ثقافة الكاوبوى

إلى السيد باراك حسين أوباما، نتفهم اعتمادك على اللوبى الإخوانى فى واشنطن والذى دعمك بأموال النفط للوصول إلى حكم الولايات المتحدة، إننا فى مصر نفهم أيضا أنه للمرة الثانية بعد الأولى فى الخامس والعشرين من يناير 2011 يأخذ منك الشعب المصرى خيوط اللعبة فى الشرق الأوسط ويسبب لك ارتباكا كبيرا يصل أحيانا إلى التخبط وعدم رؤية الحقائق، ولأن المصريين يفهمون مدى الهيستيريا التى سببتها ثورة 30-6 لدوائر صنع القرار فى واشنطن والصفعة القوية التى أعطاها الشعب وجيشه إلى مشروعكم الفاشل الذى يريد استخدام الإسلام السياسى فى عمل تحالف قوى ضد الشيعة الذين تقف من ورائهم روسيا والصين فلا تبالغ فى حالة الإنكار وتحاول إنقاذ ماء وجهك أمام خصومك فى الحزب الجمهورى، كانت دائما أمريكا تعتمد على ثقافة الكاوبوى فى تعاملها مع الشعوب الأخرى، ولكن وللمرة الأولى أرى «كاوبوى» يتصرف بخبث شديد ويدعى المصالحة مع العالم الإسلامى، وهو فى الحقيقة يحيك مؤامرة ضخمة فى الشرق الأوسط لصراع طائفى ومذهبى كانت كفيلة أن نجحت بتقسيم المقسم وتجزئ المجزأ، لقد نظرنا دائما إلى قيم الشعب الأمريكى باحترام، ولا ننكر أن ثقافته أثرت فينا لكن دائما رأينا مدى الفارق بين الرأى العام الأمريكى والإدارات الأمريكية المتعاقبة.
نصيحتى لكم أيها الأمريكيون أن تتعلموا من المصريين وتحاولوا فرض إرادتكم على من تنتخبوه لكى تكونوا أحرارا بحق، فأنتم سجناء إرادة أصحاب النفوذ فى بلادكم، وهم دائما يضعونكم داخل صندوق مغلق حتى لا تفهموا ولا تهتموا بالعالم الخارجى لدرجة أنكم لا تعرفون فى أى قارة تقع مصر على الخريطة، أن ما حدث فى مصر يا سيد أوباما ملحمة شعبية بين أمة أرادت الحرية الحقيقية، وأعلم أنه من الصعب أن تفهم هذا لكن التاريخ سيريكم كيف علم المصريون العالم المعنى الحقيقى للحرية.