كشف الدكتور عمر عبد الكافى، خلال حواره مع برنامج "واحد من الناس"، الذى يقدمه الإعلامى عمرو الليثى على قناة المحور، عن أدق تفاصيل حياته الأسرية والعائلية، فضلا عن معاناته من تعنت النظام السابق جزاء محاولته تبليغ الدعوة الإسلامية.
وسرد عبد الكافى، رحلته مع تبليغ الدعوة الإسلامية بعد خروجه من مصر، والتى جاب من أجلها بلاد العالم، كاشفا عن أنه لم يعان الغربة فى ظل إقامته فى دولة الإمارات العربية المتحدة، مفصحا عن أنه لايحب العمل بالسياسة، وناصحا علماء الدين الذين يريدون العمل بها أن يفهموا فقه الواقع أولا قبل إصدار الفتاوى.. وإليكم نص الحوار الذى تنشره "اليوم السابع" بالاتفاق مع أسرة البرنامج.
س: لاقيت عناء من النظام السابق وبعد أن سقط.. لماذا لم تفكر فى القدوم إلى مصر؟
ج: عدم وجودى فى السنوات السابقة لا يعنى الانقطاع التام عن مصر، قد أكون مفارقا عنها بالجسد أحيانا، ولكنى موجود قلبا وقالبا وعقلا وفكرا من خلال متابعة الأحداث والتواصل مع المحبين، فالعالم الآن أصبح غرفة صغيرة، وبالتالى مصر بالنسبة للإنسان بإيجاز بسيط "ذرة من ترابها وقطرة من مائها"، فمصر هى صاحبة الفضل فى وجودنا ووجود العلماء والبسطاء والعباقرة، والذين يدعون عنهم أنهم فيها أمية أو جهل فالأمى المصرى عقله يعادل عقل "أينشتاين".
س: كيف كان شعورك وأنت تتعرض للظلم؟
ج: الظلم حرمه الله على نفسه، فالأنبياء تركوا ميراثا من نوعين علم وابتلاء، فإن قل حظك من الابتلاء فقد قل حظك من ميراث النبوة ويجب أن يفهم الظلم على هذا النحو، وإلا فالإنسان سيصيبه نوع من التعب، وبالتالى الظلم طعمه مرير والاتهامات الجزافية التى يتعدى فيها المواطنون بعضهم على بعض يحرمها الله عز وجل.
س: ما إحساسك وشعورك من ظلم النظام السابق ومحاربتهم لك؟
ج: القضية تكمن فى أنه من الممكن أن يكون هناك إنسان ليس له علاقة بالدين، وهذا أمر طبيعى، لكن أن تصير كارها للدين فهى معضلة غريبة لكل المصريين، ومن الممكن أن يكون هناك إنسان مصرى شاربا للخمر أو بعيدا عن الدين ومفسدا فى الحياة، لكنه لا يكره الدين، فالنظام السابق على مدى 6 عقود كانوا يختارون أشخاصا يبغضون ممن يحملون دين الله ويبغضون من أشخاص يريدون أن تصل كلماتهم إلى قلوب الناس وعقولهم، فهم لا يعادون أشخاصا بعينهم ولكنهم يعادون رب العباد عز وجل، وبالتالى فالإنسان بطبيعته مشفق على الظالم، ولذلك يقول العلماء "لا تدعوا على الظالم فإن ظلمه أسرع إليهم من دعائك عليه"، وأنا لم أذكرهم فى جملة مفيدة مدحًا أو ذمًا.
وضرب عبد الكافى مثلا، أن مكة لم تصلح للنبى صلى الله عليه وسلم كأرض لتبليغ الدعوة وعندما هاجر إلى المدينة وعاش فيها ثم عاد إلى مكة وفتحها مرة أخرى، فكان من الطبيعى أن يعيش ويستقر بها، ولكن المفاجأة المذهلة أن علانية الدعوة ليست على أرض محددة والدعاة ليس لهم أرض فهى تقسيمات جغرافية، معلنا كراهيته للعنصرية والقبلية، ولذلك يبقى الإنسان بطبيعته مع أرضه وبلده محبا لها كما كان النبى صلى الله عليه وسلم يحب مكة لقوله عليه الصلاة والسلام "يا مكة تعلمين أنك أحب بلاد الله إلى ولولا أن أهلك أخرجونى منها ما خرجت"، مضيفا: وحقيقة الأمر أنك تجد تعويضا عجيبا، فبعد أن كان الإنسان "محلى" أصبح "عالميا" بجوب بلاد العالم لعقد مؤتمرات وندوات ولقاءات لخدمة وتبليغ الدعوة، فالله يريد أمرا وهو أن تقر عينى لنشر الدعوة الإسلامية وكأنها هى المهمة، رغم بعدى عن وطنى وحنينى إليه دائما.
واستخدم عبد الكافى، قول شوقى "وطنى لو شغلت بالخلد عنه لنزعتنى إليه فى الخلد نفسى"، مضيفا: بالأخص وطن مثل مصر له طبيعة خاصة، فإذا كان الإنسان خلق من طين فالمصريون طينهم من طين النيل القابل للقولبة من طبيعة أبيه آدم وليس ناشئا من حجر، حامدا الله على أنه تقولب على قالب الدين وهى نعمة من الله.
س: حدثنا عن بدايتك ونشأتك وعلمك وحياتك الأسرية؟
ج: عن العلم بكل صدق أتحدث لك أننى ما زلت أحبو على مدى الجدال، ويظل الرجل يتعلم ويتعلم فإن ظن أنه يتعلم فإنه قد بدأ يجهل، فالإنسان لابد أن يأخذ العلم من هنا وهناك، لأن الفكر الإنسانى يبدع والإنسان كلما اكتشف شيئا فى العلم اكتشف جهلا، مضيفا أنه محب للقراءة منذ الصغر، وأن الوالدين كان لهما أثر بالغ فى نشأتى، فالوالدة حافظة للقرآن الكريم وتابعة لأسرة علم والوالد كان كبيراً للقرية إلتى يقطن بها وهى قرية تلا بمحافظة المنيا، موضحا حقيقة الأمر أن القرية كانت تعج بدروس العلم منذ الصغر بمراحلها الابتدائية والإعدادية وتربينا على أيدى علماء كان الإخلاص بدمائهم فتعلمنا الخلق قبل أن تعلم الدين، فالدين بلا خلق يعتبر شيئا خطيرا على الدعوة، وأحببنا اللغة مما زاد فى حبنا لقراءة القرآن الكريم وحفظه، وبالتالى عظمة الإسلام أنه ليس فيه رجل دين وإنما عالم للدين، مستشهدا بما كان يفعله النبى صلى الله عليه وسلم عندما كان يرسل بعثة ما، قال من أحفظكم لكتاب الله فيقال له هذا فيقول فليؤمكم هذا، فهناك علماء بالدين قاموا بالدراسة، ولكن المثلث الذى ينقصنا جميعا أن هناك نوعين نص وواقع ونوعين من العلماء عالم يجيد إنزال النص على الواقع وعالم لا يجيد فالذى يجيد لا داعى له أن يحتك بواقع الناس ويكتفى بتعليمهم للصلاة والزكاة والفرائض، مدللا على ذلك أن آيات العبادات الموجودة فى القرآن مائة وعشرة آية والقرآن الكريم 6236 آية، ولو قمنا بوضع النسبة والتناسب فيما بينهما نجد أن العبادات فى الإسلام تمثل جزءا والمعاملات فى الإسلام تمثل 62 جزءا وهنا أصبحت مشكلة بتمسكنا بهذا الجزء وترك الأجزاء الأخرى، فلو ترك الناس على طبيعتهم واختار الناس أمورهم دون صنع قضية أمثال قضية اللحية وفرض الحجاب ما تحدث مشكلة، فمنذ سبعة آلاف سنة العالم كله كان يبحث عن لقمة العيش والمصريون كانوا يبحثون عن قضية التوحيد ورسم الدار الآخرة والميزان على معابدهم بمعنى أنه فى هذا العصر كان قراصنة البحر فى الشمال يقتلون الناس ويأكلون لحومهم ورميهم بالمياه، وكانت الملكة إليزابيث لديها 49 سفينة تأخذ الأفارقة كعبيد للتجارة على السفن وتودى بهم إلى العالم الجديد وكانت كل سفينة عليها قس يبشر بتعليم السيد المسيح، وهذا هو الفارق بيننا وبينهم، لافتا إلى أن الديانة النصرانية الحقيقة والمسيح الحق منبعثة من الشرق، أما المسيحية الأوروبية فهى مستنسخة لا علاقة لها بالمسيحية، ولو أراد الغرب تعلم الدين المسيحية الحق فليأتوه إلى هنا لتعلمها لأن المسيحية الشرقية هى أصل المسيحية أما الغربية فهى مسيحية باباوات، ولذلك يوجد اختلاف بينهم وبين الكنيسة، فدعوة عيسى عليه السلام هى المحبة والسلام، أما الذى نراها من الغرب فى مسيحية "مضروبة".
وعن حياته الأسرية كشف العالم الجليل، أن له من الأخوة أربعة أشقاء من الذكور وهم محمد وعلى وعمر وأبو بكر وعثمان ومن الإناث اثنتين، وكان مبتغى الأخ الأكبر محمد منه دخوله كلية الطب، ولكنه التحق بكلية الزراعة لقربها من الطين، لافتا إلى أنه من السفاهة الثقافية والحضارية إطلاق قول "ده فلاح" على أشخاص آخرين، فبدون الفلاح كانت قد دمرت مصر، وأصبحت بلا أرض زراعية أو حتى صناعية، فالمشكلة هنا تقع على عاتق العصبية المكروهة فى الإسلام.
وعن الأشخاص الذين قاموا بالتأثير فى حياته العلمية، قال إن الشيخ الغزالى والشعراوى، والذى كان ملازما لهما منذ السبعينيات كان لهما أثر بالغ الأهمية فى حياته العلمية مصاحبا لهما بجلسات طويلة بما يقرب من 25 عامًا مع الاختلاف الجذرى بينهما، موضحا أن الإمام الغزالى رحمة الله عليه هو عقل الإنسان المفكر، أما الإمام الشعراوى فهو قلب الإنسان المتحرك، فلك أن تتخيل أنه إذا تكلمنا عن الفلسفة فكلاهما أرسطو وأفلاطون وابن رشد، وإذا تكلمنا عن الأدب فكلاهما الأصمعى وإذا تكلمنا عن الشعر فنحن أمام المتنبى وشوقى، فما ينقصنا هنا فى مصر هو العالم الموسوعى، ولذلك هناك بعض العلماء الذين قاموا بدراسة العلوم المدنية أمثال علوم الهندسة والزراعة والطب ثم قاموا بدراسة العلوم الدينية نجدهم يمتعون إذا تكلموا عن الدين، مضيفا أنه تعلم من الشيخ القرضاوى دماثة الخلق وإطلاق العقل بحدود الشرع، وأن الإنسان يجب أن يصلح علاقته بربه من القلب فتضىء جميع جوارحه، وبذلك إذا افتخرنا بأهرامات مصر الثلاثة كمبنى هندسى وليست مقابر للفرعون، فالإمام الشعراوى والقرضاوى والغزالى أهرامات مصر الإسلامى فى هذا العصر، معلنا ندمه على عدم تسجيل اللقاءات الممتدة لساعات طويلة.
وقال العالم الجليل، إنه قام بالدراسة فى كلية الدراسات الإسلامية والعربية وتخصص فى الفقه المقارن وقامت بتوجيهه بالبحث فى كتب الشريعة منها كيف يقرأ الإنسان الأمهات بمنهجية وفقه الأولويات والموازنات وبرغم ذلك يرى أنه مقصر نحو دينه، وقد وصفت مجلة أمريكية عبد الكافى بأنه رجل يسكن فى طائرة لسعيه للعلم ونشر الدعوة الإسلامية.
س: متطلبات العلم والسعى نحو المعرفة ونشر الدعوة الإسلامية هل قامت بالتأثير فى حياتك الشخصية وخاصة باختيار شريكة الحياة وتربية الأبناء؟
ج: حقيقة الأمر أن الإمام الغزالى اختار لى آخر أحفاد الشيخ محب الدين الخطيب ودرست بجامعة القاهرة قسم الوثائق والمكتبات وكان لها باع طويل فى تفريغ وقته لتبليغ لدعوة، وله من الأبناء خمسة يعتبرهم بمثابة أصدقائه قبل أن يكونوا أولاده أكبرهم أحمد ويعمل بمطار دبى بالمنطقة الحرة لدى شركة طيران خاصة وتربى فى حجر الشيخ الشعراوى، وهدى خريجة كلية الإدارة والأعمال، وندى خريجة كلية الإعلام وأصغرهم بلال وعمار الصديقان الصغيران ويدرسان بالثانوية العامة.
وعن الشيخ محب الدين الخطيب، قال عبد الكافى، إنه أحد علماء الأرصدة الثقافية الكبيرة فى العالم الإسلامى وكان له تحقيق فى التراث وضبط معايير الكتب فى الأمهات، وترك بصمة جيدة ولا يعرفه إلا للأسف أهل الصفوة والعلم.
س: كيف قمت بتربية أولادك؟
ج الرب هو المربى والقضية هى أن نحل أموالنا وأن نتقى الله عز وجل، فهو أكرم منا جميعًا فهو يتفرغ فى تربية أبناء الناس، ورب العباد هو من يربى أولاده فهم من الصلاح والتقوى ما يزيدهم معلنا فخره بأبنائه، وضاربا مثلا عن نجله أحمد الذى تعلم فى مدرسة بألمانيا وعند قدومهم إلى دبى للإقامة قالت له مديرة المدرسة عبر رسالة نصية على الموبايل "أخذت الملاك الذى كان عندنا"، وبذلك إلى جانب تفرغ الأم فى تربية الأولاد وهى أعظم وظيفة وصاحبة رسالة خطيرة فى تربية الأولاد، وما يحزنه فى الدول العربية بما يكتبه على الهوية الشخصية للنساء بأنها لا تعمل، موضحا أنه إذا اضطرت المرأة للعمل فلا مانع، وبالتالى فالله تعالى يقول فى كتابه العزيز "الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم" دليل على أن الرب يربينا برحمة من عنده، ولذا نحن نأخذ بالأسباب باختيار الأم الصالحة بحسب خلقها ودينها" فاظفر بذات الدين تربت يداك".
س: ما أصعب اللحظات التى مرت عليك وعلى أسرتك؟
ج: الحقيقة أن أهل الإمارات لم يشعرونى بغربة أبدا وهذا من فضل الله على، كما أصبح لى علاقات مع الكبير والصغير، ومع الحاكم والمحكوم، وهم أناس محبون للمصريين بشكل كبير ومحبون لأهل العلم بشكل أكبر، وبعضهم يقول مازحا لو أن الشيخ عمر ذهب إلى مصر ليقيم فيها سنقوم بمظاهرات، وأنا لم أصعد المنبر فى دبى إلا بعد أربعة أشهر من قدومى إليها، وهذا كان عن عمد منى، لأن لكل مجتمع طبيعة، ولابد أن أفهم طبيعة المجتمع ودراسة الواقع أولا حتى أقوم بالخطابة وأصبح عضواً فى جائزة دبى للقرآن الكريم.
س: كيف نصل إلى الطاعة؟
ج: القلب ملك الجوارح وسلطانها، وعندما يضاء القلب بنور الله ومعرفة الله، وتدبر القلب فى الكون المستور والكون المنثور، والكون المستور هو القرآن، والكون المنثور هو الكون المحيط بنا، جد أن الجوارح تطيع شئنا أم أبينا، فالقلوب هى المرآة التى يرى فيها الرجل أعماله، والصالح من الناس قبل أن يشير إلى غيره بالخطأ، يصلح مافى نفسه أولا، والصحابة رضوان الله عليهم عاشوا حياتهم منشغلين بعيوب أنفسهم، فما وجدوا وقتا للنظر إلى عيوب الناس، ونحن انشغلنا عن عيوبنا بعيوب غيرنا، وبالتالى عندما ينشغل المرء بعيوب نفسه عن غيره فإنه يصير فرعونا،" وما أريكم إلا ما أرى"، ونحن نعيب على النظام الديكتاتورى والنظام الفاسد، ونسينا أننا ديكتاتوريون فى بيوتنا وفى حياتنا وفى إعلامنا، وإلا فأين الرأى والرأى الآخر، فالقرآن الكريم يقول: "لكم دينكم ولى دين"، ولم يقل لكم دينكم الباطل ولى دينى الحق، ويقول أيضًا: "شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذى أوحينا إليك وماوصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه"، فالله أعطى لكل نبى حلقة من السلسلة النورانية، وختم حلقات هذه السلسلة بمحمد صلى الله عليه وسلم، ونحن إذا سرنا بهذا المنطق فإننا سنريح ونستريح، لكن مانراه يجعلنى أتساءل ماذا حدث؟!
وأضاف عبد الكافى أن الله عز وجل خلق الإنسان وخلق له كتالوجا يسير به وينظم حياته ألا وهو الدين، متسائلا كيف يسير الإنسان فى هذه الحياة بدون أن يتمسك بتعاليم الدين، وكيف نرى إعلاميا بدون دين، فماذا سيقول للناس على الشاشة، فشكسبير يقول :" لولا الله لخانتنى زوجتى، ولسرقنى خادمى، ولقتلنى ولدى"، موضحا أن الدين يختلف عن الأخلاق فالأخلاق هى القاعدة العامة، لافتا إلى أن الشعب المصرى متدين بطبعه فالمسيحى يرتبط بكنيسته والمسلم مرتبط بمسجده فالفطرة فى دمه متشهدا بأن اللص عندما يسرق يقول ربنا يستر، وبذلك يقوم بالدعاء، مؤكدا أن الدين بدون خلق يكون مصيبة كبرى وكارثة مثل حفظة القرآن دون فهمه وتدبره على أرض الواقع، مضيفا أن الخلق فى الإسلام ليست فضائل بل فرائض فالابتسامة فى وجه أخيك فريضة لإدخال السرور عليه "والنكت والتذمر" محرم إدخاله على أخيه لقوله "إن من أدخل بؤسا أو حزنا على بيت من بيوت المسلمين أدخله فى واد يسمى واد كذا فى جهنم" وهى فرائض غابت عن مجتمعنا مثل الغيبة والخيانة، مشفقا على الذين لديهم الحمية فى المهاجمة على التيار الإسلامى فلابد أن مراجعة أنفسهم أما بالنسبة للدين فلا هوان فيه.
وعن اختلاط الدين بالسياسة قال العالم الجليل، إنه لا يحب العمل بالسياسية وقال الإمام محمد عبده "لعن الله ساس ويسوس ومسوس وسائس" والسياسة تقوم على اللف والدوران والخبث والدهاء ونحن كعرب من أيام الخلافة الراشدة منذ مقتل عمر وعثمان وعلى وهم من العشرة المبشرين بالجنة ونحن لا نفهم السياسة، وقد وصل الأمر إلى أن وصل الحكم إلى عمر مكرم، فلم يقبل به وأتى بمحمد على ليتولى حكم مصر وهو" مستورد"، فالشعب المصرى شعب طيب أتى برجل ألبانى تركى ليحكمه هو وأولاده، وليس معنى أنه طيب أنه ساذج، لكنه ساكت إلى حد ما، لكن من قال إن الشعب المصرى ساذج أو بسيط فالشعب المصرى هو أكثر الشعوب عبقرية فى العالم، والشعب المصرى هو أكثر الشعوب مقروءة الوجه وهو شعب معبر، والشعب المقروء يكون أكثر عبقرية، فعالم الدين إذا أراد أن يعمل بالسياسة أولا فإن لم يفهم الواقع أضر بالدين وبالسياسة، فوفد نجران عندما دخلوا المسجد صلوا فيه تجاه المسجد الأقصى ولم يكونوا قد أسلموا بعد وتركهم النبى صلى الله عليه وسلم، وعندما أنشأ عبد الملك بن مروان المسجد الأموى فى دمشق جعل جزءا منه للنصارى يصلون تجاه المسجد الأقصى، والجزء الآخر للمسامين يصلون فيه تجاه الكعبة، والعقد التى تأتى نتيجة لعدم فهم الواقع مصيبة، ومن أكثر الناس فهما للواقع فى تاريخنا الإسلامى عمر بن الخطاب، جاء أربعة من العبيد فسرقوا ناقة لأعرابى قادم ليزور المدينة، فجاء الأعرابى واشتكى العبيد إلى أمير المؤمنين، فسألهم أمير المؤمنين أتعملون عند من؟ فقالوا عند المطعم بن عدى، فأتى بمطعم وسأل الأعرابى بكم ناقتك؟ فأجابه الأعرابى بمائة، فقال عمر يامطعم اعطه مائتين، فقال مطعم يا أمير المؤمنين أنا لا أمرت ولا أكلت ورضيت ولا سرقت، قال يامطعم أتشغلونهم ثم تجيعونهم، والله لو سرقوا مرة أخرى لقطعت يدك أنت، وهنا لابد أن ننظر إلى فهم عمر لإقامة الحد، لأنه ذهب إلى المنبع، ونحن نعالج مشاكلنا الأعراض ولا نعالج مشاكلنا الأمراض، وأنا أربئ بالعالم أن يعمل بالسياسة إلا إذا كان فاهما للواقع، فأنا ضد من يقول أنا أحكم بالحق الإلهى فلا أحد يحكم بالحق الإلهى، فهذا كلام غير وارد، فنحن نريد أن نفهم الفقه ونفهم الواقع، ثم نطبق النص على الواقع وسنستريح جميعا مسلمين ونصارى عند فهمنا لواقع الأمة، فنرى من يخرج علينا ويقول ماذا ستفعلون فى الحدود، أى حدود التى يتحدث عنها فنحن 50 مليون مواطن لا يجد طعامه، فلابد أن نطعم الناس أولا ثم نأمنهم من خوف، ووقتها البشر بطبيعته سوف تلفظ الرشوة وتلفظ السرقة وتلفظ الفوضى، فهناك أمور ثانوية يجب ألا نتحدث فيها، "إن الله يحب من الأمور أعاليها"، فالواجب أن ننظر أولا إلى أولوياتنا، ويجتمع الإعلاميون مع بعضهم أو من يطلقون على أنفسهم الصفوة كى يتحدثوا فى كيفية إخراج مصر من كبوتها الاقتصادية والسياسية والكبوة التعليمية، فهذا يجعلنا نعمل من أجل الدولة.
س: هل ترى أن بعض التيارات التى وصلت إلى الحكم هى من تغذى هذا الاتجاه؟
ج: أنا أرى أن ينزلوا أولا إلى المعترك السياسى، ولا يأخذوا فتاوى عند إصدار قرارات، فإصدار الفتاوى يكون من شخص عالم بفقه الواقع، وأنا أرى أن الوحيد الآن الذى يستطيع أن يفتى فى حكم الواقع هو الشيخ القرضاوى، فهو قبل أن يصدر أحكامه يدرس الموضوع من جميع جوانبه، مثل بالضبط المعركة الإستراتيجية العسكرية، التى تدرس من جانب التموين الكافى، والسلاح الكافى، وقوة العدو، نفس الأمر هنا يجب أن ندرس الأولويات، ولا يصح أن يكون البيت متهدما ونختلف على وضع ساعة الحائط فى أى مكان، فهذا الأمر لا يكون إلا بعد توفر الرفاهية العلمية، وهو ما حدث فى نهاية العصر الأموى وبداية العصر العباسى، حين لا يجد العالم منفذا للحديث عن الصدق والأمانة والعمل، فالناس أمناء وصادقون ويعملون، فلا يجد العالم نفسه يتحدث إلا عن تحديد معنى الوجه أو ما شابه، فهذا الكلام من فسافس الأمور، وهذه الرفاهية كانت فى مكانها، ولكن الحديث الآن عن هذه الأمور لا يجوز، فيجب التحدث عن أولويات الأمور.
الدكتور "عمر عبد الكافى" لـ "عمرو الليثى".. الأًًّمى المصرى عقله يعادل عقل "أينشتاين".. المسيحية الشرقية هى أصل المسيحية والغربية "مضروبة ".. الغزالى عقل الإنسان المفكر والشعراوى قلب الإنسان المتحرك
الخميس، 19 يناير 2012 11:41 م
الدكتور عمر عبد الكافى وعمرو الليثى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
yasser nazih
شكر
عدد الردود 0
بواسطة:
amir
اللة يفتح عليك ياشيخنا
التعليق فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
gamal
أينشتاين ..............................................؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
كيرلس
شكرا ولك تقديرى واحترامى
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد يوسف
تنبيه
عدد الردود 0
بواسطة:
الثوره مستمره
الأًًّمى المصرى عقله يعادل عقل "أينشتاين"?????????
عدد الردود 0
بواسطة:
الدولة الدينية
" أنواع" المسيحية
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود الشلودى
جزاك الله خيرا
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود عبدالفتاح
مقال جميييييييييييل اوي اوي
الله يفتح عليك يا دكتور عمر ...
عدد الردود 0
بواسطة:
د.حمدى عبد السميع
بارك الله فيكم دكتورنا عبد الكافى