مشروع أخونة الولايات المتحدة الأمريكية

سيتعجب البعض من عنوان المقال ويصفه بالمبالغ فيه - كيف تتأخون أمريكا القوة العظمى التى تؤثر فى دوائر صنع القرار فى معظم دول العالم؟.. قبل الإجابة على السؤال، لابد لنا أن نعرف معنى كلمة «أخونة».. إن أخونة الأشخاص أو المؤسسات لا تعنى بالضرورة إدخالهم فى جماعة الإخوان، ولكن معناها الواقعى هو ربط مصالح هؤلاء الأفراد وهذه المؤسسات بدوائر صنع القرار فى الجماعة، وهذا ما حدث أو على الأقل رأيناه فى وثائق حزب النور التى رصدت كيفية تعيين الآلاف فى وظائف حكومية، وليس بالضرورة أن هؤلاء المعينين هم أعضاء بالجماعة لكن ربط مصالحهم برضاء مكتب الإرشاد أو مندوبيه فى المحافظات كفيل بضمان ولائهم للإخوان، وإذا اتفقنا على التفسير السابق لكلمة الأخونة سنجدها تنطبق على الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا، فخطة مكتب الإرشاد لربط صيانة مصالح الأمريكيين فى مصر والشرق الأوسط بوجود الجماعة فى الحكم، وتمكينها من مفاصل الدولة حول أمريكا من دولة حليفة لنظام مبارك العسكرى سابقا إلى دولة حليفة للنظام الإخوانى الدينى الحالى، خاصة بعد زيارة كيرى وزير الخاريجة الأمريكى للقاهرة مؤخرا لدعم نظام الدكتور مرسى بل أصبحت مصلحتها فى المنطقة مربوطة بوجود الإخوان حسب تصورها، ومن هنا نستطيع أن نقول عن اقتناع إن الإدارة الأمريكية الحالية قد تمت أخونتها مؤقتا وسبب لم الشامى على المغربى هو أن الطرفين ينتهجان نفس الفكرة وهى البرجماتية الشديدة، سمعنا هذه الأيام عن الدعوات الملحة لقطاعات كبيرة من المصريين لحث الجيش على التدخل لإنقاذ الوطن من ممارسات النظام الحالى، ومع احترامى الكامل للمؤسسة العسكرية التى لا نشك لحظة فى وطنيتها، لكن لابد أن نسأل هنا سؤالا مشروعا وهو: هل القوات المسلحة، هل تستطيع التحرك بدون الضوء الأخضر الأمريكى، هل أمريكا ستعيد النظر فى أداء النظام الحاكم إن سبب لها صداعا، وعليه هل من الممكن أنها ستستعيد تحالفها الاستراتيجى الذى دام أكثر من ثلاثين عاما مع العسكر.