علاء صادق

اعتزال الإعلام الرياضى فى يناير 2011.. لماذا؟

الثلاثاء، 30 مارس 2010 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يقرأ الكثيرون تصريحاتى الموجودة بين السطور قبل أسبوعين فى نفس المكان عندما أشرت إلى قرارى بإنهاء عملى الاحترافى فى مجال الإعلام الرياضى بنهاية العام الحالى.
واندهشت الأغلبية من قرارى عند إعلانه مع الإعلامى الرائع تامر أمين مساء الاثنين الماضى فى برنامج مصر النهاردة.. وتأكيدى القاطع أن عملى سينتهى فى كل القنوات والبرامج والصحف اعتبارا من الأول من يناير 2011.

ولن أقبل مطلقا أى عرض فى مجال الإعلام الرياضى للعمل محترفا، مع استعدادى التام لقبول أى دعوة للظهور كضيف فى أى برنامج أو لإجراء أى حديث بشرط ألا يكون الأمر منتظما أو مكررا أو وفيرا، حتى لا يتحول الأمر أيضا من اعتزال معلن إلى احتراف مستتر أو مقنع.
هذا القرار ليس مفاجئا للقريبين من محيطى وهم محدودون للغاية.

ولكنه كان مفاجئا للملايين الذين ارتبطت بهم وارتبطوا بى على مدار العشرات من الأعوام، لاسيما اعتبارا من 1990 إلى 2010 وهى السنوات التى منحنى الله عز وجل فيها نعمة الظهور الدائم على الشاشات، اعتبارا من الفقرة الرياضية فى النشرة الرئيسية للتليفزيون المصرى فى تمام التاسعة مساء على شاشة القناة الأولى.. ومرورا بالعشرات من البرامج والحلقات مع الاحتراف المؤقت فى إيطاليا مع قناة الرياضة فى شبكة راديو وتليفزيون العرب إيه آر تى- حيث كنت بفضل من الله أحد مؤسسيها مع الراحل العظيم صلاح زكى والعمالقة الشيخ صالح كامل والسعودى على داود والزميلين الغاليين حسن عثمان وسيد حامد.. وهم الخماسى الذى حضر الاجتماع التأسيسى الأول للقناة فى المكتب البيضاوى الأرابيسك للشيخ صالح فى مقر الشبكة فى شارع جامعة الدول العربية. وانتهى بى الأمر الآن فى بيتى الأول وهو التليفزيون المصرى محترفا فى قناة النيل للرياضة مع برنامج ظلال وأضواء يوميا من السبت إلى الأربعاء، وفى القناة الأولى أسبوعيا مساء الاثنين مع برنامج طاب مساؤكم.

والآن يحين موعد الجدل الثائر والدائر حول قرار الاعتزال. وهو القرار الذى أراح الآلاف من الكارهين للحق فى مجال الرياضة والآلاف من العاملين بالباطل فى مجال الرياضة، ومعهم الآلاف من الجهلاء الذين اقتحموا مجال الرياضة.

وأسعد عشرات الآلاف من جماهير الأندية التى اُنتقد مسئولوها ولاعبوها ومدربوها وما ينالون من حقوق زائدة سواء فى الإدارة أو التحكيم، ولكنه وفى الوقت نفسه أغضب وأحزن عشرات الآلاف وربما الملايين من جمهور الرياضة الحقيقى العاشق للثقافة والمتعطش للصراحة والباحث عن الصدق والحق والمواجهة، فى زمن عزت فيه الشفافية وانتشر الكذب والخداع وتغلغلت الأفكار السيئة وانتصر الجهل والتعصب فى مجال الإعلام الرياضى. أعلم كثيرا أن غيابى عن الساحة يفسح المجال للجهلاء لمزيد من الهجوم المستمر والعنيف على شخصى المتواضع دون أن يجد أحدهم من يرد عليهم ويوقفهم عند حدهم.
ويطالبنى الكثيرون بالبقاء لمواجهتهم.

ولكننى لا أفكر فى نفسى ولا فى مصالحى ومكانتى، وكل ما أسعى إليه هو الخير أولا والحق ثانيا والراحة النفسية ثالثا.
إذن لماذا اعتزلت؟
هل كان الأمر هروبا؟
وهل تعرضت لضغوط للاعتزال؟
اعتزلت لأننى أريد أن أعيش حياتى بعد عناء دام 37 عاما..
اعتزلت لأننى أمتلك أكثر من ألفى كتاب رياضى بينها خمسمائة كتاب جديد لم أتمكن من قراءتها حتى الآن، وأبحث عن متسع من الوقت لقراءتها وأنهل من علمها وأنقل ما فيها من ثقافة للناس.

اعتزلت لأننى أمتلك أكثر من ألف شريط رياضى حديث لمباريات وبطولات وأندية ومنتخبات وأحداث، بينها أكثر من خمسمائة فيلم جديد لم أتمكن من مشاهدتها وحان الوقت لأتابعها وأستفيد منها.

اعتزلت لأننى عاجز عن إنتاج أكثر من عشرين كتابا رياضيا جديدا وتقديمها إلى الساحة الفقيرة والمكتبة الرياضية المعدومة.. وكنت قد بدأت بالفعل فى تأليف خمسة منها ولكنها لم تكتمل فى كل حالة ولا أجد الوقت حاليا لإكمالها.

اعتزلت لأننى قدمت على مدار 37 عاما فى مجالات الصحافة المكتوبة والإعلام التليفزيونى والإذاعى ما حلمت به وتمنيت أن أصل إليه.. ولأننى نلت من الثناء والتقدير وحب الناس أكثر مما حلمت.. ولأننى وثقت العلاقة بين المشاهد والرياضة العالمية من خلال فقرة قصيرة فى نشرات الأخبار حتى أصبحت محببة ومطلوبة من جمهور السياسة فى نشرات الأخبار.. ولأننى حصدت توفيقا زائدا بل كاملا فى مجالات كانت غائبة أو مفقودة فى الصحافة والإعلام مثل الإحصاءات والتحليل الفنى المباشر وتحليل التحكيم على الهواء مباشرة.. ولا أرى جديدا يمكننى تقديمه.. اعتزلت دون أى ضغوط أو مخاوف أو هروب. ولو كان الأمر هروبا أو ضغطا أو استبعادا لكانت النهاية أقرب، والتوقيت أسرع، والاستبعاد معلنا.

عقدى مع التليفزيون المصرى بدأ فى مطلع نوفمبر الماضى مع مباراة مصر والجزائر.. وينتهى مع الأيام الأولى من نوفمبر المقبل، ولن أتركه إلا مع نهايته الطبيعية.
ولنا المزيد من التفاصيل فى العدد المقبل.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة