الخبراء يكشفون أسرار مهاجمة أسماك القرش السائحين

الخميس، 09 ديسمبر 2010 10:58 م
الخبراء يكشفون أسرار مهاجمة أسماك القرش السائحين أسرار مهاجمة أسماك القرش السائحين
ميرفت رشاد - أمل صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ «النمر» و«الثور» و«الطرف الأبيض المحيطى» هى الأكثر شراسة.. و القروش لا تحب لحم الإنسان لأنه خالٍ من الدهون

أثارت حادثة هجوم سمكة القرش على أربعة سائحين، من أصل روسى، الذعر والفزع، لكون الهجوم حادثاً جديداً من نوعه، تشهده الشواطئ المصرية بجنوب سيناء، فضلاً عن تضارب الأقوال بين «البيئة والسياحة» حول نفى، أو تأكيد، اصطياد السمكة، ومحاولة كل منهما إخلاء مسئوليتها والتنصل منها.

الجمعيات الأهلية بجنوب سيناء، ومنها جمعية الإنقاذ البحرى وحماية البيئة، أكدت استمرار الخطر، بل احتمالية تفاقمه، وهو ما يؤثر على السياحة، إذا لم يتم تدارك الموقف سريعاً.
وأكد رئيس الجمعية القبطان حسن الطيب، أن حوادث مهاجمة الأسماك للسائحين ليست الأولى من نوعها، بل تكررت أكثر من مرة، مشيراً إلى أن الجمعية تقدمت لـ7 وزارات، بمشروع إنشاء سور شبكى من الاستانلس ستيل بالشواطئ الطبيعية، والتى تمثل الغالبية العظمى من شرم الشيخ، لحماية السائحين من هجوم أسماك القرش المفترسة، مؤكداً أن مصر تفتقر لإمكانية البحث العلمى لعلوم البحار والأحياء المائية.

وعن أسماك القرش قال الطيب: يوجد من بين 360 فصيلة من فصائل القروش أربعة أنواع فقط هى التى تتورط دائماً بالحوادث الشرسة، مثل قرش النمر، والقرش الكبير، والقرش الثور، وقرش الطرف الأبيض المحيطى.

وأفاد الطيب أن سمك الطرف الأبيض المحيطى هو أكثر الأنواع خطراً، مشيراً إلى أنه فى الغالب يكون أول الواصلين لمواقع الكوارث البحرية، أو الكوارث الجوية التى تنتهى إلى البحر، كالحادث الشهير لنوفا سكوتيا فى الحرب العالمية الثانية، عام 1945، بعد غرقها بجوار جنوب أفريقيا، ولم ينجُ منها إلا 192 من الطاقم المكون من 1000 شخص بسبب القرش الأبيض المحيطى.

وقال الطيب: أحياناً بعض الفصائل تهاجم الإنسان اعتقاداً أنه كلب البحر، أو أنه فريسة حيوانية تستطيع أن يأكلها، مضيفاً أن لدى القرش أجهزة استشعار تقوم بالتقاط أية إشارات كهربائية تقوم العضلات بتوليدها عند الحركة.

وعن سبب تركه الفريسة بعد تشويهها يقول الطيب: «القرش لا يستسيغ طعم الإنسان، لأن جسم الإنسان لا يحتوى على الدهون التى يحتاجها القرش، أو أن جهازه الهضمى لا يستطيع هضمه»، مشيراً إلى عدد آخر من التفسيرات، كأن ينتظر القرش حتى تنهك الفريسة نفسها، وبذلك يتجنب القتال معها، مؤكداً أن ذلك يعطى الإنسان الوقت الكافى للخروج من الماء.

وأفاد الطيب أن القرش يميز الإشارات الإلكترونية التى يطلقها الإنسان المصاب، وبالتالى يتركه لعلمه يقيناً أنه ليس الفريسة التى يبحث عنها. ومن جانبه قال مدير عام محميات سيناء محمد سالم، إن مصر تعتبر أقل أماكن العالم تعرضاً لمثل تلك الحوادث، مضيفاً أنه يصعب القيام بأى إجراءات أمنية، كإقامة سور شبكى من الاستانلس ستيل، نظراً لطبيعة مياه البحر الأحمر، واصفاً تلك الخطوة «بالمستحيلة»، قائلاً: لدينا خصوصية فى قاع مياه البحر الأحمر، حيث يصل لعمق 200 متر فى بعض الأماكن، مشيراً إلى أنه طالما لم تصل الأزمة لحد الظاهرة فلا يلزم اتخاذ أى إجراءات.

هناك اتهام لوزارة البيئة بالتخلى عن دورها فى حماية الشواطئ وحياة السياح، حيث قال وسيم محيى الدين، رئيس غرفة الفنادق بالاتحاد المصرى للغرف السياحية، إنه يحمّل وزارة البيئة المسؤولية عن الحادث بشكل كامل لم تقم بمنع الصيد الجائر الذى يحدث من قبل الصيادين فى المناطق التى يعيش فيها سمك القرش، مشيراً إلى أنه على الرغم من وجود ميزانية ضخمة مرصودة لوزارة البيئة، علاوة على المنح التى تحصل عليها من الدول الأوروبية، فإن تلك الأموال تصرف كمكافآت للقيادات وللمسؤولين الكبار بالوزارة، على حد وصفه، مؤكداً أنه كان من الأولى قيام وزارة البيئة بوضع شبكات مخصصة لمنع دخول أسماك القرش المياه الإقليمية، والحفاظ على حياة السياح والمواطنين المصريين.

وعن تأثير الحادث أكد رئيس غرفة الفنادق أن نسب الإشغال فى فنادق جنوب سيناء والبحر الأحمر تخطت 100 %، موضحاً أن بعض الفنادق رفضت التعاقد مع منظمى الرحلات خلال الفترة المقبلة، لعدم وجود غرف فندقية خالية، مشيراً إلى أن جميع السياح بمختلف جنسياتهم يرغبون فى قضاء عطلات الكريسماس ورأس السنة هنا.

ومن جانبها قالت ناهد نظمى، المستشار السياحى بهيئة تنشيط السياحة بموسكو، إن جميع منظمى الرحلات بروسيا، أكدوا أن شركاتهم لم تسجل أى حالة واحدة لإلغاء حجوزات بعد وقوع الحادث، وأنهم يرغبون فى قضاء عطلة الكريسماس بمصر، موضحة أن هناك زيادة فى أعداد السياح الروس بلغت 2 مليون و257 ألف سائح فى الفترة من يناير إلى أكتوبر 2010، بزيادة 46 % مقارنة بالعام الماضى، مشيرة إلى أن الوكالة الفيدرالية السياحية، ولجنة السياحة التابعة لغرفة الصناعة والتجارة الروسية ووكالات الأنباء الروسية، أشادوا بالإجراءات المصرية فى متابعة الحادث، ومؤكدة أن الوضع ليس خطيراً بالمرة، لأن السياح الروس لديهم شغف بمشاهدة أسماك القرش خلال سياحة الغوص، كما أن جميع المواطنين الروس مهتمون حالياً بأحداث تنظيم روسيا لكأس العالم 2018. وأوضح هشام جبر، رئيس مجلس إدارة غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية، أن البحر الأحمر ملىء بالقروش كبيئة طبيعية له، إذ يعد أحد عناصر الجذب السياحى فى مجال الغوص، وأحد المكونات الرئيسية لنظام التنوع البيولوجى فى البحر الأحمر، وقال: نعلم تماماً أن القروش لا تهاجم إلا إذا تم استفزازها ببعض السلوكيات أو الممارسات التى تغير من طبيعتها، ولم يستبعد جبر أن يكون إلقاء آلاف الأطنان من الحيوانات النافقة فى مياه السويس والعقبة وراء تغير سلوك القروش.



ماجد جورج



هشام جبر








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة