شرف مش هنا!

يعلم القاصى والدانى فى مصر ضرورة تغيير حسن صقر، رئيس المجلس القومى للرياضة، بعد المهازل والفضائح التى عاشتها الرياضة المصرية فى عصره على كل الأصعدة..

خصوصا أن صقر الذى جاء إلى منصبه بحكم صداقته وعلاقته برئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف، أحد رموز النظام الفاسد، وكان خلال فترة عمله قبل الثورة تلميذا مطيعا لجمال وعلاء مبارك، ومعهما أحمد عز أيضا.

ويبدو أن رئيس الوزراء المهندس عصام شرف ليس من مصر التى نعيش فيها ونعرفها، لأنه أنهى كل تغييراته وتعديلاته الوزارية، وهى الثالثة له فى خمسة أشهر دون أن يقترب من حسن صقر، أو من المجلس القومى للرياضة.

ولا أجد ما أقوله الآن لعصام شرف سوى أننا فقدنا معك الأمل فى أى إصلاح فى عالم الرياضة، وليس أمامنا إلا محاولة الإصلاح بالطرق التى نمتلكها، ولا يزعجنا اليوم أو غدا أن يغضب «شرف» من الأساليب التى سنتبعها ضده أولاً، وضد حسن صقر ثانياً.

«شرف» الذى توسمنا فيه خيرا لا يقيم للرياضة وزنا، ولا يشعر على الإطلاق بالملايين من العاملين فى ساحات الرياضة بين أندية ومراكز شباب وهيئات واتحادات ووسائل الإعلام.. وربما يقيم «شرف» وزنا أكبر لعلاقته الشخصية، أو لزمالة المهنة، أو الكلية مع حسن صقر، وكلاهما من أولاد كار واحد فى كلية الهندسة، تماما مثل نظيف وصقر سابقا.

الغريب أن كل المسؤولين الكبار فى كل دول العالم يبرزون اهتماماتهم بالرياضة على السطح ليعرف شعبهم أنهم ينتمون للشعب ولاهتماماته.. وحرص الرئيس الأمريكى على الذهاب إلى النرويج لحضور اجتماعات اللجنة الأوليمبية الدولية لاختيار المدينة المنظمة للألعاب الأوليمبية 2016.. وذهب الروسى فلاديمير بوتين، رئيس الوزراء، وكذلك الأمير القطرى خليفة بن حمد آل ثان إلى لوزان لحضور اجتماعات الاتحاد الدولى لكرة القدم لاختيار الدولتين المنظمتين لكأس العالم 2018 و2022.

الكبار والمسؤولون فى الدول الكبرى والمحترمة يتسابقون فى اهتماماتهم بالرياضة، ولكن عصام شرف لا يرى للرياضة أى أهمية أو ضرورة فى مجتمعنا.. ولا أذكر له تدخلا فى الشأن الرياضى منذ وصوله إلى منصبه رئيسا للوزراء، إلا عندما أعلن إلغاء بطولة الدورى الممتاز بعد ساعات من موقعة الجلابية فى مباراة الزمالك والأفريقى التونسى، وهو القرار الذى ألغاه المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الفور.

«شرف» مش هنا.. وربما «شرف» مش من هنا.