د. مصطفى النجار

أول يوم برلمان

الأحد، 29 يناير 2012 10:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن يوما سهلا على الإطلاق ونحن نبدأ أول جلسة برلمانية فى برلمان الثورة، لذا أرى أنه من الضرورى أن أسجل عددا من الملاحظات حول أحداث اليوم الأول ودلالاته
أولا: إشكالية القسم
لم يكن فى نيتى مخالفة القسم الرسمى احتراما منى لفكرة احترام القانون والدستور وأعراف المؤسسة التى صرت عضوا بها، ولكن ما حدث من العضو ممدوح إسماعيل بإضافته عبارة «ما لم يخالف الشريعة الإسلامية» ثم طلب رئيس الجلسة الإجرائية الدكتور محمود السقا منه إعادة القسم دون إضافة فما كان منه إلا أن كرر نفس القسم وكرره عدد آخر من الأعضاء بعده، مما جعلنى أشعر بإهانة جماعية لكل النواب لعدم قيام رئيس الجلسة بأى إجراء ضد العضو الذى يتحدى الجميع، ولذلك بدأت قسمى بتعليق قائلا: إذا كسرت القاعدة فلا تلوموا من يكسرها بعد ذلك، وقمت بإلقاء القسم الرسمى وقلت تعقيبا: أقسم بالله أن أعمل على استكمال الثورة والقصاص للشهداء، وقامت إدارة المجلس بقطع الصوت عنى.
ما فعلته من وجهة نظرى ليس كسرا للقانون والقواعد، فسكوت رئيس الجلسة على كسر القواعد وعدم التعامل المؤسسى مع المخالف المصمم على كسر القانون والخروج عن الأعراف هو الشىء الذى يستحق اللوم.
قد أكون أخطأت وتضايق منى البعض وأحترم وجهة نظرهم لكن سيظل الأمر نسبيا قابلا للاختلاف.
ثانيا: انتخابات رئاسة البرلمان
الانطباع السلبى الذى أصابنا جميعا بعد مناوشات انتخابات رئيس المجلس والحدة والعصبية كلها فى وجهة نظرى أمور صحية، فقد أخطأ الإخوان – من وجهة نظرى – بإصرارهم على منع عصام سلطان من تقديم نفسه للنواب، واحتجوا باللائحة، وقام عدد من نواب الإخوان بالوقوف والهتاف «اقعد اقعد» فى منظر ضايقنى للغاية، وفى النهاية سمح رئيس الجلسة للجميع بتقديم أنفسهم لمن سينتخبونهم، والرسالة المهمة التى أخبرت بها الإخوان اليوم بعد هذه الأحداث أنكم كحزب له أغلبية نسبية لا بد أن يتعامل بسعة صدر واحتواء لا صدام وتصميم على إبراز عضلات القوة التصويتية، وسياسيا من وجهة نظرى لم يكن تعامل الإخوان موفقا أبدا تجاه عصام سلطان، وربما تكون هذه الحدة لها علاقة بشخصية عصام سلطان وعلاقته التاريخية بالإخوان واختلافه معهم، وأعتقد أنه لو كان شخص غيره لاختلف الأمر، لكن عموما تم تجاوز هذا الأمر وأصبحت الجلسة ذات أجواء إيجابية بعد الانتهاء من انتخابات الوكلاء وأتمنى أن نتجاوز سريعا هذه المشاحنات.
ثالثا: رفضت إرسال البرقية للمجلس العسكرى وقلت بوضوح إذا كان هناك تصميم من الأغلبية على إرسالها فليتم تعديل النص ليكون متوازنا، وسجلت رفضى الرسمى، وأعتقد أن هذه البرقية جاءت رد فعل من كتلة الإخوان كرد إيجابى على برقية المشير التى احتوت على عدد من النقاط الإيجابية، ولكن خانهم التوفيق فى اختيار النص المناسب.
رابعا: أغلب كلمات المتحدثين أكدت أن الثورة مستمرة وأن حقوق الشهداء والمصابين هى الأولوية الأولى الآن، وهذا أمر إيجابى جدا يبشر بالخير وعليه تم تخصيص الجلسة الثانية لمناقشة ملف الشهداء والقصاص وحقوق المصابين وهذا أيضا يحسب للبرلمان.
خامسا: على المستوى الإنسانى الروح الموجودة بين أغلب الأعضاء تتسم بالمودة والرفق، وتقريبا كل الأعضاء تصافحوا وتعانقوا ومازلت أرى أن نواب حزب النور على درجة كبيرة من التواضع والأدب الجم الذى يخجلك مهما اختلفت معهم، وبالتدريج أعتقد أن الجو سيتحسن كثيرا ونخرج من جو المزايدات وافتعال المعارك لنركز فى المضمون.
وأخيرا أعتقد أن  المشهد فى مجمله إيجابى ولكن لابد من البحث عن نقاط التوافق وتوحيد الصف مهما حدث وتأجيل انتخابات اللجان يمثل فرصة إضافية  للإخوان لاستيعاب التيارات الأخرى وبدء صفحة جديدة. 
عندى يقين أن هذا البرلمان رغم طبيعة تكوينه فإنه سيستطيع أن يؤدى ما ينتظره المصريون منه، وستظل روح الميدان ملهمة لكل نواب البرلمان الذين لن يستطيعوا أن يتأخروا عن حس الشارع وزخمه خاصة بعد اللحظات التاريخية التى عاشتها مصر يومى الأربعاء والجمعة الماضيين حين أكد الشعب على استكمال الثورة وتحقيق أهدافها فى كل ميادين مصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة