نور الشريف: شخصية «خلف الله» تحمل إسقاطاً على الواقع وتكشف المتاجرين بالدين

الخميس، 18 أبريل 2013 11:04 ص
نور الشريف: شخصية «خلف الله» تحمل إسقاطاً على الواقع وتكشف المتاجرين بالدين النجم الكبير نور الشريف
حوار - عمرو صحصاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
*استمرار التوترات بين المسلمين والمسيحيين يمكن أن يدفع إلى تدخل أمريكا فى شؤون مصر بحجة حماية الأقباط
فجأة وبدون مقدمات بدأ النجم الكبير نور الشريف تصوير أحدث مسلسلاته «خلف الله» الذى قرر أن يخوض به السباق الدرامى الرمضانى بعد تردد ظل يراوده لفترة.

«اليوم السابع» حاورت الفنان نور الشريف فى افتتاح تصوير مسلسله ليتحدث عن أسباب إصراره على التواجد فى رمضان وعدوله عن قراراه بعدم المشاركة، بالإضافة لآرائه الأخرى فيما يحدث على الساحة السياسية المصرية فى ظل حكم الإخوان.

¿ كنت مترددا فى خوض السباق الرمضانى من عدمه ولكنك فجأة قررت خوض التجربة بمسلسل «خلف الله»، فما الذى جذبك للسيناريو؟
- كنت أبحث عن فكرة أناقش من خلالها ما يدور فى المجتمع المصرى الآن، وهو ما وجدته فى هذا العمل فجذبتنى الحلقات بشدة، وشعرت أن هذا ما أبحث عنه، كما أن شخصية «خلف الله» لم أتطرق لها أو أجسدها من قبل، لذلك قررت أن يكون هذا العمل هو مسلسلى الجديد الذى أطل به على جمهور الشاشة الرمضانية، وأتمنى أن أنفذ هذه الشخصية مثلما أراها فى خيالى، وكما يريد المؤلف والمخرج.

¿ ومن هو «خلف الله»، وماذا تريد أن تقول من وراء هذه الشخصية؟
- رجل بسيط يفقد أسرته بالكامل فى حادث أمام عينيه، وكان يشعر أن هذا سيحدث ولكنه كان يُكذب إحساسه، حتى اصطدم بالواقع، فبدأ يتجه للزهد والتصوف، ومن هنا بدأ يدخل فى علاقات متشعبة ومتفرعة، ويتفاعل مع طبقات مختلفة من الشعب لم يقابلها فى السابق حتى يتفاجأ باتجاهات الناس التى لا تتفق معه، فهو يريد لهم الخير ويبلغهم بالشر قبل حدوثه، ولكنهم يقابلون ذلك بالأذى له، فأريد أن أقول للناس لا تروا الحقيقة من جانب واحد، فمن الممكن أن ينعم الله على شخص بأن يكون لديه بُعد آخر للحدث، وألا يستمع للآخرين لأنهم من الممكن أن يضللوه بل عليه أن يحلل ما أمامه حتى يكتشف الحقائق من حوله، وأنا أرى أن هذه الشخصية تحمل إسقاطا على ما نراه الآن، فالجميع يريد أن يلقى بالتهم على الآخرين دون حقائق أو وقائع مثبتة، ونحن استلهمنا «خلف الله»، من شخصيات تاريخية كثيرة.

¿ هل تحمل من خلال شخصية «خلف الله» إسقاطا على المتأسلمين فى الوقت الحالى أو بعض مستغلى الدين لمصالحهم الخاصة؟
- أقصد بها توضيح الإيمان الصحيح الذى يكون من القلب والإيمان ليس تشددا أو متاجرة بالدين، فهذه الشخصية ستظهر لنا حقيقة أن تكون مؤمنا بالشىء لمجرد أنك تقتنع به وأن هناك إلها مُطلعا عليك، وبين أن تتمسح بالدين فى تحقيق مصالح شخصية أو سعى وراء سلطات، لأن «خلف الله» لا يسعى إلا لإظهار الحقيقة أينما كانت ومهما كلفه الأمر، ولكن الناس كانت دائما ما تتفهم موقفه بشكل خاطئ، فتسعى للإضرار به.

¿ تعود من خلال هذا العمل للدراما الصعيدية ومع نفس مخرج مسلسلك «الرحايا» حسنى صالح، فهل هذا استغلال لنجاحكما معا فى هذا اللون؟
- لم لا؟ فطالما نجحنا فى لون معين معا، فلماذا لا نكرره مرة أخرى وبشكل مختلف، ولكن دعنى أقل لك إننى متخوف بعض الشىء، لأن «الرحايا» حقق نجاحا ضخما وأصبح أحد علامات الدراما الصعيدية المصرية، فأدعو الله ألا نقل عنه نجاحا، بل نكون أعلى منه ونقدم شيئا جديدا ومختلفا.

¿ دائما ما تقبل فى أعمالك على تقديم الوجوه الجديدة والشابة وبعض الممثلين الذين تعيد اكتشافهم.. فمن الذين تراهن عليهم هذا العام؟
- للأسف ضيق الوقت وانشغالى بسفرى لبريطانيا لإجراء بعض التحاليل والكشوفات على قدمى، جعلنى هذا العام أركز فى شخصية «خلف الله» فحسب، وتركت باقى الأمور للمخرج حسنى صالح الذى أثق فى اختياراته، وللشركة المنتجة أيضا وعموما معى فريق عمل جيد أتمنى أن نقدم شيئا مميزا وعملا ناجحا.

¿ كيف ترى قلة عدد الأعمال الدرامية التى ستقدم فى رمضان؟
- بالطبع أجد أنها ميزة لأنه عندما يتم تقديم أعمال درامية تصل إلى 70 مسلسلا فى موسم رمضان فقط، فمن المحال أن يستطيع المشاهد متابعة هذا الكم من الأعمال، وبالتالى ستتعرض أعمال الغالبية العظمى من النجوم للظلم، وسيكون هناك إهدار لإبداع فنانين، فأنا أرى أن قلة الأعمال شىء إيجابى لأنه يعطى الفرصة لمشاهدتها جيدا، ويستطيع المشاهد أن يحكم على العمل الذى يتابعه، ولكن العيب الوحيد الذى أراه فى ندرة أعمال هذا العام، هم الفنيون الذين ينتمون لهذه الصناعة من عمال إكسسوار وديكور وصوت وإضاءة ومجموعات كومبارس، فهناك الآلاف من هؤلاء يعتمدون فى دخلهم السنوى على مسلسلات رمضان، وهذا يؤلمنى، وللأسف نجد أن التليفزيون المصرى بأفرعه المتخصصة فى إنتاج الدراما تراجع، فقطاع الإنتاج مثلا لم يشرع فى التحضير ولو لعمل واحد هذا العام.

¿ ولكن التليفزيون المصرى بقطاعاته يبرر غيابه هذا العام بعدم وجود السيولة المالية التى تتيح له البدء فى أعمال جديدة؟
- فى هذه الحالة عليهم أن يقترضوا من بنك الاستثمار أو غيره حتى لا تشرد الأسر التى تعمل فى هذه الصناعة، فالأمر ليس متوقفا على الفنانين، ولكن على آلاف العاملين الذين لا يجدون قوت يومهم، وهذا يؤدى إلى زيادة نسبة البطالة فى البلاد.

¿ بعض مسؤولى النظام الحالى بمن فيهم وزير الإعلام أصبحوا ينظرون للفن على أنه سلعة للتسلية فقط، فكيف ترى هذا الوضع؟
- أشك أن يكون هذا الغباء مسيطرا عليهم، فالعالم بأكمله يدرك أهمية ودور الفنون فى النهوض بالشعوب، فضلا عن أهميتها فى تأريخ الحقب الزمنية التى يعيشها الناس، فالخمينى حاكم إيران، اضطهد الفن أشد اضطهاد فى بداية حكمه، لكنه بعد ذلك لم يستطع مهاجمته بعدما أدرك أهميته، وأصبحت هناك مؤسسة للسينما أنتجت 14 فيلما فى عهده وقبل وفاته، وأصبحت الفنانات فى عهده محجبات، لكن نحن فى مصر بلد السنة والمسيحية، فمن الصعب أن نجعل المسيحيات يتحجبن مثلا، لكن فى النهاية دعنى أقل مهما أتى حاكم وحارب الفن، فلن يستطيع الاستمرار فى ذلك لأن الفن أحد أهم العوامل التى تستمد منها الدول العظمى قوتها، فهو القوة الناعمة التى لا يستطيع الاستغناء عنها، فأمريكا مثلا من أهم عوامل ريادتها الثقافية سينمات وأفلام هوليود.

¿ بعيدا عن الفن وجاذبيته.. كيف ترى المشهد السياسى الآن؟
- المشهد مقلق ومؤلم للغاية، فلايوجد استقرار فى أى شىء، فالاقتصاد مُنهار، والأمن غير مستقر والديون تزداد، فالبلد تغرق الآن، دون أن تجد من ينقذها، فالجميع يتصارع على السلطة والصعود للقمة، دون الاهتمام بمصلحة البلاد العليا، فكل ما أشاهده فى الساحة الآن تبادل التهم بين الإخوان وجبهة الإنقاذ دون فائدة، ولذلك أصبح الشعب لا يثق فى أى منهما.

¿ من خلال أداء مرسى وحكومة هشام قنديل.. كيف ترى قدرتهما على إدارة أحوال البلاد؟
- الإخوان «صعبانين عليا» لأنهم حكموا البلد فى وضع اقتصادى سيئ، للغاية، وللأسف وعدوا بأشياء كثيرة لا يملكون تحقيقها، وهذا ما أفقدهم مصداقيتهم أمام الشعب، وأنا لا أفهم ما السبب وراء تمسكهم بالحكم، فقد كنت أعتقد أنهم فى حالة فشلهم فى إدارة شؤون البلاد، سيتركونها لغيرهم لكنهم لم يفعلوا ذلك بل صدقوا أنفسهم أنهم هم الأكفأ على الرغم من المآسى التى نراها، فكنت أتمنى أن يتحايل الإخوان على المعارضة بأن تتولى الحكم، وتتحايل المعارضة على الإخوان فى الاستمرار فى الحكم، ووقتها كان الشعب سيشعر أنهما يريدان مصلحة البلاد ليس أكثر، ولكنهما أثبتا عكس ذلك.

¿ وما أهم المآخذ التى تراها على مرسى منذ توليه الحكم وحتى الآن؟
- عدة أشياء لم تعجبنى فى أدائه أهمها تهديداته المستمرة فى بعض خطبه، وهى التى أدت إلى انقسام الشعب من حوله، وعدم خروجه لإلقاء الحقيقة على الشعب حول ملابسات العديد من الأمور سواء الخاصة بالاقتصاد أو الخاصة بالتوترات الأخيرة، هذا بالإضافة إلى سفرياته خارج مصر والتى أنتقد أداءه الرئاسى فيها، وآخرها فى السودان فمن غير المعقول أن يخرج رئيس جمهورية على منبر ويلقى خطبة إسلامية كرئيس جمهورية، فأنا أشكره على علمه الدينى والسماوى ولكن لابد أن يفرق بين عمله كرئيس جمهورية وانتمائه الدينى، ومن هنا تجد أهمية ما فعله عمرو بن العاص عندما فتح مصر فأشرك المسيحيين فى إدارة شؤون البلاد بمعنى أنه لم يتعامل بمبدأ الانتماء الدينى وإنما تعامل بمبدأ القائد المسؤول عن الجميع، وأنا أرى أن مرسى خسر كثيرا من شعبيته، فهل يستطيع أن ينزل ميدان التحرير الآن ويفتح صدره أمام الجميع هناك؟! وعموما أنا أرفض ربط الدين بالسياسة، لأنه لا يوجد سياسى شريف، لأن السياسة تقوم أساليبها كلها على الخداع والمناورة.

¿ من المسؤول عن أحداث الخصوص وأحداث الكاتدرائية التى راح ضحيتها العشرات من المسلمين والمسيحيين؟
- كل المتصارعين على السلطة فى مصر، وليس أحدا بعينه، فهذا المشهد آلمنى بشدة لأننى شعرت أنى أعيش خارج مصر وليس بداخلها فأصبحنا فرجة للعالم بعدما كان الناس يحسدوننا على أمن مصر واستقرارها، وهذا ما أدى إلى كُفر نسبة كبيرة من الشعب بالثورة، وأقولها للمرة المليون استمرار التوترات بين المسلمين والمسيحيين من الممكن أن تؤدى إلى تدخل الولايات المتحدة الأمريكية فى شؤون مصر، بحجة حماية المسيحيين، وهذا ما أخشاه، فلابد أن تظهر الحقيقة ويتم ضرب المخطئ بيد من حديد، فبدون سيادة حقيقية للدولة لن ينصلح حالها، وأنا أحد أفراد الشعب أنتظر أن يبلغنى المسؤولون بالحقيقة.

¿ وكيف تابعت أزمة النائب العام بداية من إقالة عبدالمجيد محمود حتى تعيين طلعت عبدالله واتهامه بأنه يعمل على أهواء الإخوان؟
- أزمة النائب العام من عجائب مصر، الرئيس مرسى أقبل على إقالته فى البداية لأنه كان يدرك أنه بذلك يرضى الشعب، وعندما اتخذ القرار تغيرت الحسابات ولم تتفق المصالح ومن هنا بدأت الانقسامات حول إقالة محمود وتعيين طلعت، وأنا أرفض اتهام النائب العام الحالى بأنه يعمل خصيصا للإخوان ليس دفاعا عنه، وإنما أرفض صراع الأحزاب الذى يؤدى إلى تبادل الاتهامات حتى يضلل الشعب فى النهاية دون أن يعرف الصح من الخطأ، فعندما تتهم شخصا بشىء فلابد أن يكون لديك الأدلة الكافية وتظهرها أمام الشعب بأكمله حتى يكون على علم ودراية بما يحدث من حوله.

¿ ومن وجهة نظرك ما هى الطرق التى يمكن أن تُخرج مصر من أزماتها المستمرة؟
- الحل هو عودة الانتعاش الاقتصادى والذى لن يتم إلا بالأمن، وهو الأمر الذى لن يحدث إلا بهدوء الأوضاع السياسية، فهى منظومة متصلة ومترتبة على بعضها، لذلك لابد من مبدأ المصارحة بين النظام الحاكم والشعب حتى ينصلح حال هذه المنظومة، وأنا أرى أن الرؤية أصبحت غامضة فى ظل الوضع الحالى، ولن يستطيع أحد أن يفعل شيئا فى سنة أو اثنتين أو ثلاث، فنحن نحتاج إلى سنوات لكى تستطيع البلد أن تقف على رجليها فقط، فلا أفهم لماذا الصراع على السلطة.

¿ بعيدا عن أوضاع مصر، الأزمة السورية أصبحت تدخل فى عامها الثالث، دون جدوى فما هو الحل الذى تراه مناسبا لإنهائها؟
- أعتقد أن الوضع هناك سيستمر بعض الوقت لأن أمريكا تريد هذا، فلماذا لم تندفع الولايات المتحدة وتحاول التدخل مثلما فعلت فى العراق وليبيا والسودان، لأن هذه الدول يتواجد بها البترول أما سوريا فليس بها أى مطامع أمريكية، لذلك تركت الوضع هناك بهذا الشكل حتى «يخلص الشعب على بعضه».




























مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة