قنابل بوسطن.. وموقف أوباما من الإخوان

فوكس نيوز محطة أمريكية يمينية لا تحب العرب ولا المسلمين، لكنها ذات تأثير واسع على قطاع كبير من الأمريكيين، منذ أشهر قليلة انتقدت المحطة بشدة ما وصفته بطلب الرئيس مرسى من نظيره الأمريكى الإفراج عن الشيخ عمر عبد الرحمن زعيم الجماعة الإسلامية المسجون على خلفية تفجيرات نيويورك الأولى عام 1993، القناة وصفت الرئيس مرسى بأنه راديكالى وصبت غضبها على أوباما الذى التزم الصمت بعد هذا الطلب، ثم استنكرت بقوة إرسال الأسلحة الأمريكية لمصر التى يحكمها الآن نظام إسلامى متشدد، حسب وصفهم.
وكانت القناة وصحف أخرى منها المعتدل قد حذرت أوباما من اللعب بالنار على خلفية دعمه لنظم الحكم الإسلامى الجديد فى الشرق الأوسط، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، لكن يبدو وبالرغم من كل هذه التحذيرات مضى أوباما فى رهانه على الإخوان، وأعتقد أن لديهم القدرة على إدارة دولة فى حجم مصر وجلب الاستقرار لها، لكن يبدو أن أوباما بدأ يخسر رهانه.
فمنذ حوالى أسبوعين ضربت مدينة بوسطن بقنبلتين أثناء حدث رياضى أدى إلى موت أمريكيين بينهم طفل ولم يمر أسبوع حتى كشفت المباحث الفدرالية عن منفذى العملية، وهما أخوان مسلمان من أصل شيشانى ارتبط الأخ الأكبر بعلاقات مع منظمات إسلامية متشددة، حسب ما جاء فى تقرير الأجهزة الأمنية الأمريكية، وعلى الفور توجهت السهام الحادة مرة أخرى صوب أوباما.
وقد ذكرت بعض المصادر الأمريكية أن أوباما كان يتمنى أن يكون منفذ عملية بوسطن ينتمى إلى جماعات محلية أمريكية لكن تورط إسلاميين بها كان كافيا للإجهاز على إدارته من قبل من يتهمه بتحيزه للإخوان والإسلاميين.
ويبدو أن الفترة القادمة ستشهد تحولا كبيرا فى الموقف الأمريكى تجاه نظام الإخوان، خاصة أننا بدأنا نقرأ تقارير صدرت من معاهد أمريكية مهمة عن زيادة شعبية الجيش المصرى إلى أكثر من %82 وتقييمات أخرى سلبية عن قدرة جبهة الإنقاذ على أن تحل بديلا للنظام الحاكم وعليه، يبدو أن الرهان الأمريكى القادم سيكون على الجيش المصرى الحليف الجديد القديم.