محمد بركة

مفاجأة : أنيس منصور... مسيحى يحتمى بالمسلمين !

الثلاثاء، 20 أبريل 2010 07:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قديما حين ظهر كتاب أنيس منصور حول "الفلسفة الوجودية" أثار ضجة كبرى فى الأوساط الثقافية والفكرية بمصر، ولم تكن تفتح صحيفة إلا وتجد كلاما عن الكتاب والكاتب، معه أو ضده، لكن أغرب رد فعل صدر عن الشيخ محمد أبو زهرة، أشهر أساتذة الشريعة الإسلامية فى الستينيات ووكيل كلية الحقوق، فقد قال عن أنيس منصور فى ندوة بنقابة الصحفيين: أنا أعرف هذا "الولد".. إنه مسيحى وأبوه اسمه "جرجس" وهو يحتمى بالمسلمين!

ووجه الغرابة هنا هو أننا اعتدنا كثير من علماء الدين أن ينظروا إلى كل فلسفة قادمة من الغرب على أنها محض كفر وإلحاد وتحمل مؤامرة على الإسلام بالذات، لكن الشيخ أبو زهرة ذهب أبعد من ذلك وأكد بمنتهى الثقة أن المؤلف "مسيحى" يندس وسط جموع المسلمين، أى أنه جاسوس ومخرب، يحمل معول الهدم وقد أخفى هويته الحقيقية، وكان طبيعيا أن يستنكر يوسف السباعى هذا الأسلوب فى المناقشة ويرد قائلا: بل هو مسلم وصديق قديم لى وأنا متأكد من ذلك!

وكان طبيعيا أيضا أن تطرح الكاتبة أمينة السعيد على الشيخ هذا السؤال البديهى: أنت تستنكر ما كتبه لأنه مسيحى، فهل لو كان مسلما لغيرت رأيك، ثم ما علاقة ديانة المؤلف بموضوع كهذا!
وباظت الندوة!

وبدلا من أن تتحول إلى "معركة فكرية" أو نقاش علمى رصين أصبحت غمزا ولمزا فى دين الآخرين، وتعريضا بمعتقدات إخوة لنا فى الوطن، وكأن الإلحاد يكون أسهل عند المسيحى لمجرد أنه مسيحى، رغم أن الدين حقيقة نورانية تضىء ضمير المصرى، مسلما كان أم قبطيا!

ويبدو أن ظلال هذا التكفير الرجعى المتعصب لا تزال تطل على حياتنا اليومية حين نتصور أن "القبطية" ربما كانت أخلاقها " موش ولابد حبتين "لمجرد أنها لا تغطى شعرها"، كما أن "القبطى" يسهل تجنيده كجاسوس لأنه "كافر وكده كده هيروح النار" ... !
أما أنيس منصور فكان كثبرون يتصورون أنه – من اسمه – مسيحى لأنه يخفى اسمه الثلاثى "أنيس محمد منصور" فى حين أن صديق عمره الكاتب الكبير كمال الملاخ، كان كثيرون يتخيلون أنه مسلم لمجرد أنه يخفى – هو أيضا – اسمه الثلاثى: كمال وليم الملاخ!

* كاتب صحفى بالأهرام










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة