فى زمن الرئيس المخلوع مبارك كانت جماعة الإخوان تتعامل بنفس المنهج الذى تتعامل به جماعة البلاك بلوك، فإذا كانت «البلاك بلوك» تتحرك فى الخفاء، فهذا كان نهج جماعة الإخوان، وإذا كان تشكيل البلاك بلوك عنقوديا، فهو نفس أسلوب التشكيلات الإخوانية أو الجهادية، وإذا كان الإخوان سعوا إلى الانقلاب على مبارك، فالبلاك بلوك أعلن هذا منذ اليوم الأول لظهوره، حتى الاتهامات التى وجهت إلى هذا التنظيم فى عهد مرسى أغلبها نفس التهم التى كانت توجه إلى جماعة الإخوان فى عهد مبارك، حتى الأقنعة التى يرتديها أعضاء البلاك بلوك هى نفسها الأقنعة التى ارتداها طلاب جماعة الإخوان المسلمين فى جامعة الأزهر فيما عرف بيوم استعراض كتائب الإخوان، وكان هذا فى عهد مبارك، حتى نهج العنف الذى يرتكبه بعض أعضاء تنظيم البلاك بلوك الآن هو ما كانت تقوم به الجماعة فى بداية تأسيسها.
إذا هناك تشابه كبير بين ما يقوم به التنظيم الغامض الذى يطلق عليه البلاك بلوك وبين ما قامت به جماعة الإخوان حتى وقت قريب، الاختلاف الوحيد بين البلاك بلوك والإخوان أنه لم يكن هناك نائب عام يصدر قرارا بأن جماعة الإخوان تنظيم إرهابى، وبالرغم من أنها كانت محظورة، فإننا كنا نراهم فى عهد مبارك يدخلون البرلمان والنقابات ونجدهم شركاء النظام المباركى فى كل شىء، وعلينا أن نتذكر مظاهرة مليونية الاستاد لنصرة العراق، وهو اليوم الذى وقف فيه صفوت الشريف بجوار مرشد الإخوان وقياداته، وهو ما يعنى أن الإخوان المحظورة كانت تقوم بالتطبيع مع نظام مباك إذا وجدت ذلك من مصالحها.
الآن وبعد وصول الإخوان للحكم تعاملت بعكس ما كان عدوها يتعامل معها، فهى ترى أن كل من يخالفها فى الرأى إرهابى يجب «فرمه».. رغم أن المخالفين يعترضون على قرارات الرئيس الإخوانى محمد مرسى الديكتاتورية، فهذا هو موقف جماعات المعارضة من الإنقاذ، حتى البلاك بلوك وإن اختلف التعبير كما تفعل الأخيرة، حيث يستخدم بعض أعضائها العنف، وهو أمر مرفوض، ولكن علينا أن نتعامل معها بالقانون، وليس بالإجراءات الاستثنائية يا دكتور مرسى.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
