د. خميس الهلباوى

هل سيتم إعلان الدولة الفلسطينية عن طريق مجلس الأمن؟

الجمعة، 09 أبريل 2010 07:29 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلنت جامعة الدول العربية تحذيرها من الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، محملة إسرائيل تبعات تلك الاعتداءات، مشيرة إلى أن العرب ينتظرون حالياً رد الولايات المتحدة الأمريكية حول وقف استمرار هذه الممارسات المناهضة للسلام، وهذه أول مرة فى تاريخ القضية الفلسطينية، منذ حرب 1973 تقوم الدول العربية وجامعة الدول العربية باتخاذ قرار شجاع عن وزراء خارجية لجنة مبادرة السلام العربية، "حتى ولو لم تشترك فيه كافة الدول العربية"، وقد أكدت الجامعة أنه فى حالة إخفاق جهود إحياء عملية السلام فستلجأ الدول العربية لإعلان قيام الدولة الفلسطينية عبر مجلس الأمن الدولى.

الواضح لأى متابع لتطور أحداث القضية الفلسطينية أن إسرائيل تحظى بتأييد من الدول الاستعمارية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فى عرقلة التقدم لطريق السلام المزعوم، خاصة أن شعبها تتمتع باحتلال الأراضى العربية الفلسطينية فى حين أن شعب فلسطين صاحب الأرض يعانى إما من التشريد فى المخيمات أو فى الشتات خارج أراضيهم المحتلة أو معتقلين امتلأت بهم سجون إسرائيل أو مقيمين داخل فلسطين فى انتظار مصير تشريدهم المحتوم، نتيجة تقاعس الدول العربية المتخاذلة عن الاشتراك فى الدفاع عن الأراضى الفلسطينية والعربية والمقدسات الإسلامية. باستخدام القوى التى منحها الله لبعض الدول العربية والقوى المعنوية والقوى العسكرية لباقى الدول فى وقفة واحدة وحركة موحدة، فى وقت واحد للضغط على مجلس الأمن للموافقة على قيام دولة فلسطين على حدود 1967.

التصريح الذى صدر عن جامعة الدول العربية فى جريدة المصرى اليوم، لا يختلف عن أى تصريحات ميكروفونية سبقته من الدول العربية بعد المؤتمرات العديدة، على مر السنين السابقة، فهل آن الأوان أن تبدأ جامعة الدول العربية فى تجميع وتوحيد كلمة العرب وإرشاد الدول العربية إلى التخطيط العلمى السليم باستخدام القوى التى منحها الله لبعض الدول العربية والإسلامية للضغط على مجلس الأمن وأمريكا، كما حدث فى حرب 1973، حتى ننتهى من المشكلة الفلسطينية، التى تؤرقنا وتمنع تقدمنا ونستخدم ورقة فى يد النظام السياسى المصرى، وفى يد القيادة السياسية والحزب الوطنى فى مصر للمحافظة على استمرار الوضع على ما هو عليه، وهو ما قد أخر الشعب المصرى أكثر من قرن؟.

إن على الجامعة العربية أن تستمر فى الضغط ليس بالميكروفونات ولكن بتوحيد كلمة وحركة الدول العربية جميعا ومعها الدول الإسلامية لتجميع قواها فى خطط محكمة تقوم الجامعة العربية بالإشراف على ومتابعة تنفيذها حتى الانتهاء من إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة على كامل أراضيها، إن كل دولة منفردة من الدول العربية تابعين أو مخترقين أو مسيسين من أمريكا وإسرائيل، فهل لنا من وقفة رجل واحد، إننا نأمل من الجامعة العربية الاستمرار فى حمل رسالتها وانتهاز الفرصة المتاحة حالياً والتى تسعى إسرائيل بتدميرها، بتدبير اعتداءات جديدة على شعب غزة الشقيق حتى تشغل العالم عن الفرصة الثمينة المتوفرة حاليا لتحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية بشروطنا.

ولكن قبل هذا، هناك مشكلة الإخوة الأعداء، الأشقاء الفلسطينيين الذين يمارسون لعبة العمالة لإسرائيل بإرادتهم أو بغبائهم وذكاء اليهود، فإن من شروط قيام الدولة وفقا للقانون الدولى، أن تتمتع تلك الدولة بوحدة أراضيها ووجود حكومة موحدة تحكم تلك الدولة وشعب يعيش فيها وجيش يحميها، فإذا كانت فلسطين مجزأة بين أبنائها ولا توجد معالم قيام الدولة بها فكيف يمكن أن يعترف العالم بها كدولة، وهذا بالقطع يخدم الدولة اليهودية، ولهذا فعلى جامعة الدول العربية القيام بدورها ونناشد الإخوة الفلسطينيين عدم اتباع قوى غير فلسطينية، وسرعة تكوين الدولة الفلسطينية على أرض الواقع، حتى تتمكن الدول العربية بجامعتها من التخطيط وتنفيذ الخطط اللازمة لضمان تنفيذ الأهداف المرجوة، خاصة فى وجود التأييد الدولى الحالى بالإسراع فى قيام البنية الأساسية لمؤسسات الدولة الفلسطينية.

ولكن ماذا يمكن أن يحدث لو لم يتعقل الفلسطينيون ويتفقوا سويا لصالح شعبهم؟، إن الأمر الذى يجب أن يتبع هو أن تعلن الدولة الفلسطينية فى موعدها، ويتولى الشعب الفلسطينى متابعة الأمر وتتفرغ مصر بعدها لحل مشاكلها الداخلية بتغيير الدستور والعمل على حل مشاكلها.

* دكتوراه فى الإدارة ورجل أعمال.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة