على أى أرض عربية بحث حمدى قنديل عن الفرصة التى تساعده على أن يطل إلى جمهوره عبر الفضائيات ليقول ما يؤمن به، وعلى أرض عربية هى دبى تم تكريمه قبل أيام، كشخصية العام الإعلامية من جائزة الصحافة العربية.
حمدى قنديل هو خليط السياسى والإعلامى بما تحب أن ترى هذا الخليط، فى ثوبه الإعلامى هو المحرض ضد الظلم والمحارب للفساد بمهنية رفيعة، وفى ثوبه السياسى هو المناضل الذى يضع قدميه من أجل وطن للحرية والعدالة والكرامة والديمقراطية.
فى مصر وطنه الأول أطلق برنامجه «رئيس التحرير» فى زمن نظام مبارك، فأصبح البرنامج فى تأثيره أكبر من أى حزب سياسى معارض، كانت طلته عبر هذا البرنامج على الفضائية المصرية قادرة على اجتذاب الأسر المصرية، فى وقت كانت الشكوى فيه على أشدها من عجز التليفزيون المصرى، كانت فضائية الجزيرة تغزو بيوت المصريين، وبدلا من رد نظام مبارك عليها بإطلاق فضائية تليق بمصر ومكانتها لجأ إلى لغة الشتائم، ما علينا فقد راح زمن «الجزيرة»، بعد أن أسفرت عن وجهها الحقيقى، لكن استعادة ذكريات هذه الأيام يقفز منها اسم حمدى قنديل.
استطاع حمدى قنديل مع برنامج «رئيس التحرير» أن يهزم «الجزيرة» لمدة ساعة وأكثر أسبوعيا، بعد أن جذب المصريين إلى شاشة التليفزيون المصرى.
الحرفية، المصداقية، الموقف السياسى المبدئى، الثقافة، رباعية يمتلكها حمدى قنديل كلما قدم برنامجا، منذ أن بدأ مسيرته الإعلامية على الشاشة مع ميلاد التليفزيون المصرى فى مطلع ستينيات القرن الماضى، وكانت هذه الرباعية سر نجاح برنامج «رئيس التحرير» الذى تحول إلى سوط يلهب ظهر نظام مبارك، ولأن قنديل عروبى حتى النخاع كانت قضية فلسطين هى الحاضر الدائم فى برنامجه والمقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله ضد إسرائيل.
أوقف نظام مبارك برنامج «رئيس التحرير» فخسر المصريون حزبا سياسيا قويا فى ثوب إعلامى، وأهدى نظام مبارك توقيت البرنامج إلى قناة الجزيرة بعد أن كان المصريون يتركونها لمشاهدته، ومن يؤرخ لمقدمات ثورة يناير لابد أن يضع هذا البرنامج كواحد من عوامل الحراك الذى اتسع فيما بعد، ممثلا فى حركة كفاية، وانتفاضة القضاة، والاحتجاجات الفئوية التى عرفت الطريق لرصيف مجلس الوزراء ومجلس الشعب.
إلى دبى فى دولة الإمارات كانت هجرة قنديل الإعلامية، حيث قدم برنامج «قلم رصاص» على قناة دبى الفضائية، وعليها تتبعه محبوه، ثم توقف بعد 5 سنوات، وعلى الفضائية الليبية قدم حلقات قليلة ثم توقف.
ودع حمدى قنديل تقديم البرامج، لينصرف إلى قضايا مصر، فصار صوتا معارضا قويا فى المنتديات والمؤتمرات السياسية ضد نظام مبارك، وانضم إلى تجمعات سياسية معارضة، حتى كانت ثورة 25 يناير، وهاهو الآن يقف فى خندق المعارضة لحكم الإخوان والدكتور محمد مرسى ليواصل نضاله المعهود.
حصل حمدى قنديل على شخصية العام الإعلامية من جائزة الصحافة العربية بدبى، فأحسنت الجائزة التقدير، وتشرفت الجائزة به كمصرى وطنى قومى كبير، وبعثت الإمارات من خلالها برسالة محترمة بأن خلافها السياسى مع نظام مرسى شىء، وتقديرها ومحبتها للشعب المصرى شىء آخر.