علاء صادق

فى كرة القدم.. خافوا تفوزوا!

الثلاثاء، 03 أغسطس 2010 04:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما التقى الأهلى وحرس الحدود فى الثالث من يونيو الماضى أى قبل شهر وثلاثة أسابيع فى نهائى كأس مصر لكرة القدم فى ختام الموسم الرياضى 2009-2010 فى ملعب القاهرة الدولى، كانت كل التوقعات والترشيحات وموازين القوى لمصلحة الأهلى مكتمل الصفوف.

وعاش مسؤولو ومدربو ولاعبو حرس الحدود خوفاً طبيعياً يلازم الرياضى قبل مواجهاته الصعبة.. وهو الخوف الذى يولد التركيز الزائد والاهتمام الكامل والاستعداد المكثف والدراسة العميقة للمنافس والسعى لبذل الجهد والطاقة لتعويض فارق التفوق النظرى للفريق الآخر.
وبالفعل أثمر الاهتمام تفوقاً ملموساً فى النصف الأول من المباراة التى امتدت لساعتين عبر أربعة أشواط.. وكانت سيطرة الحدود شاملة فى بداية المباراة، وهو الذى بدأ بالتسجيل وأهدر عدداً وفيراً من الفرص الكفيلة بتوسيع الفارق.. وعندما خارت قوى لاعبى الحدود بدنيا تمكن الأهلى من العودة والسيطرة والتعادل، وأهدر بدوره عدداً كبيراً من الفرص قبل أن يسقط فى ركلات الجزاء الترجيحية.

وفاز حرس الحدود بالكأس لأنه احترم منافسه تماماً وخاف منه كثيراً.
مرت الأيام سريعاً وجاء لقاء الفريقين بطلى الدورى والكأس فى مباراة كأس السوبر فى افتتاح الموسم الرياضى الجديد لكرة القدم مساء الأحد 25 يوليو وفى نفس الملعب.
الأغرب أن الفريقين لعبا بتشكيلتين شديدتى الشبه بنفس الفريقين اللذين لعبا فى نهائى كأس مصر.. ولم يكن فى صفوف الحدود أى تغيير سوى محمد الهردة أساسياً بدلاً من عبدالرحمن محيى الذى اشترك بدوره فى الشوط الثانى.. وكان التغيير فى الأهلى أكثر قليلاً لإصابة الثنائى محمد فضل وشهاب الدين أحمد وإيقاف أحمد فتحى الذين لعبوا فى الكأس.
الجديد هذه المرة أن الإعلام المحايد والمؤيد للأهلى والمعادى له اتفق على حقيقة واحدة.. وهى أن كعب حرس الحدود أعلى فى مواجهة الأهلى بدليل فوز الحدود مرتين متتاليتين فى الكأس 1 - صفر فى ثمن نهائى كأس مصر 2009 فى الإسكندرية، ثم بركلات الترجيح فى نهائى الكأس 2010، وفوز الحدود 2 - صفر فى مباراة كأس السوبر السابقة فى القاهرة، بالاضافة لتقدم الحدود على الأهلى مرتين فى مباراتى الدورى ذهاباً وإياباً قبل أن يعود الأهلى للتعادل فقط فى كل مرة.

كل تلك الأقاويل المدعمة بالحقائق الرقمية صبت سلبياً ضد حرس الحدود، ومنحت لاعبيه ثقة زائدة وربما غروراً لم يكن موجوداً فى نهائى كأس مصر، وفقد لاعبوه وجهازه الفنى المميزات المعنوية والنفسية والذهنية التى تحلوا بها قبل لقائهم السابق ضد الأهلى.
وعلى العكس صبت كل تلك الصفات أو المميزات فى مصلحة الأهلى لاعبين ومدربين ومسؤولين بل وجماهير، واتحدت كل قواهم من أجل هدف واحد وهو القضاء على أسطورة أو عقدة حرس الحدود فى مبارياتهم.

وعاش الكل فى الأهلى أعلى لحظات الاهتمام والتركيز والجدية والرغبة العارمة فى الفوز ورد الاعتبار.. وهو الأمر الذى لمسه الجميع منذ الدقائق الأولى للمباراة باندفاع هجومى مستمر ومكثف، مع مخاطرة واندفاع وإصرار على التسجيل.. بينما وجد لاعبو حرس الحدود أنفسهم فى موقف الفريق المدافع والمنكمش، أو ببساطة، الطرف الأدنى فى اللقاء.. وبمرور الوقت بات واضحاً أن الحدود يتمنى التعادل ويلعب فقط من أجله حتى تمكن محمد أبوتريكة من إحراز هدف الفوز باللقاء.
ولم يدخل لاعبو الحدود فى أجواء اللقاء إلا فى الدقائق الأربع الأخيرة بعد طرد سيد معوض، ولكنها كانت صحوة متأخرة وناقصة ومشحونة بالعصبية التى أسفرت عن طرد أحمد عبدالغنى للاعتراض على الحكم.
الفارق بين المباراتين كان 52 يوماً.. والفريقان هما الفريقان.. والملعب لم يتغير والمدربان لم يتغيراً.

ولكن الأداء تغير والنتيجة انقلبت بسبب الدوافع والاستعداد.
لقد أثبتت المباراتان وبكل جلاء ووضوح أهمية الإعداد النفسى فى كرة القدم بعيداً عن الجوانب المهارية والخططية.. بدليل أن نفس اللاعبين بنفس مهاراتهم كانوا موجودين فى المباراتين، وأن المدربين حسام البدرى مع الأهلى وطارق العشرى مع حرس الحدود بنفس خططهما كانا موجودين أيضاً.. ولكن الخوف من المنافس - وأكرر الخوف الطبيعى أو المستحب فى عالم الرياضة - كان مصاحبا لحرس الحدود قبل نهائى كأس مصر ففاز، وأنه تحول تماما ليصاحب الأهلى قبل كأس السوبر ففاز.

إذن.. نحن أمام حقيقة مهمة تستحق الدراسة والاهتمام.
الخوف من المنافس أو من المباراة شىء رئيسى فى عالم كرة القدم ليتمكن اللاعبون من التركيز والجدية والاهتمام ورفع معدلات الإرادة، وبذل قصارى الجهد خلال اللقاء.
وتذكروا معى كيف أطاح الاستهتار أو الغرور أو عدم المبالاة أو ضمان الفوز، بعشرات وربما مئات الفرق فى أسهل المباريات على الصعيدين الدولى والمحلى.

كأس السوبر المصرى انتهى بفوز الأهلى، وهو السادس له فى تلك المسابقة، ما يعنى أن الأمر ليس جديداً، لكن الجديد والمفيد هو ما خرجنا به من دروس من تلك المباراة.. وعلى رأسها..
خافوا تفوزوا!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة