فى نفس هذا المكان وتحديدا فى 27 مارس 2011، كتبت مقالا بعنوان "صندوق الشهداء ودموع رئيس الوزراء"، عن معاناة أسر شهداء ومصابى ثورة 25 يناير الذين لا يجد الكثيرون منهم ما يسد الرمق ويعانون أشد المعاناة, وخاصة أبناء المناطق الشعبية والفقيرة الذين يتألمون دون أن يشعر بهم أحد.
وجهت حديثى للدكتور عصام شرف رئيس الوزراء, واقترحت أن يتم إنشاء صندوق للشهداء تكون مهمته حصر كل أسماء الشهداء والمصابين وأسرهم، والعمل على تسهيل مهمة حصولهم على حقوقهم، وأن نسعى نحن إليهم ولا نتركهم يتوهون بين المكاتب والإجراءات العقيمة، وأن يتولى هذا الصندوق جمع التبرعات ورعاية أسر الشهداء وعلاج مصابى الثورة وتقديم كافة الامتيازات والتسهيلات لهم بما يحفظ كرامتهم ويتناسب مع حجم ما قدموه من تضحيات..
وأكدت أنه إذا كانت دموع الدكتور عصام شرف قد سالت حين سمع دعاء المسلمين والأقباط له بالتوفيق، فإنه لن يتمالك دموعه حين يرى دموع أمهات الشهداء وأبنائهم، حينها قرأ الدكتور محمد رمضان المدير التنفيذى والمسئول عن بنك الأفكار بمركز معلومات مجلس الوزراء ما كتبت, و تحمس للفكرة, وحدثنى عن كيفية تنفيذها, والتقينا عدة مرات لنناقش محاورها تمهيدا لعرضها على الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بكل التفاصيل التى تتجمع فيها جهود منظمات المجتمع المدنى والحكومة للعمل على رعاية أسر الشهداء والمصابين بشكل مؤسسى ودائم يضمن الاستمرارية والشمول, وبما يضمن، فضلا عن الامتيازات المادية، امتيازات معنوية تضمن التكريم اللائق لأبطال الثورة.
واشتمل الاقتراح عدة محاور وطرق تنفيذ كل منها، والمدة الزمنية اللازمة لإنجازها وأهمها الحصر الشامل, والذى يبدأ بالإعلان فى وسائل الإعلام عن مقر للجنة رعاية أسر شهداء ومصابى الثورة, واستقبالها لكل الحالات لمساعدتها فى الحصول على حقوقها، وعن رقم تليفون وخط ساخن للاتصال, والتكفل بالمصابين وأسر الشهداء, وعلاج وتأهيل حالات الإصابة, والإسراع فى إجراءات سفر الحالات التى تحتاج لعلاج بالخارج, وتوفير فرص عمل للمصابين وأقارب الشهداء من الدرجة الأولى, وامتيازات دائمة ومستمرة للمصابين وأسر الشهداء فى التعليم والحج والمواصلات, وتخصيص الوحدات السكنية, وكذلك التوثيق التاريخى من خلال إعداد كتاب يضم أسماء الشهداء والمصابين وإطلاق أسماء الشهداء على الشوارع التى سكنوها, وإنشاء متحف " بانوراما 25 يناير".
على أن يتم توفير التمويل اللازم للإنفاق على هذه المهام بإنشاء صندوق لرعاية المصابين وأسر الشهداء يتولى جمع التبرعات وإقامة بعض الفعاليات والمعارض، يخصص دخلها لصالح الصندوق , على أن يتم تقسيم محاور العمل بين عدد من اللجان تقوم كل منها بعمل تقارير متابعة دورية تعكس ما قامت به كل لجنة لإعلان ما قامت به بشكل مستمر على الرأى العام الذى سيكون رقيبا على عمل هذه اللجان.
وبالفعل تم عرض الاقتراح على الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء ووافق عليه، ودعا منذ ما يقرب من شهر إلى اجتماع للجنة المؤسسين التى ضمت وزراء الصحة والتضامن والمالية وعددا من الشخصيات العامة وشباب الثورة وممثلى المجتمع المدنى, وكنت ضمن أعضاء هذه اللجنة التى ضمت الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية والمهندس نجيب ساويرس وجورج إسحاق ود. عمرو حلمى ود. عبدالجليل مصطفى والدكتور محمد أبو الغار والدكتور محمد شرف عن جمعية أبطال ثورة 25 يناير التى أسسها الدكتور ممدوح حمزة, وعرض د. محمد رمضان محاور الاقتراح وأبدى د. عصام شرف أسفه لتأخر الحكومة فى تبنى هذا المشروع، مشددا على ضرورة سرعة العمل لتعويض هذا التأخير.
يومها ظننت أن العمل سيبدأ فورا دون تأخر وسيكون منظما تتكاتف فيه كل مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى لتقديم أفضل رعاية لأسر الشهداء والمصابين, خاصة مع حماس د. عصام شرف للفكرة التى أصبح بمجرد موافقته عليها مسئولا عنها, وقراره بزيادة قيمة التعويض للمصابين من 1000 جنيه إلى 5000 بعد أن استمع إلى معاناة عدد من مصابى الثورة..
إلا أنه حتى الآن تسود حالة من الارتباك وعدم التنظيم تنفيذ هذا المقترح , حيث لم يتم تشكيل اللجان التى ستقوم بتنفيذ المهام, أو تحديد مقر لعمل الصندوق رغم إعلان د. أحمد السمان المستشار الإعلامى لرئيس الوزراء عبر قناة " اون تى فى " أنه سيتم عقد مؤتمر صحفى يوم الأحد الماضى بالمقر المحدد , ولكن لم يتم عقد المؤتمر ولا تحديد المقر ,وهى أبسط الأمور اللازمة لبدء خطوات التنفيذ , فضلا عن بعض الاعتراضات على ماتم الكشف عنه من تحويل المشروع من مؤسسة يشارك فيها المجتمع المدنى إلى صندوق حكومى يتولى صرف التعويضات وتشرف عليه الحكومة , كل هذه المشكلات والخلافات والارتباك وعدم التنسيق يهدد الفكرة قبل أن تدخل حيز التنفيذ , ويحتاج إلى حسم وتدخل د. عصام شرف , فلا يعقل أن تعجز حكومة على رأسها ثائر قادم من ميدان التحرير عن تحمل مسئولياتها تجاه شهداء ومصابى الثورة, وألا تنتقل إليها تلك الروح التى سادت منظمات المجتمع المدنى وبعض المتطوعين فى خدمة ومساعدة أسر الشهداء والمصابين, تلك الروح التى جعلت سيدة مثل هبة السويدى التى يعرفها مئات المصابين تتحدث خلال الاجتماعات عن كل حالة من هذه الحالات بالاسم وكأنه أقرب أقربائها, وجعلت د. ممدوح حمزة ود. محمد شرف ود. عمرو حلمى ود. نيفين الهلالى ود. محمد أبو الغار وابنته د. هناء أبو الغار وغيرهم يحملون معهم هموم الآلاف من أسر الشهداء والمصابين.
وإن كنا على يقين أن الدكتور عصام شرف يحمل نفس الروح , إلا أن نجاح الفكرة يتطلب أن يحملها كل من يشارك فى تنفيذها, ويبقى نجاحها اختبارا صعبا لحكومة د. عصام شرف التى يجب أن تضيف لما قدمه المجتمع المدنى لأسر الشهداء والمصابين, وأن تكمل ما يعجز عنه , وليس مقبولا على الإطلاق أن تقل عنه, أو أن تتعامل مع مصابى الثورة وشهدائها على أنهم ضحايا حادث يقتصر دورها نحوهم على مجرد تقديم التعويضات دون التعامل معهم، على أنهم جزء من تاريخ مصر لابد وأن نعتز به ونقدره.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
طلعت المصرى
انتى فين يااستاذة من زمان
عدد الردود 0
بواسطة:
مصطفى عبده
حكومة شرف بتشتغل بالنية
عدد الردود 0
بواسطة:
عائشة
بارك الله فيكى
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
عيب ياحكومة الثورة
عدد الردود 0
بواسطة:
واحد محبط
الشعب يريد حق الشهداء
عدد الردود 0
بواسطة:
زهراء
الثورة
صندوق الشهداء ومسئولية رئيس الوزراء
عدد الردود 0
بواسطة:
زهراء
تكون
عدد الردود 0
بواسطة:
أحد مصابى الثورة
أحد مصابى الثوره
عدد الردود 0
بواسطة:
mohammd khatab
اريدتدبيرعمل لى حكومى اوقطاع عام