على درويش

أنوار القلب

الأحد، 05 مايو 2013 04:56 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الانشغال بغير الله يأخذ العبد إلى عوالم مادية متغيرة وزائلة ومن ثم فانية.. والخشية من البعد عن الكمال المطلق واحب الوجود أى الله سبحانه وتعالى هو طغيان الماديات وثقل كثافتها أن تؤدى إلى طمس الروح وسد سماع القلب وضمور الخيال الإيمانى وبالتالى جفاف الوجد الذى هو قيثارة المحب الساعى للقرب من المحبوب.

مع كل خطوة صادقة من العبد إلى ربه العلى القدير الذى يملأ الوجود كله يرق الجسد وينحل ويسمو الفعل وتسمو العبارة وتبكى العين ويشدو اللقلب بمحاسن وكمالات الرب المحبوب..
يرى المحب محبوبه فى كل مكان وفى كل شىء وبالتالى يرى كل ما فى الوجود جميلا بل خلابا باهرا وهذا حق لأن الله سبحانه وتعالى هو الجمال المطلق الكامل الذى لا يشوبه نقص وهو الكمال المطلق ذو الأسماء الحسنى التى يتجلى بها لأهل محبتة والمجتهدين فى السعى للقرب من ذاتة القدسية وذلك بإسقاط الحجب البشرية الحسية والمعنوية.

وهذا لا يتحقق إلا بالحب الصادق الذى يبث الحياة فى القلب ويركز البصر والبصيرة على مسبب الوجود وخالقه سبحانه وتعالى فيسمع ويرى أفعال يد القدرة فى الوجود المحيط به وبغيره من الكائنات الأخرى القريبة منه والبعيدة عنه.

وهذه العاطفة الصادقة تتدرج صعودا لتصبح غراما ثم ولهًا حارًا يزيد مادية الجسد نحولا ويزيد قوة الروح قوة على قوتها. ومهما تجرع المحب من أنوار القرب ومن أحاديث القلب من الرب إلى العبد فإنه لا يرتوى بل يسعى إلى المزيد حتى إنه يتمنى - وهو يعلم أنه غير ممكن - أن ينظر إلى وجه ربه الكريم فى عالم الشهادة.. ويقول أبواليزيد البسطامى رضى الله عنه معبرا عن الانشغال بالمحبوب طوال الوقت: وما تطابقت الأجفان عن سنةٍ إلا رأيتك بين الجفن والحدق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

ونعم بالله العلى العظيم........................................مقالتكم مثلكم ياعلى !!

منيرة !!.........وصادقة!!........وطيبة !!

عدد الردود 0

بواسطة:

حسن

كلام ولا اروع يا

ريت كل المقالات كده ولا تحرمنا من مقالاتك ابدا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة