نادر الشرقاوى

سياسة ابن حميدو

الأربعاء، 12 ديسمبر 2012 07:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مات الفنان القدير عبد الفتاح القصرى، ولم يكن يعرف أنه قد أسس مدرسة سياسية لها أتباع كثيرون، وقد تم تسمية هذه المدرسة السياسية باسم مدرسة ابن حميدو تيمناً بفيلم ابن حميدو الذى أطلقت فيه هذه السياسة.

القصرى كان يبدو فى الفيلم كأنه رجل البيت القوى صاحب القرار المطلق، الذى تمشى كلمته على جميع أفراد أسرته، وبمجرد أن يصدر قرارا نجد أن جماعته، وهنا أقصد السيدة حرمه، تتصدى له وتنتقد قراره وتذكره بالحقيقة التى ينساها، أو يتناساها، وهى أنها فى الحقيقة هى صاحبة القرار ليس هو، وعلى الفور حتى يحفظ ماء وجهه يقول "كلمتى حتنزل المرة دى، بس اعملى حسابك المرة الجاية كلمتى مش حتنزل أبدا"، ثم تأتى المرة القادمة ويتكرر نفس الموقف وتنزل كلمته، وهكذا حتى ينتهى الفيلم بصفع جماعته على وجهها ليتحرر منها، ويثبت أنه هو الرجل صاحب القرار، وعلى الفور تخضع الجماعة وتعرف حدودها، وعليه تستقر العائلة وتتزوج بناته بالأحباء ويعيشون جميعا فى سعادة.

طبعا هذا هو سيناريو الفيلم، لكن سيناريو الحقيقة التى نعيشها لا نعرف هل سينتهى نهاية سعيدة مثل الفيلم أم سينتهى كأفلام الرعب الكل يهلك؟

ما يحدث فى سيناريو الحقيقة ليس بعيداً عن سياسة ابن حميدو، فمنذ تولى الدكتور مرسى مقاليد الحكم وجدناه يصدر قرارات ثم يتراجع عنها، بداية من قرار عودة مجلس الشعب، مروراً بقصة النائب العام السابق، انتهاءً بقرارات زيادة الضرائب، ولا نجد فى هذا إلا أن الرئيس يستمع للبعض ثم يصدر قراراته دون الرجوع لشخصيات مستقلة متخصصة فى القانون والاقتصاد يمكنها دراسة مشرعات قرارات الرئيس بشكل واف قبل صدورها.

تعالوا نتخيل حكماً لمباراة كرة قدم يصفر لضربة جزاء غير صحيحة وعليه ينقلب الملعب رأساً على عقب اعتراضاً على قراره غير العادل ويجد الحكم أن إلغاء قراره أفضل لسير المباراة فيقرر إلغاء ضربة الجزاء، ثم يكرر هذا الموقف فى نفس المباراة على نفس الفريق عدة مرات، وفى كل مرة يتراجع عن قراره، تخيلوا ماذا سيصبح مصير المباراة، وبماذا سيعاقب اتحاد الكرة هذا الحكم، وقد يتدخل الفيفا نفسه لفرض عقوبات على الدورى كله.

يا سيدى الرئيس، يقولون الرجوع إلى الحق فضيلة، وقد يكون الرجوع عن بعض القرارات فضيلة، لكن تكرار الرجوع عنها فى فترة قصيرة دليل على عدم إدارة شئون البلد بشكل علمى مدروس ولا نجد تشبيها لذلك إلا كلمة العشوائية فى اتخاذ القرارات.

وإذا كان الرئيس لا يجد غضاضة فى الرجوع عن بعض قراراته فكان من الأولى أن يتراجع عن قراراته التى قسمت مصر إلى فسطاطين يدعى أحدهم أنه يملك الإسلام الذى هو ملكنا جميعا والتراجع لا يضيره بل يضيف له، كان من الممكن تأجيل الاستفتاء على الدستور حتى يتوافق المجتمع على بنوده ويخرج دستورا يفتخر به أولاد البلد جميعا ونذهب معا لنصوت له بنسبة 100%.

أما الآن والموقف يزداد قتامة والفرقة والعنف هما عنوان الشارع المصرى، فماذا أنت فاعل بالوطن، هل ستسوقه إلى النهاية السعيدة وتحقن دماء المصريين، أم مازلت عند موقفك وقررت الذهاب قدما بالوضع الحالى إلى المجهول؟.

أنا لم أنتخبك مثلى مثل الملايين التى قاطعت الانتخابات أو انتخبت منافسك، ومع ذلك اعترفنا بك كرئيس أتت به صناديق الانتخاب ولكن إن رأيتك تنتفض وتقرر إعادة توحيد الأمة وتخرج قرارات مصيرية فى صالح الوحدة الحقيقية ومشاركة الجميع فى كتابة دستور يعبر عن أطياف المجتمع المصرى كله فسأكون مع ملايين المصريين الذين سيقفون معك ويحمون ظهرك، والتاريخ لن ينسى زعماء الأوطان، وهناك فارق كبير بين كلمة زعيم وكلمة رئيس منتخب، الآن الاختيار لك هل تريد أن تصبح زعيماً أم تظل رئيسا منتخب؟.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

كمبل

فاقد الشئ لا يعطيه

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الحق

دولة بلا دولة ولا رئيس!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة