الحسد معناه المتعارف عليه, هو تمنى زوال النعمة من شخص ما, وجرت العادة عندما يحسدنا أحد, فأول ما يتبادر إلى أذهاننا أن هذا الشخص, غيور, حقود, وداخله سواد وغل وغيرة, فهل كل من يحسد بالضرورة يتمتع بهذه الصفات السيئة؟
لا يوجد مجال للشك أن هناك بعض الأشخاص, حين يروا شخصاً سعيداً فى حياته, ذا مكانة اجتماعية مرموقة, ومركز مالى جيد, وحياة أسرية سعيدة, ينتابهم شعور بالغيرة, يصل أحياناً إلى درجة تمنى زوال النعم عنه, بل ورغبته أن يراه محروماً من كل ما لديه؛ من مال وجاه وجمال وأسرة, بعض الناس لديهم عدم رضا وقناعة, لذا نجدهم دائماً يحسدون غيرهم على ما يتمتعوا به, وحتى لو حصلوا عليه يظل لديهم الإحساس أن غيرهم أفضل منهم, وكلما وصلوا لمكانة أعلى لا يشعرون بالرضى, مثل هؤلاء سيظلون طوال حياتهم يحسدون كل من يرون أنه أفضل منهم.
البعض اآهخر حين يرى غيره فى وضع, يتمنى فى داخله أن يصل هو الآخر إليه, لكن دون تمنى أن يزول ما عند غيره, وهذا ما يسمى بالحسد الإيجابى, فيبدأ فى محاولة تتبع خطواته, والاستفادة من نجاحه, حتى يصل إلى ما وصل إليه بمجهوده, فهو هنا ينظر إليه ليس بعين الحاسد, ولكن على أنه قدوة ونموذج يتمنى أن يحتذى به, ويبذل الجهد ليصل إلى ما يتمناه.
أى شخص يشعر بالحسد تجاه غيره عليه أن يسأل نفسه, هل شعوره ناتج عن إحساسه بالنقص, أم عن احتياج لما يملكه غيره؟ ويحاول أن يكتشف نفسه, فمعرفة احتياجاته ستدفعه لمحاولة تحقيق ما يتمناه, فهو بمثابة الدافع الذى يحرك الشخص لتحقيق أمنياته ورغباته وطموحاته, ويبحث عن الوسيلة التى يتبعها, حتى يستطيع أن يصل إلى ما يريد الوصل إليه.
وكما نقول هناك من يتتبعك ليتعلم منك, وهناك من يتتبعك ليسجل عثراتك, فالأول يتتبعك بحب والثانى بحسد, وحتى نجنب أنفسنا أن نحسد غيرنا, علينا أن نثق بقدراتنا, ونحاول أن نحقق ما نتمنى من أهداف وآمال, ونؤمن بأن الله يقسم الأرزاق, وعلينا أن نتمنى للآخرين دوام النعمة, وأن يرزقنا الله القناعة والرضى, لأنها أصبحت للأسف نادرة فى زمننا, وأن نطمح للأفضل دون أن ننظر لغيرنا, وأن يكون لدينا قناعة أن الله قد ميز بعض الأشخاص بموهبة معينة, أو شخص ورث مالاً, فهنا لن يستطيع كل شخص مهما حاول أن يملك ما يملكه غيره.
لمزيد من أخبار المنوعات..
بالصور.. تشكيلة "مليكة" لفساتين المحجبات ببصمة مصرية
تعرف على أسباب انقطاع الإنترنت عن جهازك
بالفيديو والصور.. ثعبان بطول 8 أقدام يبتلع ظبيا كاملا بعد افتراسه
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب "الحسد الإيجابى"
الجمعة، 17 يناير 2014 02:10 م
الخبيرة النفسية راندة حسين