سعيد الشحات

«مين» خدم الإنسانية.. «أديسون» ولا «عبدالماجد»؟

الأحد، 15 ديسمبر 2013 07:48 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انقطاع الكهرباء هو واحد من النتائج السيئة للبرد القارص، وهو ما دفع العزيزة الأستاذة فريدة الشوباشى إلى طرح سؤال فى صفحتها الخاصة على الـ«فيس بوك»: «مين خدم الإنسانية أكثر، أديسون ولا عاصم عبدالماجد؟».
أديسون هو مخترع المصباح الكهربائى، أما «عبدالماجد» فتصنيفه بين البشر «إرهابى كبير»، لكن سؤال الأستاذة فريدة أعادنى إلى هذه القصة:
كنت فى الصف الثالث من دراستى الجامعية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وكان الناقد الأدبى الدكتور محمود الربيعى يدرس لنا مادة النقد الأدبى، وفى التطبيق يقدم لنا نماذج من الأدب العالمى لأدباء كبار مثل: «تشيكوف، وموباسان، ومكسيم جروكى، وتورجنيف، وتو لستوى، وغيرهم»، غير أن محاضراته المزدحمة بالطلاب كانت تتميز بإطلالته على قضايا وطنية واجتماعية، وكان يشجعنا على طرح الأسئلة، ولأن الدكتور الربيعى كان له حضورًا خاصًا، كنا ننصت إليه باهتمام بالغ وكان مميزا فى اقتحامه المناطق الشائكة المطروحة من طلاب جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية والجهاد والسلفيين، وما أدراكم بهؤلاء وقتئذ فى كلية دار العلوم.
وفى إحدى المحاضرات استهل أستاذنا الجليل كلامه بالقول: «أمامى ورقة فيها سؤال هو كيف يسمح ضميرك يا دكتور بأن تدرس لنا ما يكتبه هؤلاء الملحدون، ألا تخشى على الإسلام من هؤلاء الكفرة؟ مالك تتحدث عنهم بكل هذا الإعجاب، أنت ترتكب وزرًا كبيرًا فى حق الإسلام والمسلمين».
واصل الدكتور الربيعى قراءة الورقة قائلا: الطالب الذى كتب هذا الكلام لا يمتلك شجاعة المواجهة، ولهذا اكتفى بالتوقيع: «طالب يخشى على دينه، ويخشى من نتيجة آخر العام»، وواصل أستاذنا: «مش عارف إزاى يبقى فيه شخص يخشى على دينه وغير مستعد للتضحية من أجله، ومع ذلك فأنا أعطيه الأمان لو كشف لى عن حقيقته الآن، حتى أناقشه وجها لوجه أمامكم، وأنا أعلم أن بينكم من يتأثر بكلامه».
لم يتشجع الطالب المقصود حتى يكشف عن نفسه، فقال الدكتور الربيعى: طالما هو غير شجاع، فأنا لن أتحدث عن هذا الأدب الرفيع الذى ساهم فى تغيير الإنسانية، لكن أطلب منه أن لا يستخدم الكهرباء لأن مخترعها اسمه «أديسون» وهو ليس من ملة الإسلام، وعليه ألا يستخدم التليفون لأن مخترعه ليس مسلمًا، وإن أصابه المرض وكتب له الطبيب دواء البنسلين، فعليه أن يرفضه لأن مخترعه ومخترعى باقى الأدوية ليسوا مسلمين، وعلى الطالب أن يأتى إلى الجامعة سيرًا على الأقدام، أو يركب الإبل أو الخيل، ويترك القطار والأتوبيسات لأن مخترعيها ليسوا مسلمين.
زاد الدكتور الربيعى: هؤلاء المخترعون ليسوا مسلمين، وبالتالى هم «كفار» فى نظر هذا الطالب ضيق الأفق وأمثاله الذين زرعوا له تلك السموم، وحتى لا يكونون منافقين وكذابين عليهم أن يتخلوا عن كل هذه الاختراعات التى قدمها أصحابها للإنسانية، فنقلوها إلى الرقى والتقدم.
هكذا كان كلام الدكتور محمود الربيعى قبل 27 عاما تقريبا، ليذكرنى به سؤال الأستاذة فريدة الشوباشى الآن، وتبقى المأساة حاليا فى أن هناك من يحمل وجهة نظر «الطالب» الذى طرح القضية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مشاكس

من الإفلاس أن تتهم خصمك السياسى بأنه " إرهابى كبير "

عدد الردود 0

بواسطة:

حازم الفجلاوى

مين خدم الإنسانية أكثر " جابر بن حيان " أم " حازم بن الببلاوى " ؟

عروستى ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

eng hesham

مقال موضوعي

عدد الردود 0

بواسطة:

!! المصرى الحر !! اسلام المهدى .

!! حلفتـك بالله يا عـــم !!

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود محمد

طب مين خدم البشرية اكثر ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

اسماعيل محمود

عفوا سيدى الكاتب لا يوجد وجهه للمقارنة بين مخترع عبقرى و ارهابى قاتل .

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين الوردانى

مسلمون بلا اسلام

عدد الردود 0

بواسطة:

نبيل السيد

مين خدم البشرية

عدد الردود 0

بواسطة:

fayez

انت مش فاهم عاص

عدد الردود 0

بواسطة:

جرجس فريد

عندما تغيب البديهيات يستمر العبث و التخبط

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة