رحلة الشهد والدموع بدأت بالإبداع وانتهت بتخلى الدولة عن علاج «عبدالحافظ»

السبت، 15 سبتمبر 2012 11:03 ص
رحلة الشهد والدموع بدأت بالإبداع وانتهت بتخلى الدولة عن علاج «عبدالحافظ» خالد ذكى فى مشهد من «الشهد والدموع»
كتب - العباس السكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بقدر ما عشق المخرج الكبير الراحل إسماعيل عبدالحافظ مصر من قصورها إلى حواريها وتأثر بها وأثر فيها، بقدر ما تخلت عنه الدولة وتقاعست فى علاجه أيام مرضه الأخيرة، حيث رحل أهم مخرجى الدراما المصرية عن عالمنا، أمس الأول الخميس، بأحد المستشفيات الفرنسية، بعد رحلة أثرى خلالها الشاشة الصغيرة بأعمال مميزة فى الحقل الدرامى.

رفض تقييد حريته فأبحر من خلال أعماله فى واقع الحارة الشعبية برومانسيتها وشهامتها ووطنية رجالها، وأبرز نماذجها الطيبة التى توخت فى تضحية أبنائها من أجل تحرر البلاد من الإنجليز بمظاهر الثورات التى أشعلت ضمائر البشر داخل الوطن العربى.

اجتاحته عواصف الحب فانفعل خلف الكاميرا بالخير والشر وأظهره على الشاشة فى صورة الرجل والأنثى، ولعل مسلسل «خالتى صفية والدير» بطولة بوسى وممدوح عبدالعليم، رسالة تحمل مضمونا كبيرا، حيث تحولت المرأة العاشقة إلى أنثى ترغب فى الانتقام بعد إهدار كرامتها فى الحب.

قبض إسماعيل عبدالحافظ على جمرات النار طوال رحلته الإبداعية بغوصه فى هموم الوطن والمواطن المصرى، بتقديمه مسلسل «ليالى الحلمية» مع توأمه الفنى والإنسانى الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، واستطاعا رصد حقبات زمنية من أهم تاريخ مصر فى تلك الفترة.
وبما أن المخرج الكبير ينتمى لجيل ثورة يوليو ويؤمن بالقومية العربية، حرص على تقديم وثيقة «الشهد والدموع» بطولة يوسف شعبان، ليدلل بها على عظمة الثورة وما تبعها من أحداث فى هذا العصر من تأميم ممتلكات وأراض وقصور، وأيضا مسلسل «عدى النهار» بطولة صلاح السعدنى.

ولم تكتف كاميرا إسماعيل عبدالحافظ بتقديم أعمال من نوعية واحدة، بل قدم الدراما بكل أنواعها الاجتماعية والسياسية والشعبية والصعيدية، على رأسها مسلسلات «الشهد والدموع، ليالى الحلمية بأجزائها الخمسة، امرأة من زمن الحب، خالتى صفية والدير، سامحونى مكنش قصدى، حدائق الشيطان، المصراوية، إضافة إلى آخر أعماله ابن ليل».
وخلال فترة تلقيه علاجه فى مستشفى السلام الدولى تخلت الدولة عنه وتجاهلت ما قدمه المبدع طوال حياته للتليفزيون الدولة وللعالم المصرى، وطالبت نقابة المهن السينمائية وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود وثروت مكى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بالمساهمة فى علاج المخرج الكبير كتقدير لمسيرته الفنية، لكن تخاذلت وزارة الإعلام والتليفزيون فى الرد على النقابة.

وعقب تدهور حالة المخرج الصحية أمر الأطباء بسرعة علاجه فى أحد المستشفيات بفرنسا، وهاتف ابنه الفنان محمد عبدالحافظ نقابة السينمائيين لكى يسهلوا إجراءات الطائرة الخاصة التى ستنقله لفرنسا، وخاطبت النقابة شركة صوت القاهرة وقام سعد عباس بتوفير «150» ألف جنيه من أجر المخرج على مسلسله الأخير «ابن ليل» الذى أنتجته الشركة، كما خاطبت النقابة محمد صابر عرب وزير الثقافة لإبلاغ الرئاسة بالأمر، وتدخل عمرو الليثى فى القضية، وصرح بأنه تحدث مع المتحدث الرسمى للرئاسة ياسر على عن توفير طائرة للمخرج، وعقب إبلاغه طالب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية تقارير طبية تثبت سرعة سفره للخارج، وقام الفنان أشرف عبدالغفور نقيب الممثلين بإرسالها لرئاسة الجمهورية على أمل أن يتلقى ردا سريعا حول تجهيز طائرة خاصة لنقل المخرج، لكن كان الصمت جوابهم.
وسافر المخرج الكبير الراحل على نفقته الخاصة لباريس بعدما ساءت حالته الصحية، وتخاذلت الدولة عن علاجه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة