يوضح لنا الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال، وزميل معهد الطفولة، أن الجلوتين هو أكثر المواد قدرة على إحداث حساسية للقمح، وتدمير الطبقة السطحية للخملات، وبالتالى الإصابة بسوء الهضم والامتصاص ونقص أغلب المواد الغذائية وانتفاخ البطن ولين العظام والإسهالات المتكررة وتصبح الخملات مسطحة وقصيرة وخالية من الخلايا الخاصة بالامتصاص، لذلك يصاب المريض بعسر الهضم وسوء الامتصاص، ويصاب المريض بالعشى الليلى وجفاف القرنية بسبب نقص فيتامين "أ"، بالإضافة إلى التهابات الأعصاب نتيجة نقص فيتامين "ب" اللازم للتمثيل الغذائى، ويحرم الجسم من فيتامين "ب" الضرورى لتجلط الدم، لذلك يصاب مريض حساسية القمح بالنزيف بشكل مستمر، ويحرم المريض من البروتينات فيصاب بالأنيميا والاستسقاء والإسهال المتكرر، وانتفاخ البطن بسبب الغازات الناتجة من البكتريا، مع فقدان للشهية، وطفح جلدى وحبوب وبثور على المناطق المعرضة للاحتكاك مثل الكوع والركبة، كما يسقط الشعر لعدم وجود تغذية كافية.
بالإضافة إلى هشاشة ولين العظام بسبب نقص الكالسيوم والماغنسيوم وفيتامين "د"•
ويبين دكتور مجدى، أن عدم تشخيص هذا المرض يوصم الطفل بقصر القامة وعندما يبلغ ربما يعانى من عدم الخصوبة وتعانى بعض الإناث من احتمالات الإجهاض واحتمالات ولادة أطفال مصابين بتشوهات خلقية.
ويشير إلى أن هناك استعدادا وراثيا فى البشر المعرضين للإصابة بمرض السكر وحساسية القمح، حيث تنتشر حساسية القمح فى مرضى السكر 25 ضعفا مقابل غير المصابين بمرض السكر.
ويعد الجلوتين المسبب لحساسية القمح يؤدى إلى زيادة إنتاج مادة بروتينية تؤدى إلى انفراج المسافات البينية بين الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة، وبالتالى زيادة تسلل المواد الغريبة عن الجسم من تجويف الأمعاء إلى الدم والترسيب فى أنسجة الجسم، مما يؤدى إلى تفاعل الجهاز المناعى مع هذه المواد الغريبة، ولكن بعض هذه المواد الغريبة تتشابه إما مع أنسجة الخلايا البائية للبنكرياس المصنعة للأنسولين أو مع الأنسولين نفسه، أو مع بعض الإنزيمات الهامة للبنكرياس، وبالتالى يبدأ الجهاز المناعى فى التعامل مع أنسجة البنكرياس نفسه كمادة غريبة عن الجسم، مما يؤدى إلى الدمار الشامل للبنكرياس وظهور أعراض مرض السكر.