنا يصبح الجميع وكأنهم روح واحدة، ومن المستمعين أستمد قوة كبيرة، وكل الذين يحضرون الليالى التى أقيمها أستمد منهم قوة وطاقة «يعنى كله بيغذى بعضيه» لأن الجمع والاجتماع على ذكر الله، ويحدث أحياناً أننى أرى أحد المستمعين وألمح عينه وهى تهيم فى حب الله فأنسجم معه وأذهب إلى حالة غير الحالة لأننا نتبادل المشاعر، فمن الممكن أن أنظر إلى أحد الحاضرين وأستمد منه حالته بالنظر إلى تقلبات وجهه لأن وجهه يتغير طبقاً للكلام الذى يسمعه «يجى خمسين ألف مرة فى الثانية» ولذلك أشترك معه فى حالته.

أسأله عن أحب الأماكن التى ينشد فيها إلى قلبه وأكثر الأوقات التى يتجلى فيها فيقول: أكثر الأماكن التى أرتاح فيها هى «على عتبات أسيادنا» وكل وقت بوقته، ومن الممكن أن تقول إن كل الحالات تجليات حسبما يريد الله ولو كان الأمر بيدى لكنت فى كل الأحوال بحالة واحدة «هو فيه حد يرضى أنه ميبجاش كويس»، أنا الود ودى أكون دائمًا فى أحسن حالاتى لكنى أيضًا راضٍ بكل التجليات التى يفتح الله بها علىَّ، وأفضل الأوقات التى تشبع روحى أثناء الإنشاد هى لما بحس إن ربنا بيكرمنا ويعطينا لحظة صدق مع النفس واتحاد مع وجدان السامعين، وانغماس معهم فى حالة روحية واحدة، وهذه الحالة أيضاً لا أملكها ولا أقدر على أن أستدعيها وقتما أريد لأن الله هو العاطى، نحن مجرد متسولين على بابه، وفى بعض الأوقات ينعم علينا المولى عز وجل ويدخلنا إلى روح النص الذى ننشده، وروح النص تعنى ما وراء الكلام الذى يقوله الشاعر، وهى لحظة امتزاج القلب مع العقل فى حالة صفاء وصدق، وأنا أعتبر حالة الإنشاد طريقة للوصل ونحن ندعو الله قبل أى أنشاد أن يمنحنا الصدق والقبول والعمل بما نعى ونقول، وهذا الدعاء مما فتح الله علىّ به، كما أردد دائماً هذا القول: «اللهم هبنا حبك والعمل بكتابك واتباع أنبيائك وحب آل بيت نبيك وطاعة أولى أمرك وحسن خاتمتك».

حالة الإنشاد كانت قبل ياسين التهامى شكلا وأصبحت الآن شكلاً آخر، أسأله عن السبب فيقول: منذ ما يقرب من ثلاثين لأربعين سنة كان الإنشاد الدينى الصوفى خاليا من الآلات الموسيقية وكان حضور حفلات الإنشاد مقتصرًا على نخبة معينة من الشيوخ كبار السن، وكان بعض المنشدين يخلطون العامية بالفصحى، لكنى حرصت منذ البداية على أن ألتزام بالأشعار المكتوبة باللغة العربية الفصحى لما بها من جمال وبلاغة وصدق، وهذا خلاف الإنشاد فى «بحرى» الذى يعتمد على القصص، والناس فيما يعشقون مذاهب.

أحب شهور السنة إلى قلب ياسين التهامى هو شهر رمضان، فحسب ما يقول فإنه شهر يستمتع فيه بقراءة القرآن وترتيله وسماعه من المقرئين الكبار وأولهم عنده هو الشيخ مصطفى إسماعيل فهو أقربهم إلى قلبه ويقول عنه إنه: مؤد كبير وتشعر حينما يقرأ القرآن بأن جوارحه كلها تنتفض، كما أن طبقات صوته القوية جعلته متمكنًا من القراءة السليمة المنضبطة دون أن تشعر أنه يُعانى، كما أستمع وأتعلم من مشايخنا الكبار أمثال الشيخ محمد رفعت وعلى محمود وطه الفشنى، وراغب مصطفى غلوش ومحمود خليل الحصرى الذى له فضل تلاوة القرآن وتحفيظه وتجويده، وأعتبره أول من أنشأ مدرسة قرآنية خالصة فى القراءة، أما عمنا الشيخ محمد صديق المنشاوى رحمة الله عليه والشيخ البنا فهما من قراء الروح، الذين يقرأون بقلبهم قبل لسانهم.

يقول: أنا عليل ودوائى فى ما أجدهُ من أشعار أسيادنا العظام، فأسأله: ما الفرق عندك بين أشعار المتصوفة وأيهم تفضل وعلى أى أساس تختار القصائد التى تنشدها فيقول: لا أقدر أن أفرق بين أقطاب الصوفية الكبار وكل واحد منهم له مشربه الخاص وكل واحد له حال، وأنا لا أعتبرهم شعراء وأعتبر كل ما قالوه «لسان حالهم»، فقد امتلأوا بالحب الإلهى فوصفوا وتجلوا وأبدعوا، وأشعر أحيانا وأنا أنشد بأن قلبى هو الذى يقول وليس لسانى ولا حنجرتى، وهذا من مشايخنا الأفاضل أقطاب الصوفية فهم أصحاب الحال، «نفحة» صغيرة منهم كفيلة بأن تجعلنى أنشد طوال الليل دون تعب أو إجهاد.

أسأله هل تعايش تجربة المتصوفة وهم يكتبون أثناء إنشادك لأشعارهم فيرد: مين يقدر يا سيدنا؟ أنا لا أقدر أن أتقمص روحهم ولا أن أعيش تجربتهم، صعب علىّ وأنا العبد الضعيف، غاية أملى فقط أن تمسنى نفحة منهم، ومن فضل الله أنى حينما بدأت فى الإنشاد سنة 1973 قرأت أشعار مولانا الإمام ابن الفارض فتعايشت مع أشعاره واشتهرت بها، و«فضل ربنا الكلام الجيد» هو سبب ما أنا عليه الآن، ومن فضل الله أيضًا أنى منذ بدايتى أدعو إلى الفضيلة وترك الرذيلة، والتراحم والصفاء.

يقول فى إحدى لياليه المسجلة: «ولو كانت الدنيا تدوم لأهلها لكان رسول الله حياً وباقياً» ويطلق محبوه على هذه الحفلة اسم الأربعين، ويتناقل سامعوه ما يفيد أن التهامى أنشد هذه القصيدة فى ذكرى الأربعين الخاصة بوالده الشيخ التهامى، سألته عنها: فقال ضاحكاً: لا أربعين ولا خمسين، هذه شائعة تناقلها الناس وأتوا بحفلة وأطلقوا عليها هذا الاسم كوسيلة من وسائل الدعاية والترويج، «فى جماعة كده جابوا الكلام من أى ليلة وقالوا إن دى ليلة الأربعين بتاعة الوالد عشان يزيدوا المبيعات» والحقيقة أننى لم أنشد أية قصائد فى أربعين والدى، ولا أعرف من أين أتى الناس بهذه الشائعة، وهناك شائعة أخرى تدعى أن الشيخ كشك انتقدنى حينما أنشدت قصيدة «رأيت ربى بعين قلبى فقلت حقاً لا شك أنت»، ولكن هذه الأخرى إشاعة لا أساس لها فالشيخ كشك رجل فاضل وعالم كبير من علماء الأمة ولم يسبق أن انتقدنى أبدًا وأنا أحبه وأحترمه، وبفضل الله لم ينتقدنى أحد منذ بدايتى وحتى الآن.

يستشهد التهامى بالحديث القدسى الذى يقول «اتق الله تكن عبدًا ربانيًا تقل للشىء كن فيكون» حينما أقول له إن البعض يسخر من المتصوفة وقدراتهم الكبيرة، ويؤكد أن الأئمة الكبار لا يجوز الكلام عنهم بسخرية، لأن ديننا به ما يؤكد أن الأولياء الصالحين يتمتعون بفضل الله ونعمته، بدليل قول الله تعالى فى الحديث القدسى «لا تسعنى السماوات والأرض ويسعنى قلب عبدى المؤمن» فأقاطعه: لكن هناك من الكثير من الذين يدعون خلاف هذا ويحرمون الكثير من الطقوس الصوفية فيقول: من يدعوا ويقولوا إن الصوفية والغناء والإنشاد والشعر والموسيقى ليست من الإسلام، أضعهم كلهم فى دائرة واحدة وأقول لهم من ذاق عرف، ولا تتكلموا عن أشياء لا تعلموا عنها شيئاً، وأولاً وأخيرًا: «الجدال فى هذه المواضيع مش كويس».

يشرح التهامى قدر الصوفية عنده فيقول: الصوفية لهم مقام يسمى «مقام الإحسان»، فهم يعبدون الله كأنهم يرونه، فإن لم يكونوا يرونه فهو يراهم، ولذا يمن الله عليهم بالشفافية والروحانية والفطنة والفراسة، ورسول الله قال «اتق فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الإيمان»، وكلمة تصوف مكونة من أربعة حروف «لو دعبست عليهم هتلاقى فيهم كل الإسلام»، التاء تقوى ولا أجمل منها فى هذا الكون ورب العزة يقول اتق الله تكن عبدًا ربانيًا تقل للشىء كن فيكون، وهذا أول حرف فى كلمة تصوف، وإذا شرحنا معناه لن تكفينا مجلدات، أما ثانى حرف وهو الصاد فيعنى الصفاء حيث لا حقد ولا حسد ولا غيرة ولا كراهية ولا ضغائن ولا شرور ولا مجاملات ولا زيف، والصفاء يعنى أن تنزع من نفسك كل ما يلوثها أو ما يسىء إليها، أما الواو فهو الولاء لعهد الله وكتابه وسنة رسوله، ولا حياة بدون كتاب الله وسنته وعترته، أما الحرف الأخير فهو الفاء ويعنى الفناء فى ذات الله تعالى وهذه المرتبة لا يقدر عليها إلا الخلصاء، وتعنى أن يتحرر الإنسان من كل الماديات بما فى ذلك حاجاته البشرية، والفناء فى الدنيا سبيل الإنسان للبقاء فى الآخرة، وكما يقول الحديث، الدنيا مزرعة الآخرة، وهذا بالنسبة لى معنى التصوف ولا أعتقد أن هناك من يعترض على هذا المعنى لأنه يحض على الفضيلة والمحبة والتراحم الإنسانى، وإن لم تتفق أحوال الصوفية مع كتاب الله ورسوله فلا تصبح من الإيمان.

يقول الشيخ: أخاف من نفسى دائمًا، وأحاسبها حساب الملكين، وأحاول أن أصون نعمة ربى علىّ، بمزيد من التقرب إلى الله، فبعيداً عن كتاب الله وسنته وعزته لا حياة، وحينما تخفى علىّ أمور أفوض فيها أمرى إلى الله.

أستفسر منه عن بعض أحوال المتصوفة فيقول: كلها محاولات للوصول للمحبوب، وفى نفس الوقت محاولة الابتعاد عنه، وعدم الاكتفاء به ثم محاولة التفانى فى من يأتى بخبر عنه، كل هذه التقلبات حالة من الوجدان والسعى لتلمس طيف المحبوب، وكل هذه حالات تنتاب الصوفية فى سعيهم وعشقهم الإلهى، للوصول لبعض ما فى المحبوب، فهم يتدربون على الفناء حتى يفنوا بالفعل، ولا يفنون فقط بل يعيشون فى عوالم أخرى ويموتون، ويتقلبون من عدم إلى حياة، وفى هذا يقولون: وما أنا من يسلو ببعض غرامه عن البعض بل بالكل ما أنا قانع، وهذا مقام الوله فى العشق، كما يقولون: وإن اكتفى غيرى بطيف خياله فأنا الذى بوصله لم أكتف، فسبحان الذى يقلّب ولا يتقلّب.

أسأله عن إحساسه تجاه ما نسمع عنه كل يوم فى الصحف من دعاوى لحرق القرآن أو الإساءة إلى الإسلام أو نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم فيقول: للبيت رب يحميه، ورب العزة قال: «إنَّا نحنُ نزلنا الذكر وإنَّا لهُ لحافظون»، أما سيدنا رسول الله فلا يقدر أحد على أن ينال منه، فهو نبى ومرسل ومعصوم، ويكفيه قول الله تعالى فى الحديث القدسى «وقدرك عندى ما خلقت الخلق إلا ليعرفوا قدرك عندى»، فهو الكامل المكمل المكتمل صلى الله عليه وسلم، فلا يعرف قدر محمد إلا الله، وعمرى ما بسمع ما يسىء للرسول، وقال الله للرسول «فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا»، فسيدنا رسول الله منزه عن كل هذا، وفى الحديث يقول الرسول «أبيت عند ربى يطعمنى ويسقينى»، قربنا إلى الله هو الذى يحفظ مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن الممكن أن نقول إنه- مع الأسف- من بعض مساوئنا ومخالفاتنا فقط حصلت لنا هذه الأهوال، فقد اتسع الخرق على الراتق وللأسف نحن أصبحنا مسلمين بالاسم فقط، وتركنا كتاب الله وسنته وعترته، ولكى نتغلب على ما نحن فيه لا بد أن نلتزم بالمنهج الربانى فلا صلاح ولا فلاح ولا نجاح ولا نصر ولا استقرار ولا أمن ولا أمان بعيدا عن كتاب الله وسنة رسوله، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنى من خادمى آل البيت ومحبيهم ويحشرنا معهم.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة