الداعية مصطفى حسنى: الأكل فى بيوت المسيحيين حلال والدعاء للرئيس مبارك فى خطب الجمعة يوافق سنة النبى [

الخميس، 09 سبتمبر 2010 09:49 م
الداعية مصطفى حسنى: الأكل فى بيوت المسيحيين حلال  والدعاء للرئيس مبارك فى خطب الجمعة يوافق سنة النبى [ مصطفى حسنى
حوار - سارة علام - تصوير: سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄◄ مرحلة حديثى فى السياسة لم تأت بعد.. والإعلام يبث بعض الأفكار الخاطئة ولا أعرف علاقتها بالسعودية
◄◄ يشرفنى ارتداء عباءة عمرو خالد ولكننى لا أقلده
◄◄ ارتداء الجينز أو غيره لايسىء إلى الأدب ولايتناقض مع الدعوة
◄◄الشيخ صالح كامل رجل وسطى ومثقف.. وقناة «اقرأ» لا تقتصر على الدعاة السلفيين


«مصطفى حسنى» هو أحد الدعاة الجدد الذين ظهروا بعد «عمرو خالد» واعتبروا امتدادا له فى الفكر والأسلوب والمنهج، أسلوبهم يعتمد على اللغة والمظهر كوسيلة للتقريب بينهم وبين الشباب، فتحدثوا العامية وارتدوا الجينز، وصاروا نجوما بالفضائيات حتى إن لاحقتهم تهم التربح من الدعوة وتحويلها إلى بيزنس.. عن بداياته مع الدعوة والاتهامات التى تلاحقه وجيله من الدعاة الجدد، كان لـ«اليوم السابع» معه هذا الحوار:

◄◄ كيف كانت بدايتك مع الدعوة الإسلامية؟
- لم يكن لى قصة درامية إنما كانت بداية تدريجية كأى شاب كان يعتقد أن الاقتراب من الله سبحانه وتعالى والتدين يخسر أشياء ممتعة فى حياته لأنه يتصور أن الدين مجموعة من القيود، لكن هذا المفهوم تغير لدى عندما عشت قريبا من الله وبدأت بنصيحة صديق لى بالصلاة فى المسجد وحضور الدروس الدينية للشيخ «عمرو خالد» عام 1999 والشيخ سالم عبد الجليل، وكنت أحب أن أحضر تلك الدروس لأفهم وأبلغ ومن هنا بدأ حب الدعوة لدى، ثم دخلت معهد إعداد الدعاة وتخرجت منه، وتقدمت لمسابقة أعدتها قناة «اقرأ» لاختيار داعية شاب ونجحت فيها.

◄◄ لهذا السبب يتهمك البعض بارتداء عباءة «عمرو خالد» وتقليده؟
- إذا كانت عباءة «عمرو خالد» هى عباءة الوسطية فيشرفنى ارتداؤها، وأتمنى أن تتسع لتضم كل المسلمين تحتها لأنها جعلت الناس تمارس التدين بشكل عملى فى العمل والمنزل والبيت وليس مجرد مواعظ، أما أفكار برامجى فتختلف تماما عن برامجه نظرا لسعة الإسلام، ويشرفنى أيضا أن أتشابه مع «عمرو خالد» فى لغة خطابه البسيطة التى أشعرتنا أن التدين ليس صعبا.

◄◄ ما رأيك فيمن يرى أن الدعاة الجدد كثيرو الأخطاء وخطابهم سطحى وبغير علم ويمتلئ بالأحاديث الضعيفة والموضوعة؟
- لا أعتقد أن هذا الكلام ينطبق على لأننى أراجع مادتى دائما مع عدد من علماء الفقه والشريعة، كما أننى أدرس علم الحديث وأتجنب الاستشهاد بالأحاديث الضعيفة والموضوعة، وإن كان علماء الدين يرون ذلك فأتمنى أن يوجهونا إلى تلك الأخطاء.

◄◄ الدكتورة ملكة زرار أكدت من قبل أن الدعاة الجدد يسيئون الأدب مع الدعوة عندما يظهرون على الشاشات وهم يرتدون الجينز.. فما رأيك؟
- إذا كانت الملابس تخضع لضوابط الشريعة الإسلامية سواء أكانت «جينز» أو «كتان» أو أى خامة فلا أعتقد أنها تسىء الأدب مع الدعوة أو الله، أما إذا كانت الملابس مخالفة للشرع فلا ينبغى ارتداؤها سواء فى الدعوة أو غيرها.

◄◄ وما رأيك فيمن يرى أن الدعاة الجدد حولوا الفتوى والدعوة إلى «بيزنس» لأنهم يتقاضون أموالا باهظة من الفضائيات؟
- هناك خلط عند الناس بين العمل بالإعلام والعمل بالدعوة، فالعمل الإعلامى مثله كأى عمل كالطب أو الهندسة أو غيرها فهو عمل يحتاج تفرغا ووقتا ومظهرا، لذلك فبعض الدعاة يتقاضى أجورا عالية والبعض الآخر لا يحدد أجرا، أما إذا كان الداعية يتقاضى أموالا على نصح الناس فلا أحبذ ذلك.

◄◄ كم تتقاضى مقابل الحلقة؟
- لا أتحدث فى هذا الموضوع إطلاقا ولا أحدد أجرا معينا، إذا كان هناك أجر أو بدون لا يعنينى أبدا.

◄◄ لماذا جمهور الدعاة الجدد هم غالبا من النساء أو من الشباب أبناء الطبقة الثرية؟
- أعتقد أن هذا الأمر يرتبط بتحركات الداعية نفسه، فهناك من يعطى دروسا بمناطق راقية فمن الطبيعى أن يكون جمهوره من الأثرياء، وعن نفسى توجه إلىّ دعوات من جمعيات بسيطة وفى أماكن مختلفة وبعيدة عن العاصمة فى القرى والأقاليم، والعام الماضى ألقيت محاضرة بإحدى قرى بنى سويف مثلا.

◄◄ ما رأيك فيمن يرى أن خطاب الدعاة الجدد يتشابه مع خطاب الشيخ حسن البنا ودعوة الإخوان المسلمين؟
- إذا كان خطاب الشيخ حسن البنا وفكره هو الذى ينقل الدين إلى الدنيا ليصبح شأنا حياتيا فهو ليس خطاب «الإخوان المسلمين» إنما هو خطاب الأنبياء الذى يربط بين الشرع والحياة فنحن نتدين بالدنيا، ونطبق الدين فى أمورنا الدنيوية.

◄◄ لماذا تتجنب الحديث فى السياسة رغم أنها ترتبط بالدين والحياة؟
- لدى منهج فى الدعوة الإسلامية هو أن أنقل الناس من خطوة إلى خطوة وإلا أصبح كلامى لغوا، ولدى الكثير من الخطوات التى أحتاج إلى تعليمها إلى الشباب قبل الخوض فى السياسة، فهناك الحاجة إلى إصلاح المفاهيم فى علاقتنا مع الله والآخر، وكيفية قضاء وقت الفراغ، كل هذه الأشياء أراها قبل الحديث فى السياسة.

◄◄ أم أنك تتجنب الخوض فى السياسة حتى لا يتكرر معك سيناريو عمرو خالد وإجباره على ترك مصر؟
- لم يأت فى ذهنى ما حدث مع الشيخ عمرو خالد أبدا، ولكننى أعمل بشكل تخطيطى، وأرى أن مرحلة الحديث فى السياسة لم تأت بعد.

◄◄ ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعمل بالسياسة بالتزامن مع الدعوة الإسلامية فكان يلقى الخطب ويفتح الفتوح جنبا إلى جنب..
- سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو «الكل فى الكل» فهو المشرع والسياسى والعسكرى والفقيه وشخصية النبى عليه الصلاة والسلام بعدد من الرجال لا يحصى، فالنبى يقارن بدعاة الأمة كلهم وليس بداعية واحد منفرد، وأتمنى أن يأتى اليوم الذى نرى فيه داعية يتحدث فى السياسة وآخر فى علم الاجتماع وثالثا فى علم النفس، وغيرها.

◄◄ هل يتدخل رعاة البرنامج فى توجيه البرامج الدينية؟
- عن نفسى أنا لا أعرف من يرعى برنامجى ولم أقابله من قبل، ولم أسمع من قبل فى الوسط الدعوى أن هناك رعاة تدخلوا بالرأى أو بأجندة محددة وفرضوها على البرنامج.

◄◄ كيف ترى ظاهرة الهاتف الإسلامى أو الفتوى عبر التليفون؟
- دار الإفتاء تخصص رقما للرد على أسئلة المسلمين ولا أرى فى ذلك عيبا إنما هو نوع من التيسير على السائلين وتشجيعهم على استشارة أهل العلم بدلا من مشقة الذهاب إلى دار الإفتاء، أما الفتوى عن طريق الاتصال بـ0900 فهى مكلفة جدا وصعبة.

◄◄ هناك من يتهم الفضائيات الدينية مثل «اقرأ» و«الناس» والتى تنعم بتمويل سعودى بنشر الأفكار السلفية التى تتبناها السعودية؟
- سأتحدث عن قناة «اقرأ» التى أعمل بها التى يمولها الشيخ صالح كامل، وهو رجل سعودى وسطى ومثقف جدا وقد التقيت به أكثر من مرة، و«اقرأ» لا تقصر العمل بها على الدعاة السلفيين إنما تتسم بالتنوع، فهناك عدد من الدعاة الأزهريين مثل العالم الجليل على جمعة، مفتى الجمهورية، وهناك دعاة سلفيون، وهناك دعاة جدد من الشباب، ولا أنكر أن الإعلام يبث بعض الأفكار الخاطئة لكننى لا أعرف علاقتها بالسعودية على وجه التحديد.

◄◄ ما تفسيرك لحالة التدين الظاهرى التى انتشرت فى مصر فى السنوات الأخيرة؟
- اعترف أننا نعانى من تلك الحالة والتى ترجع إلى الفهم الخاطئ للدين وخلط المفاهيم، خاصة مفهوم «الإنسان الصالح» هذا المفهوم غير منضبط عند كثير من الناس، وأتصور أن له ثلاثة أبعاد، الأول هو علاقة الإنسان بربه والتى لا بد ألا يتدخل أحد فيها، والثانى هى علاقة الإنسان بالكون وتتضمن مهمة الإنسان التى خلق من أجلها وهى إعمار الأرض، والبعد الثالث هو علاقة الإنسان بأخيه الإنسان والتى يجب أن تبنى على الحب والاحترام وتقبل الآخر مهما اختلف عنا، فلا بد أن نكره المعصية ولا نكره العاصى، والمشكلة تظهر عندما نركز على علاقتنا بالله ونترك باقى الأبعاد.

◄◄ هناك بعض الشباب والفتيات من الملتحين والمنقبات يمارسون نوعا من الإرهاب الفكرى على من هم أقل منهم تدينا.. فما رأيك؟
- هناك فرق بين الدعوة إلى النقاب واللحية والإرهاب الفكرى، فمن حق المنقبة أن ترتدى النقاب ولكن ليس من حقها أن تفرض ذلك على غيرها أو تنتقد غير المنقبات، لأن المسألة محل جدل وخلاف واسع بين العلماء منذ 1200 سنة، ومن الخطأ أن تنظر المحجبة إلى المنقبة على أنها متشددة، أو تنظر المنقبة إلى المحجبة على أنها متسيبة.

◄◄ عانت مصر فى السنوات الأخيرة من تكرار حوادث الفتن الطائفية.. فما تبريرك؟
- الفهم الخاطئ للدين ونقصان العلم هو السبب، فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا خيرا بأهل الذمة والقرآن الكريم، قال تعالى «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى» وانتقد بشدة من يرفض تناول الطعام فى منزل المسيحيين، والقرآن يقول «وطعام أهل الكتاب حل لكم» وهى وصية القرآن فكيف نخالفها؟ والنبى صلى الله عليه وسلم عاش مع غير المسلمين وكان نموذجا فى الحب والتعايش حتى إنه كان يحافظ على أمانات عبدة الأوثان من أهل قريش.

◄◄ ألم يدفعك هذا للتفكير فى تخصيص برنامج لتصحيح هذا المفهوم عند الشباب؟
- تناولت «علاقة المسلمين بغير المسلمين» فى أكثر من حلقة من برنامجى «مدرسة الحب» الذى يعرض فى رمضان الجارى فالإسلام علمنا كيف ندير علاقتنا مع الآخر بالحب، ولكننى للآسف لم أخصص لها برنامجا منفردا، والفكرة تستحق الدراسة وأتمنى أن أقدم برنامجا يصحح تلك المفاهيم قريبا.

◄◄ ماذا تحتاج خطب الجمعة لكى يقبل عليها الشباب؟
- الخطب محتاجة إلى أن تقصر مدتها حتى لا ينفر منها الشباب، فكثيرا ما أرى الشباب يقفون جوار المسجد يتناولون المشروبات الغازية أو يتسامرون حتى يقيم الخطيب الصلاة ويسقط الفرض عن نفسه، ولابد أن يهتم الخطيب بإعداد الخطبة جيدا وبعقل المستمع وأن ترتبط بوضع الناس الاجتماعى، وهى مواصفات الخطاب النبوى.

◄◄ما رأيك فيمن يدلى بآراء سياسية فى الخطب ويوجه المصلين ويدعو للحاكم ويدعو على معارضيه؟
- الدعاء للحاكم أو الرئيس مبارك يوافق سنة النبى صلى الله عليه وسلم حتى إن أحمد بن حنبل يقول «إن كان لدى دعوة لادخرتها لولى الأمر»، وإن تدخل الخطيب فى السياسة بما ينفع الناس فلا جناح عليه، ولكن إذا كان خلفه أغراض لا نعلمها فلا أفضل ذلك.

◄◄ من المسؤول عن تحويل شهر رمضان من شهر عبادة إلى شهر طعام ومسلسلات؟
- المسؤولية مشتركة بيننا وبين القائمين على عرض المسلسلات، فالتليفزيون يعرض ونحن نختار ما نشاهده.

◄◄ما الرسالة التى توجهها لمنتجى الأعمال الدرامية فى رمضان؟
- عليكم الاستعانة بمستشار دينى حتى لا ينحرف العمل عن كلام رب السماوات والأرض، والوسط الفنى كله بحاجة إلى مستشارين دينيين معتدلين، فهناك العديد من الأعمال التى تقوم على إثارة الشهوات وتلهى عن ذكر الله مما يؤذى دعوة النبى صلى الله عليه وسلم.

◄◄ وأخيرا.. بم تنصح الشباب فى رمضان؟
- أنصحهم أن يكون «رمضان» ليس مجرد حصالة للحسنات أو مغفرة للسيئات ولكن هدفنا من الشهر أن ينتهى وقد تغيرت علاقتنا بالله إلى الأفضل ونعرفه أكثر ونحبه أكثر ونكلمه أكثر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة