ثلاجات مشرحة زينهم لا تكفى الجثث.. «برادات» حفظ الأغذية هى الحل.. والمطهرات والبخور الوسيلة الوحيدة للتخلص من رائحة الموتى.. والأهالى يشكلون لجانا شعبية لحماية الجثث

الأحد، 25 أغسطس 2013 05:07 م
ثلاجات مشرحة زينهم لا تكفى الجثث.. «برادات» حفظ الأغذية هى الحل.. والمطهرات والبخور الوسيلة الوحيدة للتخلص من رائحة الموتى.. والأهالى يشكلون لجانا شعبية لحماية الجثث مشرحة زينهم
كتبت - رانيا فزاع - تصويرأحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رائحة عفنة تستقبلك بمجرد أن تذهب لمحيط مشرحة زينهم لا تستطيع معها سوى أن تضع يدك على أنفك أو تستخدم كمامة طبية.. مواطنون حاولوا بكل ما أوتوا لهم من قوة التخلص من الروائح باستخدام الديتول والمعطرات لمحو رائحة أصبحت جزءا من المكان.. مئات من الجثث لم تجد لها مكانا داخل المشرحة التى أبت ثلاجاتها أن تستقبل المزيد منها، ولم يعد امامها سوى ان تضع تلك الجثث فى برادات لحفظ الأغذية، هذا هو المشهد المسيطر على مشرحة زينهم التى أظهرت الأحداث الأخيرة أن إمكاناتها لا تتوافق مع الأعداد الكبيرة للوفيات التى زاد عددها مؤخرا بعد الصدامات المتكررة بين الشرطة وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسى، ولعل ما حدث مؤخرا من اختفاء ختم المشرحة دليل على مسلسل عدم قدرة المكان على التعامل مع الكم الهائل من الجثث أو التصرف فى الأحداث المماثلة.

لأهالى المنطقة دور واضح فى مساعدة المشرحة فى التعامل مع العدد الهائل من الجثث، وهذا أمر تلحظه بمجرد وصولك للمكان، فتجد صناديق خشبية مجهزة لنقل الموتى بالمجان وأطفالا وقفوا يقدمون المياه المثلجة والعصائر لأهالى المتوفين ويرشون المكان بالمطهرات والبخور للتخلص من الرائحة ومواطنون يشكلون من أنفسهم لجان لتأمين برادات حفظ الجثث المتراصة على أبواب المشرحة.

يقول السيد على أحد سكان المنطقة والذى كان يقف بجوار أحد المبردات التى تعطلت عن العمل محاولا إعادة تشغيلها «قمنا بتوفير صناديق خشبية، وأكفان وعربات لنقل الموتى مجانا لأهالى الضحايا بعد ما رأيناه من عدم قدرة المشرحة على استيعاب العدد الكبير من الجثث».

ويضيف «المبردات» المتواجدة أمام المشرحة لحفظ الجثث، تابعة لأحد شركات الأغذية الشهيرة التى اتصلنا بها مباشرة بعد ما رأينا الأعداد الهائلة من الضحايا وعدم قدرة المشرحة على استيعابها وتعاون معنا صاحب الشركة، لأنه معروف بانتمائه لجماعة الإخوان والتى سقط عدد كبير من أعضائها مؤخرا فى الأحداث.

مؤكدا أن عملهم فى تأمين البرادات أو توفير أدوات مساعدة لأهالى الضحايا فى التكفين، يتم بالاتفاق مع إدارة المشرحة.

مشيرا إلى أنهم قاموا بتصوير الضحايا المجهولين، لتسهيل التعرف على الجثث الذين يصعب التوصل لذويهم.

أمام مشرحة زينهم اختار كريم محمد 14 عاما الوقوف لتقديم خدمات لأهالى الضحايا من مياه مثلجة وعصائر ويقول: «هذه هى المرة الأولى التى أرى فيها أعدادا كبيرة من الضحايا وذويهم، وشجعنى والدى ووالدتى على ذلك».

كريم لا يهاب من الوقوف فترات طويلة أمام برادات حفظ الجثث فهو مشهد اعتاد عليه لأنه يسكن أمام المشرحة مباشرة».

من كريم إلى جمال رضوان شقيق أحد المتوفين الذى جلس أمام المشرحة غاضبا لرغبته فى تغيير مكان وفاة شقيقه المدون خطأ قال «المشرحة لا تستطيع استيعاب العدد الكبير من الجثث وهو ما تلاحظه إذا دخلت لبرادات حفظ الموتى، والتى تآكل عدد كبير منها لعدم جاهزيتها لحفظ الجثث».

مضيفا هذه ليست المشكلة الوحيدة فعامل واحد يجلس أمام الشباك للحصول على معلومات أو إخراج تصاريح لاستلام الجثث، وهو عدد أقل بكثير مما يتناسب مع أعداد المتوفين.

على الشباك الخاص بمشرحة زينهم والذى يتواجد به بالفعل موظف واحد عليك أن تنتظر قرابة ساعة فقط لتستطيع التحدث معه، فهو مشغول ما بين الإجابة على أسئلة المواطنين وإخراج التصاريح وكتابة التقارير ولا يوجد مساعد واحد معه.

يقول أحد العاملين بالمشرحة رفض ذكر اسمه: «الأعداد الكبيرة فاقت كل التوقعات، ولم تستطع إمكانات المشرحة المادية أو حتى البشرية استيعاب هذا العدد الكبير من الوفيات وسكان المنطقة لعبوا دورا هاما فى مساعدتنا».

عدد الثلاجات بالمشرحة والتى لم تستطع استيعاب هذا الكم الهائل من الضحايا سؤال من الصعب الوصول لإجابته خاصة مع حالة رفض أغلب العاملين فى المشرحة الحديث مع الصحفيين، وبالانتقال للدكتور هشام عبدالحميد مدير عام مشرحة زينهم للتعرف على أعداد الثلاجات بالمشرحة والسبب فى عدم قدرة المشرحة على التعامل مع أعداد الضحايا قال: «المشرحة تستطيع التعامل مع أى عدد من الضحايا، ونريد جثثا زيادة لو فيه».

وعند سؤاله عن البرادات الموجودة بالخارج والخاصة بحفظ الأغذية وتستخدم فى حفظ الموتى قال: «هذه مجرد وسيلة نستخدمها للتسهيل على المواطنين للتعرف على ذويهم حتى لا يضطروا الدخول للمشرحة ورؤية كل الجثث».. على الرغم من أن أهالى الضحايا يتعرفون على جثث أبنائهم من خلال صور توفرها لهم المشرحة وهو ما رأيناه أثناء تواجدنا هناك، وبسؤاله عن أعداد الثلاجات المستخدمة فى حفظ الموتى بالداخل أحالنا إلى المتحدث الإعلامى الذى رفض الحديث بدوره.

جدران المشرحة التى مازالت تحتفظ بشعارات رفض لحكم العسكر والإخوان وكلمات تحيى ذكرى الشهداء اختلطت بها أسماء ضحايا محمد محمود مثل جابر حيكا بأسماء ضحايا رابعة العدوية والنهضة باسم محمد الجندى ضحية التعذيب، وكأن هذا المكان الذى يلتقى فيه الجميع دون تفريق.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة