بعد أن تبدد الأمل مجدداً للمرة الخامسة على التوالى، منذ كأس العالم 1990، وبات حلم التأهل إلى المونديال شبه مستحيل بعد سداسية غانا فى مباراة الذهاب، لم يعد لدينا سوى الحديث عن ذكريات ماضى الفراعنة، مع المونديال المكون من صفحتين فقط، كتبت الأولى فى 1934 والثانية بعدها بـ56 عاماً، وكلتاهما وثقتها الملاعب الإيطالية.
وكلما تطرق الحديث عن ذكريات مصر فى المونديال، فإن المشهد الأول الذى يتبادر إلى الأذهان لا إرادياً، هو مشهد مجدى عبد الغنى يقف على نقطة الجزاء فى ستاد باليرمو بإيطاليا، أمام فان بومل الحارس الهولندى فان بروكلين، مصحوباً بصوت المميز محمود بكر وهو يقول "مجدى عبد الغنى وضربة جزاء. . وجوووون، عدالة السماء تهبط.." إلى آخر المقطع المحفوظ لدى المصريين، ويظل نجم الأهلى والمنتخب السابق حتى يومنا هذا يتباهى بإحرازه ذلك الهدف، حتى باتت الجملة المعتادة "مجدى عبد الغنى هداف مصر فى كأس العالم"، إلا أن الواقع يؤكد أن المنتخب المصرى لم يحرز هدفاً واحداً فقط فى الشباك المونديالية عبر التاريخ، كما أن البلدوزر لم يكن هو هداف الفراعنة التاريخى فى كأس العالم، حيث نجحت ركلة الجزاء الشهيرة فى غض الطرف عن هداف مصر الأول فى كأس العالم ألا وهو لاعب الزمالك الراحل "عبد الرحمن فوزى"، الذى تحل اليوم- السادس عشر من أكتوبر – ذكراه الخامسة والعشرين، بعد أن توفى فى عام 1988.
ولمن لا يعرف عبد الرحمن فوزى، فهو واحد من أساطير كرة القدم المصرية فى فترة العشرينيات والثلاثينيات، بدأ حياته الكروية لاعباً فى صفوف النادى المصرى، عام 1926 خاصة أنه من مواليد محافظة بورسعيد، وانضم بعد عام واحد فقط من مشاركته مع المصرى إلى منتخب القناة ، وساهم انتقال أسرته للعيش فى القاهرة فى انتقاله للعب مع النادى الأهلى عام 1932، ولمدة موسم واحد، إلا أنه فضل العودة للعب للمصرى بعد هذا الموسم، بعد خلافات كبيرة بين الناديين.
لعب عبد الرحمن فوزى دور البطولة المطلقة فى تأهل المنتخب المصرى لنهائيات كأس العالم 1934 بإيطاليا، حيث واجه المنتخب فى التصفيات منتخب فلسطين ونجح فى التغلب عليه ذهاباً وإياباً بنتيجة 7 – 1 فى القاهرة، 4 -1 فى القدس، ونجح عبد الرحمن فى إحراز جميع أهداف الفراعنة فى المباراتين بواقع 11 هدفاً، وواصل عبد الرحمن فوزى تألقه مع المنتخب، حيث قاده فى المونديال فى المباراة الوحيدة أمام المنتخب المجرى، وانتهت لصالح الأخير بأربعة أهداف مقابل هدفين، وكان الهدفين من نصيب عبد الرحمن فوزى أيضا ً ليصبح بهما هو هداف مصر فى المونديال، بل وأول لاعب مصرى وعربى وأفريقى يحرز هدفاً فى هذا المحفل العالمى.
كما اختير من قبل الاتحاد الدولى لكرة القدم فى منتخب العالم بعد البطولة، شاغلاً مركز الجناح الأيسر.
انتقل بعد المونديال بعام واحد للعب فى نادى "المختلط" – الزمالك حالياً – وواصل مشوار تألقه فى الملاعب معه، حتى قرر الاعتزال فى عام 1947 متجهاً لمجال التدريب مباشرة وقام بتدريب نادى المختلط، لفترة طويلة وساهم فى اكتشاف جيل الخمسينيات بالزمالك.
كما كان عبد الرحمن فوزى هو أول مدرب يقود ناديين فى وقت واحد، حينما درب المحلة برفقة الزمالك عام 1957 ونجح فى الصعود بالفلاحين للدورى الممتاز للمرة الأولى فى تاريخهم، وقام أيضاً بتدريب المنتخب المصرى ودرب المنتخب السعودى، ثم عمل مشرفاً عاماً على قطاع الناشئين بنادى الزمالك، وأختير مستشاراً فنياً للرياضة بوزارة الشباب، حتى تاريخ تقاعده.
عبد الرحمن فوزى – والد أحمد شيرين فوزى عضو مجلس إدارة الزمالك السابق ومحافظ المنوفية الحالى – سيظل هو الأيقونة الأهم لتاريخ مصر فى المونديال ببصمتين فى الشباك المجرية، ربما ستستمر هذه الذكرى لخمس سنوات قادمة حتى 2018، على أمل جديد لأن يحمل هذا العام ذكرى تمحى "كابوس" كوماسى سداسى الأبعاد، مساء أمس.
فى ذكراه الخامسة والعشرين.. سيبقى أيقونة مصر فى كأس العالم..
عبد الرحمن فوزى.. هداف المونديال الحقيقى "المنسى" بسبب ضربة جزاء "البلدوزر"
الأربعاء، 16 أكتوبر 2013 10:54 م
عبد الرحمن فوزى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مش مهم
gg
فوز منتخب غانا ايضا في مباراه العوده
3 / 1