علا الشافعى تكتب: إسماعيل عبدالحافظ يجيب عن سؤاله القديم: ومنين بييجى الشجن؟

السبت، 15 سبتمبر 2012 10:55 ص
علا الشافعى تكتب: إسماعيل عبدالحافظ يجيب عن سؤاله القديم: ومنين بييجى الشجن؟ علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن مخرجا كباقى المخرجين، بل إنه لم يكن إنسانا عاديا، روحه الساحرة وابتسامته السمحة كانا يسبقانه إلى الاستوديو قبل أن يصل هو بجلبابه الأبيض المشهور، والذى أصبح مع الوقت جزءا لا يتجزأ من شخصيته بعد أن قدم أنجح أعماله بالتعاون مع شريك رحلة كفاحه وعمره الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة «ليالى الحليمة».

إنه الرائع عم إسماعيل عبدالحافظ، إحدى القامات الرفيعة والعلامات المؤثرة فى تاريخ الدراما العربية، قدم الراحل الكبير العديد والعديد من الملاحم الدرامية بوعى عميق وإحساس صادق وتوحد فريد مع طبيعة ومكونات الشخصية المصرية، فصارت تلك الملاحم جزءا لا يتجزأ من وجدان كل مصرى وعربى.

شوارع المحروسة كانت تكاد تخلو تماما عند إذاعتها.. وكانت كل أسرة مصرية من قبلى إلى بحرى تلتف حول الشاشات يملؤها الشجن والحنين والمتعة اللانهائية وهى تتابع تطور الأحداث فى هذه الأعمال، يعشقون الشخصيات التى رسمها عكاشة بدقة تجعلها تتطابق مع شخصيات الواقع.. بمعلمة من النادر أن يشاركه فيها كاتب آخر، حول عبدالحافظ تلك الشخصيات المكتوبة إلى كائنات من لحم ودم يتفاعل معها الجمهور يعشق بعضها ويأخذ موقفا من الأخرى ويلتمس الأعذار حينا.. زينب فى الشهد والدموع تلك المرأة التى أحبت وأخلصت، ولكن لأن حبيبها ابن صاحب الوكالة لم يكن فى مقامها، قامت الدنيا عليها ولم تقعد، ولم تستسلم زينب أخذت حبيبها، وأكملت مشوار تربية أبنائها رغم الظلم، وصارت تلك الشخصية أيقونة من أيقونات الدراما.

ونفس الحال شخصية دولت التى جسدتها الراحلة نوال أبو الفتوح، وصولا إلى العمدة صلاح السعدنى والباشا سليم ونازك السلحدار فى ليالى الحلمية، وزهرة وعلى والخواجة بشر هى شخصيات ملحمية رصد معها ومن خلالها عكاشة وعبدالحافظ كل التحولات التى عاشها المجتمع المصرى على المستويات السياسى والاقتصادى والاجتماعى، والأجمل فى إبداعه أن كل عناصره الفنية محفورة فى الأذهان من منا لم يضبط نفسه يدندن بلحن وكلمات أعماله «منين بييجى الرضا من الإيمان بالقضا، ماتسرسبيش ياسنينا من بين إيدينا»، «مين اللى قال الدنيا دى وسية»... «تحت نفس الشمس وفوق نفس التراب كلنا بنجرى ورا نفس السراب كلنا من أم واحدة أب واحد دم واحد بس حاسين باغتراب».
رحل عمدة الدراما وترك وراءه تراثا يعلم أجيالا كاملة معنى الإبداع وحب العمل.


موضوعات متعلقة::

◄إسماعيل عبد الحافظ.. رحلة الشهد والدموع بدأت بـ"ليالى الحلمية" و"عدى النهار" و"خالتى صفية والدير".. وانتهت بتخلى الدولة عن علاجه

◄فنانون يرثون إسماعيل عبد الحافظ.. وحيد حامد: أخلص للبسطاء وانتماؤه كان للشعب..يوسف شعبان: أطالب الدولة بتمثال له.. صابرين: علم جيلنا الثقافة والسياسة..وسميرة أحمد: لن يعوض..وهشام سليم يدعو له بالرحمة

◄رحل عمدة الدراما العربية وترك مدرسة فى الإخراج التلفزيونى

◄عمدة الدراما وصانع النجوم بلا منافس

◄فنانون ومبدعون يرْثون المخرج والمبدع الكبير

◄«الوارثون».. حلم المخرج الذى لم يتحقق

◄رحلة الشهد والدموع بدأت بالإبداع وانتهت بتخلى الدولة عن علاج «عبدالحافظ»








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة