فظائع "داعش" تفتح الباب مجددا للهجوم على الإسلام والمسلمين.. مذيع أمريكى: هناك الكثير من القواسم المشتركة مع التنظيم.. وفريد زكريا: الدين يواجه مشكلة فى تكييف نفسه مع العالم المعاصر

السبت، 18 أكتوبر 2014 02:16 م
فظائع "داعش" تفتح الباب مجددا للهجوم على الإسلام والمسلمين.. مذيع أمريكى: هناك الكثير من القواسم المشتركة مع التنظيم.. وفريد زكريا: الدين يواجه مشكلة فى تكييف نفسه مع العالم المعاصر داعش
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن الصعود السريع لداعش مثيرا لفزع الغرب وحده، بل تسبب فى خوف مماثل بين المسلمين فى شتى أنحاء العالم، لأسباب عدة منها أن فكر هذا التنظيم يعادى كثيرا من المسلمين أنفسهم مثلما يعادى غيرهم، كما أن دعايته المروعة تمثل تشويها لصورة الإسلام.

وللأسف أدت الفظائع التى يرتكبها داعش باسم الدين إلى صعود أصوات لم تكن تخفى عدائها للإسلام من قبل، لكنها انتهزت الفرصة لشن هجوم أكثر شراسة على الإسلام والمسلمين.. من بين هؤلاء المذيع الأمريكى الساخر بل مار، الذى اتخذ داعش واجهة لشن هجومه على الإسلام والمسلمين، وقال "هناك الكثير من القواسم المشتركة بين داعش والعالم الإسلامى".

وكان مار يستضيف عدد من الشخصيات البارزة للحديث عن داعش، من بينهم الممثل والمخرج الأمريكى بن أفليك، والكاتب المعروف بإلحاد سام هاريس.. وزعم مار أن الإسلام هو الدين الوحيد الذى يتصرف مثل جماعات المافيا، والذى سوف يقتلك إذا قلت الشىء الخطأ أو رسمت رسما خطأ أو كتبت كتابا خطأ، لكن أفليك رد عليه قائلا "إن هذا الحديث عنصرى ومقزز ومرفوض"، وأضاف: "ماذا عن المليار مسلم غير المتعصبين الذين لا يضربون النساء ويصلون خمس مرات فى اليوم، ولا يفعلون الأشياء التى تقول إن كل المسلمين يفعلونها.. بعضهم يقومون بأفعال سيئة، لكنك تلون الدين بأكمله باستخدام فرشاة عريضة.. وعندما تساءل مار "هل لأن المسلمين أقلية يجب ألا نهاجمهم وننتقدهم"، رد أفليك قائلا "إن المسلمين ليسوا أقلية بل إن الإسلام ثانى أكبر ديانة فى العالم".

ولم يكن هذا الحوار سوى حلقة فى سلسلة من المقالات بالصحافة الأمريكية، بدا أصحابها يشيرون بأصابع الاتهام إلى الإسلام والمسلمين فى نشر الفظائع وإرهاب الآمنين بالعالم.. ففى يوم الجمعة الماضية، كتب الإعلامى الأمريكى البارز فريد زكريا فى صحيفة واشنطن بوست يقول إنه برغم حجم التبسيط والمبالغات فى حديث مار وهاريس، إلا أنهما كانا يتحدثان عن شىء حقيقى، على حد تعبيره.

ويقول زكريا، المسلم المولود فى الهند، "إنه يعرف الحجج المعارضة لاتهام الإسلام بالعنف والرجعية، فهناك 1.6 مليار مسلم، وهناك دول كإندونيسيا والهند بها مئات الملايين من المسلمين لا ينطبق عليهم تل الأوصاف، وهو ما يلقى باللوم على مار وهاريس فى تعميماتهما بشكل عام، لكن دعونا نكون صادقين فالإسلام يواجه مشكلة اليوم، كما يرى زكريا، حيث إن الأماكن التى تواجه صعوبة فى تكييف نفسها مع العالم المعاصر هى مسلمة.

وحاول زكريا تبرير حجته بنتائج استطلاع للرأى أجرى عام 2013، ووجد أن هناك سبع جماعات مسلمة بين أكبر 10 جماعات قامت بارتكاب هجمات إرهابية، ومن بين أكثر 10 دول شهدت هجمات إرهابية، كان سبع منها ذى أغلبية مسلمة، وفقا لاستطلاع لمركز بيو.. وفى تصنيفه للدول من حيث مستوى القيود التى تفرضها الحكومات على حرية ممارسة الدين، كان هناك 19 دولة ذات أغلبية مسلمة من بين أول 24 دولة فى هذا المجال.

وذهب زكريا فى مقاله إلى القول بأن هناك سرطانا داخل الإسلام اليوم، فأقلية من المسلمين ينتهجون العنف والتعصب ويتبنون مواقف رجعية من المرأة والأقليات، وفى حين أن بعضهم يواجه هؤلاء المتطرفين، فإن هذا الأمر ليس كافيا، وتساءل الكاتب عن عدد المسيرات الحاشدة التى شهدها العالم العربى ضد تنظيم داعش.

وبرغم ذلك انتقد زكريا ما قاله سام هاريس بأن الإسلام المسئول عن كل الأفكار السيئة، ورأى أنه لو كان الأمر كذلك، لكنا رأينا 14 قرنا من هذا السلوك العنيف والمتعصب بما أن فجر الإسلام ظهر منذ 1400 عام.
ومضى قائلا "إن هناك فترات كان فيها العالم الإسلامى منفتحا ومعاصرا ومتسامحا وسلميا، وهو ما يشير إلى أن المشكلة ليست فى الدين، وأن ما يحدث يمكن أن يتغير مرة أخرى.

وكان برنامج بل مار سببا فى فتح صحيفة نيويورك تايمز النقاش أيضا، حول الدور الذى يمكن أن يقوم به المسلمون للرد على فظائع داعش، وقالت "إن صعود التنظيم فى الشرق الأوسط، ونشر التطرف بين الشباب المسلم حول العالم قد دفع بعض الليبراليين إلى إدانة الإسلام نفسه، كدين عنيف ومتعصب.

ونشرت الصحيفة عدة مقالات لمسلمين يدافعون فيها عن الدين، وأكدوا رفضهم لداعش كبشر قبل أن يكونوا مسلمين، وقالت الناشطة الأمريكية المسلمة ليندا سارسور إن اعتذار المسلمين عن مذابح داعش يعزز التصورات بأن الجماعة الإرهابية لها علاقة بالمسلمين، وتابعت قائلة "إنها لا تتوقع أن يعتذر البوذيين عن المذبحة التى ارتكبها البوذيون المتطرفون بحق المسلمين فى بورما أو انتهاكهم لحقوق الإنسان فى سريلانكا، ولا أن يعتذر المسيحيون عن المذبحة التى ارتكبها الصرب ضد المسلمين فى البوسنة، قبل عقدين وعلى قتل ميليشيات جيش الرب والميليشيات المسيحية فى أوغندا للمسلمين وتطهيرهم عرقيا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة