ووصف "ديل" تونس بأنها الحالة الشاذة الظاهرة فى الشرق الأوسط، حيث تدور المعركة بين تنظيم داعش الإرهابى وخصومه المستبدين على جثث العرق وسوريا. وفى يناير الماضى، أقرت تونس دستوراً ينص على توازن القوى بين البرلمان الذى يتم اختياره فى تلك الانتخابات، وبين الرئيس الذى سيتم انتخابه شعبياً الشهر المقبل.
وأشار الكاتب إلى المنافسة بين حزب النهضة والأحزاب العلمانية الأخرى للفوز بأكبر عدد من المقاعد فى البرلمان، بينما يدعو النهضة إلى تشكيل ائتلاف يضم كل الأحزاب، واختار ألا يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
ونقل "ديل" عن لطفى زيتون، القيادى بحزب النهضة، قوله، "لقد تعلمنا الدرس من مصر"، حيث أدى انتخاب إسلامى متصلب الرأى إلى الإطاحة به. وأضاف، "قررنا فى هذه المرحلة من العملية الديمقراطية أننا نحتاج إلى توحيد البلاد، وليس إثارة الانقسام فى المشهد السياسى".
واعتبر "ديل" أن تلك الاستراتيجية وواضع رؤيتها، راشد الغنوسى، تبدو بلا شك استثنائية فى المشهد العربى، لكن هل تونس تمثل حالة شاذة بالفعل؟.
ويجيب الكاتب على هذا السؤال قائلا، إنها بطرق ما ليست كذلك، فمثل أغلب مناطق الشرق الأوسط، غرقت تونس فى حالة من البيروقراطية ونظام تعليمى سىىء وسيل من الشباب غير قادر على إيجاد عمل. كما أن لتونس نصيبها من التطرف، ويعتقد أن ثلاثة آلاف تونسى قد سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى داعش أو الجماعات التابعة للقاعدة.
ويلقى بعض التونسيين باللوم فى صعود التطرف على النهضة أو على الانفتاح الديمقراطى، وهم بذلك يحاكون، كما يزعم الكاتب، دعاية النظام فى مصر الذى يسعى مثلما كان يفعل زين العابدين بن على وحسنى مبارك إلى الإيحاء بأنه هو والثيوقراطية الإسلامية المتمثلة فى داعش البديلين الوحيدين فى المنطقة.
وكعادته، استغل ديل مقاله للهجوم على مصر، بل وانتقد الإدارة الأمريكية والرئيس باراك أوباما لمقابلته الرئيس عبد الفتاح السيسى على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى، دون أن يقوم أو وزير خارجيته جون كيرى بلقاء راشد الغنوشى الذى كان فى واشنطن فى نفس الشهر.
![](http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/daily/tunisis22.jpg)