علاء صادق

الإرث الإعلامى الأكبر حجماً وتأثيراً

الثلاثاء، 20 يوليو 2010 07:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
افتتحنا فى الحلقة الماضية حديثنا عن الإرث الرائع الذى كسبه العالم بأسره من نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010 فى جنوب أفريقيا.. وأكدنا أن إسبانيا ليست الفائز الأكبر من المونديال رغم إحرازها الكأس العالمية للمرة الأولى فى تاريخها.. وأشرنا بوضوح إلى أن جنوب أفريقيا هى الفائز الأكبر والأول بكل تأكيد. واليوم نذهب إلى جانب آخر من الإرث الرائع للمونديال.. وهو الإعلام.

لم يكن أحد ليصدق قبل ثمانين عاماً.. أى فى عام 1930 عندما انطلقت كأس العالم الأولى فى أوروجواى أنه سيأتى اليوم الذى يصبح فيه المونديال حديث العالم فى كل مكان أو يتوقع أحد أن تدر البطولة الأولى لكرة القدم أرباحاً هائلة على كل الجهات المنظمة والمشاركة بفضل الآلة الإعلامية الضخمة.

أكثر من مليار دولار.. هو الرقم المدفوع من شركات إعلامية وتسويقية عملاقة فى كل قارات الدنيا لتنال حقوق البث الفضائى المباشر لمباريات كأس العالم.. ونحن نعرف جيداً فى مصر أن اتحاد الإذاعة والتليفزيون دفع 120 مليون جنيه مصرى، أى ما يقترب من 22 مليون دولار لنقل 22 مباراة فقط من المونديال وعبر البث الأرضى فقط.. وهو نفس المبلغ الذى دفعه التليفزيون الجزائرى أيضاً.

ووصل إجمالى ما دفعته الشركات الكبرى الراعية لنهائيات كأس العالم سواء المتعاقدة مباشرة مع الاتحاد الدولى لكرة القدم الفيفا، أو مع اللجنة المنظمة للبطولة، أكثر من مليار دولار أيضاً.

وما كان يمكن لتلك الشركات أن تدفع مئات الملايين من الجنيهات إلا لو علمت يقينا أن منتجاتها ستذهب إلى عيون أكثر من خمسة مليارات مشاهد فى كل أركان الكرة الأرضية.. وهو الأمر الذى يكشف حجم الإعلام القوى والنشط فى المونديال.

الإعلام أصبح أقوى من أى سلطة وأقوى من أى مؤسسة وأقوى من أى حركة أو أى دولة.
الإعلام فى المونديال لفت الأنظار أكثر من المباريات نفسها.. وتمكن من التغلغل إلى عقول الناس عن طريق الإبهار فى استخدام الصورة أولا ووضع عشرات الكاميرات فى كل الزوايا لالتقاط أدق وأغرب وأطرف وأعجب المناظر والحركات فى المدرجات وفى جوانب الملعب المختلفة.. ووصلنا إلى الزمن الذى لا يمل فيه المتفرج مشاهدة الأحداث المثيرة خارج الملعب حتى لو فاتته لحظات من المباراة.

وقدم الإعلام للجمهور سواء عبر الشاشات أو الإذاعات أو الصحف والمواقع الإلكترونية أوسع تغطية صحفية للأخبار والحكايات والقصص المثيرة.. وانغمس الإعلام بكل قوة فى أعماق كل المنتخبات واللجان إلى حد اكتشاف فضيحة الألفاظ النابية التى وجهها المهاجم الفرنسى نيكولاس أنيلكا إلى مدربه رايمون دومينيك بعد ساعات قليلة من حدوثها داخل غرفة ملابس المنتخب الفرنسى فى أعقاب الهزيمة من المكسيك فى الدور الأول.

وتفوق الإعلام على نفسه فى نهائيات كأس العالم 2010 فى جنوب أفريقيا بتقديم أروع الإحصاءات والأرقام والمقارنات عن كل شىء فى المونديال سواء قبل انطلاقه أو عبر مبارياته.. وعرفنا أن منتخب البرازيل هو الفريق الأكبر عمراً فى البطولة عبر متوسط أعمار لاعبيه وأن منتخب غانا هو الأصغر.. وعرفنا قبل البطولة أن منتخب إسبانيا هو المنتخب الأغلى سعراً فى النهائيات عبر مجموع أسعار لاعبيه الثلاثة والعشرين فى القائمة.. وان الاسبان أيضاً هم المنتخب الأكثر إحرازاً للألقاب بين كل لاعبيه.. وجمع 23 لاعباً إسبانيا بينهم 157 بطولة محلية وقارية وعالمية.

ووصل الإعلام فى الدقة إلى درجة اكتشاف عدد التمريرات التى نفذها نجم الوسط الإسبانى تشافى هرنانديز ووصلت دقتها إلى أعلى نسبة بين كل لاعبى المونديال.

لم يترك الإعلام كبيرة وصغيرة فى كأس العالم إلا واكتشفها ثم قدمها إلى الجمهور فى أبهى صورة وأكثرها إثارة وتشويقاً.. أما عن التصوير الفوتوغرافى فحدث ولا حرج.. كان المصورون أفضل من النسمات العليلة التى تنفذ إلى كل سنتيمتر فى كل مكان فى العالم.. ولعلنا شاهدنا عبر الصحف والمواقع الإلكترونية أكثر من ألف لقطة مختلفة للحظة تسجيل الإسبانى إنييستا لهدف الفوز لبلاده فى مرمى هولندا.. ويمكننا أن نحكم بكل دقة على كل همسة أو لمسة أو حركة أو إيماءة من كل لاعبى الفريقين خلال ذلك الهدف الثمين.
ولدينا المزيد عن الإرث الإعلامى من المونديال.. وهو يكفى إذا سردناه كاملا لتغطية صحف بأكملها وليس مجرد صفحات أو زوايا.

الحديث عن الإرث الإعلامى هو الأكبر والأوسع والأكثر أهمية وتغلغلا فى المجتمع.. وبكل أمانة وصدق يمكننى التأكيد أننا تعلمنا دروساً عظيمة ومتنوعة فى التغطية الإعلامية للتليفزيون والراديو والصحف والمواقع للمذيعين والمعلقين والمحللين والصحفيين والمصورين والمخرجين والمعدين والمراسلين.. استفدنا عبر كل كبيرة وصغيرة فى النهائيات دون حرج أو حدود.

جوانب الإرث الرائعة فى مونديال 2010 متنوعة وفريدة ولايزال منها الجوانب الفنية المتعلقة بكرة القدم مابين خطط جديدة ومهارات فردية وأساليب حديثة وأدوار هامة للمدربين واللاعبين والأخصائيين فى الإعداد النفسى.. والتطور الكبير فى الأسلوب الجماعى دون الاعتماد على فريق اللاعب الأوحد.

ولدينا إرث كبير أيضاً على صعيد التحكيم.. ولنا موعد مع حلقة أخرى من إرث المونديال.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة