بروايته "الإسكندرية فى غيمة" اختتم الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، ثلاثيته عن مدينة الإسكندرية والتى بدأها برواية "لا أحد ينام فى الإسكندرية" والتى وصلت ضمن قائمة أفضل مائة رواية فى التاريخ، ليصل بالجزء الثالث إلى القائمة الطويلة لجائزة الرواية العالمية "البوكر" فى دورتها السادسة ونسختها العربية 2014.
وفى روايته التى تقع فى 470 صفحة من القطع المتوسط، يكمل "إبراهيم عبد المجيد" مسيرة فى تتبع أحوال الإسكندرية بطريقة تختلف عما هو معروف عن الثلاثيات، فليس هنا أبطال يواصلون رحلتهم إلا قليلا، بل مدينة عظيمة فى ثلاث نقاط تحول كبرى فى تاريخها.
ففى الرواية الأولى كانت "لا أحد ينام فى الإسكندرية" عن المدينة العالمية أثناء الحرب العالمية الثانية، وكيف كانت مدينة للتسامح بين الأديان والأجناس ومعاناة المصريين تحت الحرب، أما الثانية فهى "طيور العنبر" عن المدينة بعد حرب السويس عام 1956، والخروج الكبير للأجانب منها والتحول لتكون المدينة مصرية فقط وتتغير كثير من ثقافتها، أما فى هذه الرواية الأخيرة فى الثلاثية عن المدينة فى سبعينيات القرن الماضى، وكيف ظهرت فى المدينة موجة من الفكر المتطرف دينيا، والذى تحالف معه النظام السياسى فى ذلك الوقت، عصر السادات، وأجهزته الأمنية، لتبدأ الحرب على الفكر التقدمى وتتخلى المدينة حتى عن روحها المصرية وتتغير فيها الأمكنة وعادات الناس ويتراجع فيها التسامح والحرية وتفقد مع مصريتها ما بقى فيها من روح كوزموبوليتانية.
ولقد حملت عنوان "الإسكندرية فى غيمة" على أمل أن تنجلى هذه الغيمة عنها وتعود إلى عصرها الذهبى. والأعمال الثلاثة وهى تشكل ثلاثية المدينة فى تجلياتها المختلفة يمكن أيضًا قراءتها مستقلة كما يمكن قراءتها بالترتيب، وأبطال هذه الرواية هم جيل السبعينات فى شبابه فى الجامعة وما تعرض له من الأجهزة البوليسية التى تحالفت معها الجماعات الإسلامية ذلك الوقت قبل أن ينقلبوا على الرئيس السادات ويغتالوه. هنا دنيا السبعينات بما كانت تحمله من عطر قديم وفنون السبعينات المصرية والغربية وكعادة إبراهيم عبد المجيد فى روايتيه السابقتين لا تنفصل أحداث الرواية عما يحدث حولها فى مصر والعالم.
وتدور الرواية عن مدينة الإسكندرية فى سبعينيات القرن الماضى، حين بدأت الحرب على الفكر التقدمى وتخلّت المدينة حتى عن روحها المصرية وتغيرت فيها الأمكنة وعادات الناس وتراجع فيها التسامح والحرية وفقدت مع مصريتها ما بقى فيها من روح كوزموبوليتانية.
يذكر أن إبراهيم عبد المجيد ولد سنة 1946م بالإسكندرية، وحصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1973م. أصدر إبراهيم عبد المجيد عدة روايات؛ منها: "ليلة العشق والدم"،"البلدة الأخرى"،"بيت الياسمين"،"لا أحد ينام فى الإسكندرية"، و"طيور العنبر، وكذلك نشرت له خمس مجموعات قصصية؛ هى: "الشجر والعصافير"،"إغلاق النوافذ"،"فضاءات"،"سفن قديمة"،"وليلة انجينا".
وقد ترجمت روايته "البلدة الأخرى" إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، كما ترجمت روايته "لا أحد ينام فى الإسكندرية" إلى الإنجليزية والفرنسية، و"بيت الياسمين" إلى الفرنسية.
حصل إبراهيم عبد المجيد على عدد من الجوائز الهامة، منها: جائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن "البلدة الأخرى" عام 1996، وجائزة معرض القاهرة الدولى للكتاب لأحسن رواية عن "لا أحد ينام فى الإسكندرية" عام 1996، وجائزة الدولة للتفوق فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2004م، وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2007.
لمزيد من أخبار الثقافة
ندوة مفتوحة لمناقشة كتاب "نقد الفكر الدينى" بالجيزويت الثقافى
ندوة لمناقشة كتاب "تناقضات المؤرخين" بالمركز القومى للترجمة غداً
رواية "فى قلبى أنثى عبرية" لخولة حمدى تتناول المجتمع اليهودى والمقاومة اللبنانية