علاء صادق

درس من برشلونة للأهلى والزمالك

الثلاثاء، 27 أبريل 2010 07:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدى برشلونة مباراته ضد جاره إسبانيول مساء السبت فى الدورى الإسبانى لكرة القدم، وتعادلا سلبيا، وفقد حامل اللقب ومتصدر الدورى نقطتين ثمينتين.. وأمضى اللاعبون ليلتهم فى منازلهم مع أسرهم واتجهوا فى صباح اليوم التالى إلى ناديهم للسفر إلى إيطاليا عن طريق البر لمواجهة انترميلان مساء الثلاثاء فى ذهاب نصف نهائى دورى أبطال أوروبا.. واتخذت إدارة نادى برشلونة الكاتالونى قرار السفر البرى بالحافلة المجهزة بكل الإمكانات دون أن تبادر بأى محاولة لتأجيل المباراة تحت عذر عدم وجود طيران بين برشلونة وميلانو.. وكانت السحب البركانية الكثيفة التى انبعثت من بركان آيسلندا قد أوقفت الطيران فى سماء معظم الدول الأوروبية.. وبالطبع لم يقرر الاتحاد الأوروبى لكرة القدم أى تأجيل للقاء.
وبعد رحلة سفر شاقة بكل المقاييس من برشلونة شرقا عبر الأراضى الإسبانية إلى فرنسا وعبورها كاملة من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق ثم إلى الحدود الإيطالية والصعود شمالا إلى ميلانو.. وهى الرحلة التى دامت ما يقارب اليوم الكامل دون أى مران أو راحة للاعبين.
ولم تدخر إدارة نادى برشلونة وسعا فى التعاون مع كل الجهات الأخرى فى إيطاليا وفرنسا وإسبانيا لترتيب أكبر عدد من الرحلات البرية الجيدة والمريحة للجماهير الراغبة فى السفر لتشجيع الفريق فى ميلانو.. وبالفعل حقق عدد المسافرين بالبر من برشلونة إلى ميلانو رقما قياسيا فى رحلات البر بين إسبانيا وإيطاليا على مدى التاريخ متجاوزا أكثر من ثلاثة آلاف شخص وصلوا إلى ميلانو فى يوم المباراة.
وفى الموعد المحدد خاض برشلونة مباراته الأكثر أهمية خلال الموسم ضد إنتر ميلان بطل إيطاليا الدائم فى السنوات الأخيرة.. ورغم أن برشلونة تقدم أولا بهدف لبيدرو إلا أنه خسر اللقاء 3-1 وباتت مهمته فى مباراة الإياب مساء الأربعاء المقبل فى ملعبه كامب نو صعبة للغاية.. وخرجت الصحافة الكاتالونية المؤيدة لبرشلونة غاضبة من التحكيم واتهمته بتجاهل ركلة جزاء واضحة لفريقهم واحتساب الهدف الثالث لإنتر من تسلل واضح.
كل تلك المعطيات والأحداث والمبررات لم تدفع بيب جوارديولا المدير الفنى لبرشلونة للهجوم على الحكم أو مساعده أو لاتهام الحظ والإرهاق أو الهجوم على الاتحاد الأوروبى.. ولكنه قال إن فريقه خسر مباراة وأمامه مباراة أخرى فى ملعبه ووسط جمهوره للتعويض وظروفها أفضل ولاعذر لفريقه خلالها.
ولم يتجه خوان لابورتا رئيس نادى برشلونة لأى مبرر ولم ير للإرهاق دورا فى الهزيمة معترفا أن فريقه لم يكن فى أحسن حالاته ولكن التعويض ممكن فى كامب نو.
والآن إلى الدروس المستفادة.
البداية كانت مع إغلاق الأجواء وتوقف الطيران فى أوروبا.
ألم يكن ذلك أقوى مبرر لفريق برشلونة لطلب تأجيل المباراة التى لا يفصلها عن تعادله مع جاره إسبانيول فى دربى برشلونة الساخن إلا ثلاثة أيام فقط.. ولكن الإدارة الواعية التى تدرك معنى الرياضة وقيمة الالتزام واحترام المواعيد والظروف الصعبة لم تفكر أساسا فى التأجيل.. وانهمكت فى ترتيب أفضل أسلوب للسفر البرى باستخدام أحسن الحافلات وأكثرها راحة وأمانا.
وثانيها: عدم انفصال إدارة النادى عن جمهورها فى ظل الظروف الصعبة والترتيبات الاستثنائية التى تمثل عذرا مقبولا للإدارة إذا لم تنتبه إلى جمهورها فى تلك المباراة.
وبعدها مع اختيار الاتحاد الأوروبى لحكم برتغالى لإدارة اللقاء رغم أن جوزيه مورينيو المدير الفنى لانترميلان هو أشهر الوجوه البرتغالية فى كرة القدم الأوروبية.. ولم يعترض أحد فى برشلونة ولم يفكر أحد فى الأمر.
وأخيرا الاحترام الكامل للتحكيم وقراراته وأخطائه.
وبعد نهاية اللقاء ووقوع الحكم فى خطأ فادح بعدم احتساب ركلة جزاء واضحة لبرشلونة وخطأ مساعده فى عدم الإشارة للتسلل فى هدف انترميلان الثالث إلا أن مسؤولى برشلونة لم يسقطوا فى مستنقع إلقاء الهزيمة على التحكيم والاحتجاج إلى الاتحاد الأوروبى لكرة القدم على اختياره.
إدارة نادى برشلونة لم تحتج ولم تبرر.
ولم تشغل لاعبيها وجماهيرها بأمر سوى الاستعداد الجيد والتركيز الكامل فى مباراة الإياب.
إنها كرة القدم الحقيقية التى نتمنى أن تدخل إلى بلدنا خصوصا أن لدينا فى مصر كل العناصر التى تضمن لنا تقديم مستوى عال فى وجود بنية تحتية واسعة من ملاعب.. وكذلك التاريخ والجذور العميقة للعبة والانتشار الهائل لها فى كل القرى والنجوع ووفرة الأندية والتعداد الضخم لشعبنا ووجود مواهب بلا عدد.
ليتنا نستفيد فى مصر من تلك الدروس.
ليت المسؤولين فى ناديى الأهلى والزمالك وبقية الأندية الأخرى يستوعبون تلك الأمور ويكفون عن طلباتهم المتتالية بالتأجيلات فى ظل ظروف أقل صعوبة.
كرة القدم نظام عام.. ولا يكتمل النظام الجيد إلا بالتعاون الكامل من كل الجهات.. الحكومة والاتحاد والأندية والمدربين واللاعبين والحكام والإعلام والجماهير.
وللأسف أغلب تلك العناصر فى مصر هو الذى يسعى إلى تدمير اللعبة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة