إبراهيم داود

عن البطريق والحوت.. والمياه الغازية

الخميس، 09 ديسمبر 2010 07:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعيش طيور البطريق على أسماك البحر الأزرق المتجمد، لكن السمك ليس وحده تحت الماء! أحياناً يكمن الموت المأساوى العنيف، على هيئة الحيتان القاتلة، من ثم فعلى طيور البطريق أن تكون حذرة، فلا تنزل الماء فى غياب «ضمانات كافية»، فالطائر على البر لا يستطيع أن يعرف أن الحوت موجود هناك، الطريق الوحيد للتحقق هو الغوص، أو الانتظار، على أمل أن يمل الانتظار طائر آخر أكثر طيشا فيقفز فى الماء، هذه الطيور، كما قال مارك بوكانان صاحب كتاب الذرة الاجتماعية، تمارس كل صباح لعبة الانتظار، كأنها لعبة روليت على الحيتان القاتلة، تقف فى مكانها ساعات طويلة، حتى يقفز أخيراً أول من استبد به اليأس والجوع، وعند هذا الحد يغدو مقدرا للجمع بأكمله كل شىء أو لا شىء، إما حمام الدم، فيظل كل فى مكانه، أو أن تسير الأمور على ما يرام، فيقفز الجميع فى الماء بحثا عن وجبة.

هذا بالضبط ما حدث فى الانتخابات المصرية الأخيرة، طيور البطريق (التى شاركت)، كانت هى الأكثر طيشا، لأنها صدقت أن هناك ضمانات، ولا تعرف أن الحزب الحاكم (الحوت) المدجج بالصحف القومية ووزارة الإعلام وقوات الأمن، لن يرضى بأقل من 98 % من المقاعد فى العملية التزويرية التى شابت بعض الانتخابات (على حد تعبير أحدهم)، الطيور التى انسحبت من الجولة الثانية شاركت فى المذبحة.. ورئيس حزب التجمع الوحيد الذى خرج على قانون البطريق وتعامل مع نفسه على أنه حوت «صغير»!

< سعدت="" كثيراً="" بفوز="" قطر="" بشرف="" تنظيم="" كأس="" العالم="" 2022،="" ليس="" بسبب="" الانتصار="" على="" أمريكا="" (كما="" قال="" القرضاوى)،="" ولكن="" لأن="" بلداً="" «عربياً»="" صغيراً="" وغنياً="" استطاع،="" بكل="" الطرق="" المشروعة="" وغير="" المشروعة="" أن="" ينجح="" ويدخل="" التاريخ="" من="" أوسع="" أبوابه،="" «وعلى="" أصحاب="" «صفر»="" المونديال="" و98="" %="" انتخابات،="" كما="" قال="" جلال="" عامر="" فى="" «المصرى="" اليوم»،="" أن="" يتابعوا="" قطر="" وهى="" تنظم="" كأس="" العالم="" دون="" إشراف="" قضائى="" أو="" تضييق="" فضائى،="" وأن="" تعمل="" مصر="" من="" الآن="" على="" التأهل="" لمونديال="" 2022="" بالدوحة،="" بقيادة="" حسن="" شحاتة="" ودعم="" الرئيس="" مبارك..="" لكى="" نثبت="" للعالم="" كله="" أننا="" «جامدين="">

< انطلق="" البرنامج="" الانتخابى="" للسيد="" الرئيس="" فى="" 2005،="" وهو="" برنامج="" طموح="" لا="" شك،="" وتدعى="" الحكومة="" أنه="" أوشك="" على="" الانتهاء،="" وارتفع="" سقف="" الحرية="" حتى="" 2010،="" وتم="" هدمه="" بدم="" بارد="" قبل="" الانتخابات="" البرلمانية="" بأسابيع،="" لكى="" يرتفع="" سعر="" طن="" حديد="" عز="" 200="" جنيه="" بعد="" الجولة="" الأولى،="" ولم="" يتحقق="" وعد="" الرئيس="" بالانتخاب="" بنظام="" القائمة،="" ولم="" يتم="" إلغاء="" قانون="" الطوارئ،="" وفى="" المقابل="" زادت="" استثمارات="" المياه="" الغازية="" فى="" مصر="" بسبب="" الإصلاحات="" الضريبية،="" وكشفت="" دراسة="" أعدها="" المركز="" العالمى="" للاستثمار="" والضرائب="" بالتعاون="" مع="" مؤسسة="" أكسفورد="" للاقتصاد="" عن="" نمو="" صناعة="" المياه="" الغازية="" فى="" مصر="" بنحو="" 27="" %="" خلال="" السنوات="" الخمس="" الأخيرة،="" وأرسل="" روبرت="" زوليك="" رئيس="" البنك="" الدولى="" نسخة="" من="" الدراسة="" إلى="" يوسف="" بطرس="" غالى="" أفادته="" بالطبع="" فى="" حملته="" الانتخابية="" فى="" شبرا،="" وقالت="" مجلة="" «إيكونوميست»="" البريطانية="" إن="" التقدم="" الوحيد="" الذى="" شهدته="" الانتخابات="" المصرية="" الأخيرة="" هو="" ارتفاع="" ثمن="" الصوت="" الانتخابى="" من="" 20="" جنيها..="" إلى="" مئات="" الجنيهات!=""> >








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة