◄◄ الوكالة اليهودية خططت لمغادرة جاليتها من تونس.. ومراسلو الصحف الإسرائيلية انتشروا فى أرجاء العاصمة
«لقد اختفى أقرب رجل إلى قلب اليهود التونسيين.. الآن ستنطفئ ألف شمعة فى معابدنا حزنا على رحيل زين العابدين بن على».. هكذا قال زعيم الجالية اليهودية بتونس عقب هروب الرئيس المخلوع للسعودية.
بيروت العابدى الناشطة السياسية التونسية أكدت لـ«اليوم السابع»، من مدينة صفاقس عاصمة الجنوب التونسى، أن عدد اليهود بتونس اليوم يقدّر بحوالى 2000 - 3000، يتمركزون فى تونس العاصمة وفى مدينة «جربة» وهى جزيرة فى عرض البحر المتوسط، فيها أقدم كنيس يهودى كما أنهّا مدينة مفتوحة للاستثمار الأجنبى، وازدادت فيها الاستثمارات الإسرائيلية حتى كان يطلق عليها فى الأوساط الشعبية «هل لجربة أن تصبح يوماً إسرائيلية؟».
وأكدت العابدى أن الجالية اليهودية فى تونس من مؤيدى «بن على» وأن أصابع الاتهام وجهت إليهم فى إثارة الفوضى فى تونس مؤخرًا، مشيرة إلى أنهم حظوا فى عهدى بورقيبة وبن على بامتيازات عدة.
والمعروف عن هذه الفئة أنها «منطوية جداً» على نفسها وأن معظم أفرادها يشتغلون فى مجالى التجارة والمصوغات والذهب، ويحج سنوياً حوالى 6 آلاف يهودى من مختلف أنحاء العالم إلى كنيس «الغريبة» فى جربة مع أواخر شهر أبريل وبداية شهر أغسطس سنويا.
وأوضحت بيروت أن العام الماضى 2010 قدم حوالى 1000 يهودى من الأراضى المحتلة عبر تركيا ومصر والأردن، ودعا رئيس الطائفة اليهودية بيريز الطرابلسى (لا يمتّ لعائلة الطرابلسى بصلة) إلى فتح خط جوى مباشر بين تونس وإسرائيل ليتيح الفرصة لـ 20 ألف يهودى إسرائيلى زيارة جربة.
الجالية اليهودية لم يكن نشاطها اقتصادياً فقط، بل كان لهم دور سياسى بارز خلال فترة حكم بن على، وأكدت بيروت أنه يوجد عضو يهودى فى البرلمان التونسى ويعرف بتأييده المطلق لإسرائيل.
ومن أبرز الشخصيات اليهودية التونسية «سيلفان شالوم»، المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية والنائب الأول حالياً لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، سيلفان شالوم، الذى ولد فى تونس عام 1958 وهاجر إلى إسرائيل فى 1959 ولا تزال والدته تعيش حالياً بمدينة «قابس» جنوب تونس.
ومن بين الشخصيات اليهودية الأخرى اليسارى التونسى «جورج عودة» وكان يعتبر معاديا للصهيونية وقد توفى فى أواخر عام 2008، وألبير شمامة شيكلى، رائد السينما التونسية، وبول صباغ، المناضل فى الحزب الشيوعى التونسى فى الأربعينيات، والممثل ميشال بوجناح، والكاتب الكبير ممى.
وكشفت الناشطة التونسية أن يهود تونس يدفعون سنويا ضريبة إلى «إسرائيل» باعتبارهم جالية يهودية، وهم كانوا محاطين بحماية أمنية شديدة خلال فترة حكم بن على.
وكانت الوكالة اليهودية قد وضعت خطة عاجلة وسريعة لمساعدة أفراد الجالية اليهودية فى تونس، رغم تأكيدها أنه لا يوجد أى أبعاد لاسامية للاضطرابات التى تشهدها مدن تونس حالياً.
وفى السياق نفسه أرسلت الصحف الإسرائيلية الكبرى مراسلين صحفيين لها إلى تونس لمتابعة الأحداث عن قرب ونقل الأخبار الجارية لحظة بلحظة.
وفى تقرير خاص آخر لمراسل صحيفة يديعوت أحرونوت، الإسرائيلية من تونس، جاء فيه أن حالة الرعب سادت شوارع العاصمة التونسية، مضيفاً أنه تم توقيفه فى حواجز نصبها مواطنون تونسيون يرفعون «هراوى» خشبية وعليها آلات حديدية حادة، وقال أحدهم لهذا المراسل الإسرائيلى: إن هناك عملاء إسرائيليين يسعون إلى إثارة الفوضى فى الشوارع التونسية.