خالد صلاح

خالد صلاح يكتب.. "كلمة واحدة": العائلة والرئيس

السبت، 19 مايو 2012 07:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أخى يحب أبوالفتوح، وقرر أن يدعمه فى الشارع وأمام الصندوق، وانضم ابنى الأكبر إلى تيار أبوالفتوح أيضًا، أما أخى الأصغر فصوته لحمدين صباحى، ويقول دوما إنه سيشنق نفسه فى التحرير إذا فاز أحمد شفيق، أما أختى فصوتها لمحمد مرسى، هى بالأساس سلفية قلبًا وقالبًا، وهددتنى بالمقاطعة بسبب موقف «اليوم السابع» من حازم أبوإسماعيل، وعندما ظهرت الحقيقة بالمستندات نقلت دعمها إلى محمد مرسى. هى تحلم بالعدل الذى تحمله الشريعة وروحها، تبايع كل من يرفع هذه الراية، وقاطعتنى مرتين من قبل بسبب نشر مقالات إسلام بحيرى، أما زوجتى فهى ترى أن خالد على هو الأحق من الجميع، بمعيار السن، وبمعيار تجربته فى الدفاع عن حقوق الناس قبل الثورة، وقررت أن تعطى صوتها لخالد فى الجولة الأولى، ولعمرو موسى فى حال ما لم يكتب الله لخالد الفوز، أو الإعادة.

هذه الحوارات العائلية الرئاسية أصبحت طقسًا ثابتًا فى كل بيوت مصر، فيما عدا البيوت والعائلات التى حسمت اختيارها على أسس حزبية، أو التزامًا بالسمع والطاعة. تسمع أنت بالتأكيد هذه الحوارات فى بيتك، ومع جيرانك، وبين أصدقائك، فالعائلة الواحدة لديها اختيارات مختلفة، وشِلل الأصدقاء الذين يتفقون على كل شىء فى الجد واللعب حائرون الآن فى حسم اختيار واحد، والأجواء نفسها تسود فى أماكن العمل، فمجالس تحرير الصحف مثلًا تشهد انقسامًا مماثلًا، «اليوم السابع» مثلًا تشهد صراعًا بين فريقين، أحدهما إخوانى بقيادة مدير تحرير الموقع الإلكترونى هانى صلاح الدين لصالح محمد مرسى، والآخر ناصرى بقيادة مديرَى تحرير النسخة المطبوعة، سعيد الشحات، وعادل السنهورى لصالح حمدين صباحى، بينما الصحفيون الأبرياء من الروح التنظيمية، وغير المنتمين حزبيًا يحلمون برئيس يعقد تصالحًا بين الإسلام والمعاصرة، وبين الليبراليين والإسلاميين فى شخص عبدالمنعم أبوالفتوح، وطبعًا مع جناح آخر، لا يستهان بقوته فى صالة التحرير، يعتبر عمرو موسى هو صوت العقل والأمن والاستقرار.

ومادمنا لا نرفع سلاحًا فى الحوار، ولا نتبادل التهديدات بالقتل، ولا تنقلنا السياسة من براح التفاهم إلى ضيق التصنيف والتخوين، ولا نحلم جميعًا إلا بمصلحة مصر، فالاختلاف هنا نعمة حقيقية، وفرصة نادرة لإثراء بلادنا بالأفكار.

هذه نعمة الديمقراطية، وهذه فضائل التنوع الليبرالى، والمجتمع التعددى.
انعموا بهذا الحوار، ولنبقَ دائمًا عائلة واحدة كبيرة.. فى بلاد حرة.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة