خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب: مهارة القيادة وفن الإدارة

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012 12:03 ص
خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا تكتب: مهارة القيادة وفن الإدارة خبيرة التنمية البشرية رانيا المريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيادة الرئيس فى موقعك هل تريد أن تصبح مديرا متميزا أم قائد ناجح؟ فإما أن تكون منصب غير مفعل أو أنت المفعل للمنصب، فالإدارة سيدى عملية تلازم الشركات والمصلحات والمؤسسات والدولة وحتى الحياة الشخصية، فما الإدارة إلا فن تحقيق الأهداف، ولذلك على كل قائد أو مدير أو رئيس معرفة مهارات الإدارة حتى يتمكن من تحقيق الأهداف المسئول عنها بشكل مناسب وجيد، وعلى القائد الناجح أن يوحد الجميع على هدف يتوافق الكل على تحقيقه حتى تكون المساعى فى الاتجاه الإيجابى، فالأولى أن يجعل الهدف الأول هو توحيد الرؤية، لتوحيد الصف والجهود. وذلك من خلال وضع رؤية موحدة تتجمع جميع الصفوف عليها، لأنه قد يدرك كل فرد الهدف بطريقة خاصة تختلف عن إدراك الآخرين، ولذلك يتطلب الأمر وجود الإدارة التى تقود الأفراد وتوجههم نحو الهدف وتعمل على المحافظة المستمرة على الجهود المبذولة نحو تحديده والسعى إلى تحقيقه.

متى نقول، إن ربان السفينة قائد ناجح؟؟؟ أكيد عندما تصل السفينة إلى بر الأمان... فكيف يدير الربان السفينة ويقودها حتى بلوغ الهدف؟ سؤال هام سنجاوب عليه معا فى تأملنا لفن الإدارة والذى يتضمن أربع وظائف أساسية متتالية التتابع والترتيب، بداية بالتخطيط ومرورا بالتنظيم والتوجيه ونهاية بالرقابة، وتأتى وظيفة التخطيط فى مقدمة العملية الإدارية لأنها تضع حجر الأساس والإطار لبقية مكونات العملية، فهى التى تحدد الأهداف والبدائل الممكنة لتحقيق هذه الرؤية والوصول إليها، وتحدد خطوات التنفيذ ومتطلباته من موارد بشرية ومادية يحتاجها، كما إنها تحدد المعايير التى تستخدم للتقييم لما سيتحقق من إنجازات.

فوظيفة التخطيط تختص بإيجاد إجابة وافية عن الأسئلة الآتية: ما هى الأعمال التى ستؤدى إلى تحقيق هذا الهدف؟
كيف ومتى وأين ستؤدى الأعمال؟ والسؤال الأهم لماذا هذه الأعمال دون غيرها ؟ للتأكد من أن الخطوات التنفيذية ستصل بنا إلى تحقيق الهدف بالطريقة المثلى والمناسبة. ولذلك تختص وظيفة التخطيط بتحديد الأعمال اللازم القيام بها لتحقيق الهدف وكذلك تحديد كيفية أدائها، فدعونا نتساءل عن الأهداف التى نحيا تحقيقها اليوم كمثال حى لعملية الإدارة هل التخطيط لوضع مسودة الدستور التى تعبر عن جموع الشعب المصرى انتهت أدائها بنجاح؟؟؟؟؟

وتستكمل سلسلة العملية الإدارية بالوظيفة الثانية وهى التنظيم وتختص بتحديد الموارد اللازمة لتحقيق الهدف، وتحديد المسئوليات وتوزيع الأعمال التى تم تحديدها فى خطوة التخطيط السابقة على القوة البشرية، وتحديد المسئوليات الرئاسية بينهم، بالإضافة إلى تحديد السلطة اللازمة لكل فرد حتى تمكنه من ممارسة وتأدية الأعمال المخصصة له. فوظيفة التنظيم تختص بالإجابة على من الذى سيؤدى عمل معين؟ ومى سيرأس من؟ ومن له حق إصدار الأوامر؟

وعن طريق وظيفة التوجيه يتم استكمال العملية الإدارية بعد الانتهاء من التخطيط والتنظيم تستوجب تبليغ القوة البشرية بما هو مطلوب منهم، وتعريفهم بالأعمال والمسئوليات المنوطة إليهم، وكذلك توفير المناخ الذى يحقق تحرك الأفراد فى الاتجاه السليم لتحقيق الهدف عن طريق الاتصالات والقيادة والتحفيز. فعن طريق الاتصالات يتم تعريف القوة البشرية بما هو مطلوب منهم وما هو متوقع منهم من المدير وأيضا ما تتوقعه القوة البشرية من المدير فى شكل مشاعر ومشكلات وأراء ورغبات فالتواصل عملية متبادلة بين الطرفين.

وعن طريق الاتصال يتحقق الوضوح ومشاركة المعلومات والرؤية الموحدة للأمور، لأنه بدون الاتصالات الفعالة قد يرى البعض نفس الشىء بطرق مختلفة، وذلك لأن كل فرد يدرك الموضوع من زاويته الخاصة، ومن هنا يبدأ دور القيادة الناجحة فى استمالة القوة البشرية لتوجيه جهودهم نحو الأهداف والتأثير فيهم لتأدية العمل المطلوب، لذلك يجب على المدير والقائد الحق أن يتمتع بقوة التأثير، والتى يستمدها من مصادر متنوعة، فمن أشكال هذه القوة قوة المكافأة والعقاب فمن يلتزم يكافأ ومن يخطأ يعاقب، وقوة المركز والخبرة فسلطة المكانة كقائد تخول له إعطاء الأوامر ولكن بقوة الخبرة يستطيع أن يؤثر على الآخرين عن طريق الثقة فى خبرته بما لديه من معلومات والتى لا تتوافر لديهم وفى النهاية قوة الشخصية التى تولد المودة والإخلاص بين المدير والأفراد.

ويأتى دور التحفيز فى التأثير على الأفراد كى يضمن توجيههم بكل طاقاتهم نحو الهدف ويستعمل القائد أدوات متنوعة للتحفيز من محفزات مادية ومعنوية والقائد الناجح يستطيع أن يدرك التعامل مع كل شخص بأى وسيلة تحفيز حسب تكوين شخصيته فالمدير الناجح يستخدم الحوافز المناسبة فى المواقف المناسبة.

وفى النهاية يأتى دور الرقابة وهى آخر حلقات السلسلة الإدارية ليتأكد المدير أن الأهداف تحققت بالمعايير المحددة مسبقا وأن الأعمال التى تم تخصيصها لكل فرد تمت والمسئوليات نفذت بالشكل المطلوب وبالجودة وفى الوقت وبالتكلفة المناسبة، فالرقابة هى عملية المقارنة بين الأهداف المحددة مسبقا والإنجاز الذى تحقق ثم تحديد الانحرافات سواء بالسلب أو بالإيجاب ومعرفة أسباب الانحرافات، وبناء على نتائج الرقابة يمكن إعطاء معلومات مفيدة تساعد فى إعادة وتطوير التخطيط والتنظيم وتحسين عملية التوجيه بالطريقة المناسبة التى تؤهل للوصول إلى الهدف باستعمال فن الإدارة ومهارة القيادة.... فدعونا نتساءل ما هى الأهداف التى كنا نسعى لتحقيقها فى الفترة السابقة؟ وهل نجحنا فى الوصول إليها؟؟؟ كى ندرك ما خططنا له وما وصلنا إليه وما نريد تعديله وتطويره كى نصل معا مع ربان السفينة لبر الأمان.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة