أريحا أقدم مدينة فى العالم بين الماضى والحاضر

أريحا مدينة كنعانية قديمة يعدها الخبراء الأثريون أقدم مدن فلسطين إن لم تكن أقدم المدن على الإطلاق، حيث يقال إن تاريخها يرجع إلى العصر الحجرى قبل 7 آلاف سنة.

وأريحا عند الكنعانيين تعنى القمر وهى مشتقة من كلمة (يرحو) أو (اليرح) ومعناها فى لغة جنوبى الجزيرة العربية شهر أو قمر، واسمها فى العبرية (يريحو) .

وقد ازدهرت أريحا فى عهد الرومان، ثم أفل نجمها وتراجعت مكانتها وظلت فى حجم قرية أو أقل حتى عام 1908 إذ ارتفعت درجتها الإدارية من قرية إلى مركز ناحية. وفى عهد الانتداب البريطانى أصبحت مركزاً لقضاء أريحا وتعتبر أريحا البوابة الشرقية لفلسطين وتقع إلى الشمال من مدينة القدس وتنخفض عن سطح البحر بمقدار 276 مترا.

وتشتهر أريحا بالزراعة خصوصا المحاصيل التى تنمو فى المناطق الحارة الرطبة مثل الحمضيات والموز والنخيل والحبوب.

وهناك على أراضيها ثلاثة مخيمات للاجئين هى السلطان ومخيم عقبة جبر ومخيم النويعمة.

وتشتهر المدينة بموقعها السياحى، خاصة فى فصل الشتاء، ومن أهم أماكنها السياحية البحر الميت، والمغطس وقصر هشام وهو قصر عربى شيده الخليفة الأموى هشام بن عبد الملك وفيها دير قرنطل.

وبدأت عمليات الاستيطان الإسرائيلى فى أريحا عقب الاحتلال الإسرائيلى عام 1967، حيث تحاول السلطات الإسرائيلية أن تجعل من غور الأردن بكامله من البحر الميت حتى طبرية كتلة استيطانية واحدة تخلو من أى وجود عربى مؤثر وتشكل حزاما أمنيا متصلا. ويبلغ عدد المستعمرات فى منطقة أريحا أكثر من 32 مستعمرة وأكبر هذه المستعمرات مستعمرة (نعران) ومساحتها 130 ألف دونم وقد أنشئت عام 1967 .

وقد صدر كتاب جديد للباحثة والمؤرخة الفلسطينية فوزية شحادة بعنوان "أريحا عشرة آلاف-أقدم مدينة فى التاريخ".

وتثبت الباحثة فى كتابها مستندة إلى الأدلة التاريخية وإلى مراجع متخصصة أن أريحا أقدم مدينة مسكونة مسورة، حيث بنيت أسوارها ست عشرة مرة، وأن أريحا صنعت التاريخ وصنع فيها التاريخ وقد دخلتها دول وأمم كثيرة منذ 10 آلاف سنة قبل الميلاد وحتى اليوم'.

ويضم الكتاب صورا ووثائق ومخطوطات تعكس تعاقب الحضارات فى المدينة وهو فى خمسة فصول يتناول فيها أقدم الحضارات فى فلسطين عامة وأريحا خاصة، والمراحل التى مرت بها الحضارات القديمة ما قبل التاريخ.

كما يتحدث الكتاب عن الحفريات وعمليات التنقيب فى أقدم مدينة فى العالم. ويتناول العصور التاريخية القديمة وفق التطور التاريخى وعصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية والفارسية والهلنيستية والرومانية والبيزنطية، والعصر العربى الإسلامى.

وتقول المؤرخة فوزية شحادة التى استندت إلى مراجع ألمانية وفرنسية وإيطالية ويونانية وإنجليزية، إن الكثير من الآثار والقطع الأثرية كانت تختفى مع حملات التنقيب والتفتيش.

وأوضحت شحادة، التى تعود أصولها إلى قرية جمزو الكنعانية واللاجئة فى مخيم عقبة جبر على المدخل الجنوبى للمدينة، أنها أحبت مدينة أريحا منذ وطئتها أقدام أهلها قسرا، وأن رسالة الماجستير التى حصلت عليها من جامعة القديس جوزيف فى بيروت الشرف كانت بعنوان 'أريحا: تاريخ ثقافى.