نادر الشرقاوى

انتهى الدرس

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012 08:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبدأ مقالى بالترحم على الشهداء، سواء شهداء القوى الثورية أو شهداء الإخوان، فقد سال الدم المصرى بسبب تصرف غير مدروس وغير مسئول من الرئاسة، وسأحاول أن أكظم غيظى وأستخدم تعبيرات أخف من الكلمات التى فى صدرى، لأن المقال لن يتحمل الغصة التى فى قلبى.

لقد كٌتبت مئات المقالات من أساتذة كبار معلقين ولاعنين هذا الإعلان الدستورى المشئوم الذى فجر بركان الغضب فى الشارع المصرى الغاضب أصلا، واحتشدت الملايين فى شوارع الجمهورية أمس، الثلاثاء 27-11، ولكن هذه المرة استطاع الرئيس أن يجمع الجميع ضده وضد جماعته بلا استثناء، حتى الثوار من التيار المدنى الذين انتخبوه أملاً أن يحقق مطالب الثورة أصبحوا هم وقود الغضب الحالى، نظراً لصدمتهم فيه وإحساسهم بخيبة أمل كبرى وندمهم على المشاركة فى إنجاح رئيس كانوا يتصورون أنه يعبر عن ثورتهم، ولكن سرعان ما اكتشفوا أنه لا يعبر إلا عن فكر الجماعة التى ينتمى إليها ولم ولن يكون رئيساً لكل المصريين، كما سوق نفسه فى حملته الانتخابية، ولم ولن يكن هناك نهضة ولا دياولو.
تصورت أننا نحن دعاة الدولة المدنية، كما يسموننا دائماً، نظلم الرجل وجماعته ولكن الله يبارك له إبراهيم عيسى عرض فيديو للمهندس أشرف ثابت السلفى والقيادى فى حزب النور ووكيل مجلس الشعب المنحل، وفجأة تكلم الرجل عن الإعلان الدستورى المشئوم بمنتهى التوازن والوطنية، ثم قرأت فى إحدى الصحف تصريحات المستشار طارق البشرى، مهندس الإعلان الدستورى الأول والمقرب من فكر التيار الإسلامى، على حد علمى، منتقداً أيضاً الإعلان ثم الدكتور أبو الفتوح والخرباوى والعوا وآخرهم الصحفى الإخوانى محمد عبد القدوس كلهم عبروا عن استيائهم من الإعلان اللا دستورى، واكتشفت بالصدفة أن كل هؤلاء إسلاميون ليسوا ليبراليين، إذا لماذا الإيحاء بأن المشكلة هى مشكلة ليبراليين مع إسلاميين، مع أنها مشكلة مصريين وطنيين مع من يحاول خطف وطن بترسيخ ديكتاتورية جديدة.

وفى وسط هذا الزخم من الأحداث الديناميكية، أريد أن أقف عند شىء أبلغه أحد مراسلى القنوات الفضائية فى المحلة الكبرى مدينة الثورة والعمال التى لا يستطيع أحد أن يزايد على ثوريتها، قال المراسل إن شباب الإخوان بالمحلة أعلنوا البيعة واستعدوا للشهادة، وفى المقابل بدأ ثوار المحلة الاستعداد لهم، مما أدى إلى هذا العنف الكبير الذى أدى إلى كارثة فى المدينة وهنا لدى تعليقان:

الأول، ما أعرفه أن الإنسان يستعد للشهادة عندما يعرف أن وطنه سيدخل حربا مع العدو، ولكن أن يستعد للشهادة لكى يحارب أخاه فى الوطن هذا لا أفهمه، وإذا حاولنا تفسيره نجد أن انتماء الإخوان للجماعة أكبر بكثير من انتمائهم للوطن، واستخدام كلمة الثورة ما هى إلا تجارة بها للوصول لمنفعة ما.

الثانى، ما شعور الرئيس، وهو الذى تسبب فى هذا العدد الكبير من الضحايا والمصابين والانقسام الشديد، والذى تحولت فيه مصر لأول مرة إلى شعبين على أرض واحدة.
إن حكام مصر منذ أيام الملك مينا دائماً يتجهون لتوحيد مصر، أما الرئيس مرسى فهو أول حاكم فى تاريخ مصر استطاع تفريق شعبها وتقسيمها إلى فسطاطين.
أسئلة مشروعة

• هل نحن بصدد سيناريو دامٍ ينتظر مصر، هل فعلاً قد تصبح مصر لبنان أخرى تتحارب فيها الفصائل المختلفة؟

• هل يعلم الإخوان أنهم هم الخاسرون فى هذا الصدام، وخسارتهم ستكون للأبد؟
• هل يعلمون أن الثوار الذين وقفوا أمام الآلة الأمنية الرهيبة لحبيب العادلى وهدموها فى ساعات قليلة لقادرون على الوقوف أمام أقلية تدعى أنها تملك الأغلبية وتسيطر عليها؟

• هل السيناريو هو أن تٌفرض قوانين الطوارئ ويبدأ النظام فى اعتقال معارضيه وتدخل مصر فى نفق مظلم لا تخرج منه؟

• هل الرئاسة واعية بتداعيات الموقف، وعلى استعداد أن تصلح ما أفسده الإعلان وتبادر بإلغائه؟

• هل يعلم الرئيس أن إلغاءه للإعلان المشئوم وجلوسه مع القوى الوطنية، على أساس المشاركة ليس المغالبة، سيرفع مكانته أمام كل المصريين، وسيدخله التاريخ من أوسع أبوابه؟

• ألا يعلم الرئيس أن من كان يحكم قبله استهتر بمعارضيه، وقال كلمته الشهيرة "خليهم يتسلوا"، ولم تمر أسابيع قليلة فوجد نفسه مخلوعاً بأيدى معارضيه؟
يا سيادة الرئيس، اتق الله فى مصر وشعبها وأحقن الدماء، لأن دماء المصريين فى رقبتك، وقد تم الحكم على من كان من قبلك بتهمة المسئولية عن إهدار دماء المتظاهرين، وهو الآن قابع فى سجنه.

اللهم احفظ مصر من كل شر، فإنها كنانتك، وأنت خير الحافظين.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي رسلان

كما رضيتم بالاعلان المكمل .. اشربوا من نفس الكاس

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله

بل .. تسل انت !!

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الحق

صلاة الإخوان!

عدد الردود 0

بواسطة:

masry

نداء الى الشرفاء الجيش والقوات المسلحة..انقذوا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

noha refaat

انها الغشاوة على اعينهم

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية

الاخ صاحب التعليق رقم2

عدد الردود 0

بواسطة:

حاتم هلال

الميدان بتاعنا

عدد الردود 0

بواسطة:

الكمالي

قول

عدد الردود 0

بواسطة:

H

زيحوا الغشاوة وبطلوا ضجيج حتي تروا وتسمعوا

عدد الردود 0

بواسطة:

عبدالله

الى صاحبة التعليق رقم 6 ...

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة