سعيد شعيب

شرعية الوطنى الناقصة

الأحد، 05 ديسمبر 2010 11:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حتى لو افترضنا صحة تأكيدات قادة الحزب الوطنى بأن الانتخابات نزيهة مائة فى المائة، وحتى لو افترضنا معهم أن هذا الاكتساح سببه شطارتهم السياسية، فالنتيجة هى أن شرعية الحزب الوطنى السياسية أصبحت ناقصة، وشرعية مجلس الشعب القادم مشكوك فيها، وهذه هى الخسارة الكبرى لهم، فقد كسبوا أصوات ومقاعد لا حصر لها، وسيطروا واحتكروا، لكنهم خسروا ما هو أهم، إنها الشرعية السياسية التى تجعلهم أمام الرأى العام المحلى والخارجى "شكلهم حلو شوية"، فلم يغتصبوا سلطة الحكم ولكنهم خاضوا صراعاً سياسياً فى الانتخابات مكنهم من تحقيق أغلبية مستريحة، والفارق ضخم بين هذه الأغلبية المستريحة وبين الاحتكار وطرد قوى المعارضة من مجلس الشعب ومن قبله مجلس الشورى.

ربما كان هذا الاكتساح قد يمر، لو أن الحزب الوطنى منذ تأسيسه له تاريخ مشرف فى الانتخابات السابقة، لكن الحقيقة أن لديه تاريخ مديد من التزوير، ومن ثم فمن الصعب على الرأى العام فى الداخل أو الخارج أن يرى أن هذا الاحتكار للبرلمان، ناتج عن دهاء سياسى، ولذلك أدعو قادتهم، أى قادة الحزب الوطنى إلى التخلى قليلاً عن زهو ما يسمونه الانتصار وتأمل ما حدث حتى يكتشفوا حجم الورطة التى أوقعوا أنفسهم، وحجم الخسارة المروعة.

وإذا نظر العقلاء فى هذا الحزب بقليل من الجهد إلى مجلس الشعب السابق، ونظروا إلى أداء المعارضة فيه، فسيجدون أنهم مستفيدون منه، فكان يمنح القوانين التى تخرج من البرلمان شرعية، لأنه دار جدل داخل وخارج البرلمان قبلها وأثنائها، كما أن وجود المعارضين ساهم فى تطوير أداء نواب الوطنى، ودفعهم إلى تطوير قدراتهم فى الجدال السياسى، كما دفع قادة الحزب إلى عمل حساب لهذه المعارضة عندما تطرح قانوناً أو بياناً للحكومة أو غيرها من أعمال البرلمان.

كما أن هذه المعارضة لم تصل إلى درجة الأغلبية حتى توقف ما يريده الحزب الوطنى، أو تسحب الثقة من حكومته، أى أنها فى النهاية لم تشكل خطراً أو تهديداً للسلطة الحاكم، لكنه الغباء السياسى، أو كما قال لى صديق عزيز "إنه الغباء بالفطرة".








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة