أكدت دراسة ألمانية حديثة، إمكانية استخدام الكلاب البوليسية المدربة، فى الكشف المبكر عن مرض سرطان الرئة، والذى يعد ثانى أكثر أنواع السرطانات المسببة للوفاة فى العالم.
وتعتمد الطريقة التقليدية القديمة للكشف عن سرطان الرئة، على البحث عن وجود بعض المواد العضوية القابلة للتطاير، والتى تخرج مع زفير المريض، وتتكون تلك المواد نتيجة لمرض السرطان الرئوى.
ولكن المشكلة فى هذه الطريقة أنها غير عملية، نظراً لأنها تتطلب وقتاً طويلاً، وتقيد المريض بالامتناع عن الأكل وشرب السجائر قبل الكشف بفترة طويلة، وكما أن هناك احتمالا كبيرا للحصول على نتائج خاطئة ومتداخلة.
وتوصلت الدراسة الألمانية الحديثة، المنشورة بدورية "European Respiratory Journal"، إلى إمكانية استخدام الكلاب البوليسية ذات حاسة الشم القوية، والمدربة جيداً للكشف عن وجود تلك المواد العضوية فى عينة تحتوى على زفير المريض، وهو ما يجعلها وسيلة جديدة وفعالة للكشف عن السرطان الرئوى.
وقاس الباحثون قدرة الكلاب البوليسية على التمييز بين مرض السرطان الرئوى والأمراض الرئوية الأخرى مثل مرض الانسداد الرئوى المزمن "COPD"، وكما قاسوا قدرتها على معرفة الأشخاص الأصحاء تماماً.
ونجحت الكلاب البوليسية فى هذا الاختبار الصعب بشكل كبير، حيث استطاعت التعرف على 70 حالة مصابة بالسرطان الرئوى من أصل 100 حالة مصابة بالمرض، بنسبة نجاح 70%، وكما استطاعت الكلاب تمييز غير المرضى، بعد أن نجحت فى التعرف على 372 عينة غير مصابة بالسرطان من أصل 400 عينة لبعض المتطوعين الأصحاء.
ويقول دكتور تورستن أليس، المسئول الرئيسى عن الدراسة: "يحتوى زفير مرضى السرطان الرئوى على بعض المواد العضوية القابلة للتطاير، وتستطيع الكلاب البوليسية المدربة التعرف عليها فى مرحلة مبكرة من المرض، وما ينقصنا فقط هو التعرف على التركيب الكيميائى لتلك المواد".
ويضيف دكتور أليس مازحاً: "لسوء الحظ لا تستطيع الكلاب البوليسية مساعدتنا فى التعرف على التركيب الكيميائى لتلك المواد!".
