ينظم متحف البيرغامون فى برلين معرضا جديدا يتتبع تاريخ مدينة "الوركاء" التاريخية، الواقعة فى أراضى العراق، كونها أول عاصمة حقيقية فى العالم.
يضم المعرض الذى يحمل اسم "الوركاء... المدينة الكبيرة ذات الخمسة آلاف عام" أشكالاً مختلفة من الأعمال الفنية، بما فيها الأقنعة الشيطانية المصنوعة من الطين، والتماثيل التى تجسد شخصيات الحكام، ومجموعة أخرى من تلك المجسمات والآثار التى يعود تاريخها إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد.
وحسبما ورد بموقع BBC يبرز المعرض أيضا عدداً كبيراً من الحفريات الأثرية فى المدينة، والتى لعب الخبراء الألمان دوراً كبيراً فى استخراجها، إلا أنه وحتى الآن، يرى المنظمون لذلك المعرض أنه لم يجر اكتشاف سوى ما يقل عن خمسة فى المائة من مساحة المدينة التى تمتد فى الصحراء العراقية على بعد 260 كيلو متراً جنوب العاصمة بغداد.
وقال مايكل آيزنهاور، رئيس متاحف مدينة برلين، إن المعرض يهدف لإبراز أهمية مدينة الوركاء، وهى "أول مدينة يمكن الاعتراف بها فى تاريخ الإنسانية"، والتى تمتد أسوارها لما يربو على تسعة كيلومترات ويعتقد أنه كان يقطنها ما يقرب من 40 ألف ساكن فى الألفية الرابعة قبل الميلاد.
وأضاف آيزنهاور أن الأنماط المنظمة لحياة المدينة بدأت فعليا فى الوركاء، حيث كانت المخطوطات والأرشيفات بين الأشياء التى عثر عليها هناك.
وتابع آيزنهاور: "تعتبر الوركاء هى المهد لأشكال النظام الاقتصادى والإدارى المتقدم".
كما يضم المعرض ألواحا طينية تبرز بعض الاتفاقيات والصفقات، مثل عملية لدفع نقود فضية مقابل الحصول على بعض الأحجار القيمة، إضافة إلى قطعة من بيان قديم صادر عن إحدى الإدارات التنفيذية فى المدينة.
كما تخلَّد ذكرى هذه المدينة فى القصيدة الملحمية المعروفة "جلجاميش"، والتى كتبت على الألواح الطينية قبل ما يقرب من ألفى عام على الميلاد، وتتناول حياة ذلك الملك الأسطوري، بينما يتضمن المعرض أيضا تمثالا منحوتا يجسده.
وتضم القطع المعروضة فى متحف بيرغامون، الذى يحوى ضمن جنباته أيضا بوابة عشتار الشهيرة لمدينة بابل، تضم بينها أيضا بعض القطع من مجموعات أخرى موجودة فى برلين وهايدلبيرغ، إضافة إلى قطع مستعارة من المتحف البريطانى فى مدينة لندن ومتحف اللوفر فى مدينة باريس ومتحف أشمولين فى مدينة أكسفورد.
من جانبها، قالت مارغاريت فان إيس من المعهد الألمانى الأثرى إن المنظمين كانوا يأملون أن يؤمّنوا بعض المعارض من العراق، إلا أن الفكرة فشلت نظراً لأن تصريحات التصدير يجب أن يوافق عليها مجلس الوزراء العراقى كله.
وتابعت فان إيس: "لا يعد ذلك أمرا ممكن التنفيذ فى الأوضاع السياسية الحالية فى العراق".
وكان المعرض قد فتح أبوابه للجمهور يوم الخميس الخامس والعشرين من إبريل، ومن المقرر أن يستمر حتى الثامن من سبتمبر من العام الحالى.