كشف مرصد منظمة التعاون الإسلامى للإسلاموفوبيا، أن تنامى ظاهرة الإسلاموفوبيا والحوادث المعادية للمسلمين المرتبطة بها فى العالم، خاصة خلال سبتمبر الماضى، يرجع فى الأساس إلى ظهور تنظيم داعش، وذلك على الرغم من مواقف الدول الإسلامية الواضحة ضد هذا التنظيم وأيديولوجيته المتطرفة، وتفسيراته المضللة التى بقيت مهيمنة فى بعض الأرجاء.
وأوضح الرصد فى تقريره أنه على مستوى بعض وسائل الإعلام الغربية، كان هناك تعمد واضح لربط أيديولوجية تنظيم داعش بشكل صارخ بقيم الإسلام وأحكام شريعته، إضافة إلى ذلك، جرى بشكل عام توظيف سلسلة الممارسات العنيفة التى قام بها تنظيم داعش بحق مدنيين على نحو تعسفى لتشويه سمعة الإسلام والمسلمين، حيث تم تداول عدة مقولات من قبيل "تنظيم داعش يبرز الوجه الحقيقى للإسلام"، و"الإسلام لا مكان له فى المجتمعات المتحضرة"، و"المسلمون لا يستطيعون العيش فى مجتمعات قوامها على المساواة والحرية"، وفى حالات أخرى، جرى التحدث عن الإسلام من خلال تصنيفه بالتوازى مع النازية والفاشية والشيوعية.
وأشار التقرير إلى أنه فى الولايات المتحدة، بدأ الاتجاه السلبى فى الاشتباه حيال النشاطات الدينية للمساجد، حيث دُعيت الحكومة الأمريكية إلى التجسس على المساجد لوقف تجنيد عناصر لتنظيم داعش، على الرغم من عدم وجود أدلة على أن هذا التنظيم يستخدم المساجد كمراكز لاستقطاب الجهاديين، ووفى أوروبا، كانت المؤشرات العامة أكثر سلبية، حيث عانى المسلمون فى القرم من الضغوط الروسية المتزايدة، وذلك بعد ما أُجبروا على إتلاف الكتب الإسلامية والمواد المدرجة فى القائمة السوداء الروسية، بحسب بعض التقارير الإعلامية. وفى المملكة المتحدة، صدرت دعوات لحظر أجزاء من القرآن الكريم يُنظَر إليها على أن فيها دعوة إلى العنف. وفى ألمانيا، هوجمت بعض المساجد. وفى فرنسا، حيث التحيز للأيديولوجية العلمانية التى يفترض فيها التمييز الواضح بين المعتقدات الشخصية والشأن العام، شكل الإسلام استثناءً، حيث تم التعرض للسيدة المسلمة التى تم تعيينها وزيرة، وتم استهدافها بجملة من الافتراءات.
وفى أستراليا، تنامت المشاعر المعادية للإسلام وانتشرت فى جميع أنحاء البلاد على نحو لم يسبق له مثيل، حيث لم يُخفِ عدد كبير من أعضاء مجلس النواب والسياسيين والشخصيات الأكاديمية، والمواطنين العاديين مخاوفهم من الإسلام، وذلك مع إطلاق حملة ضد أبناء الجالية المسلمة فى البلاد. وجرى استخدام مصطلحات الإسلام والمساجد والشريعة وداعش بعضها محل بعض فى العلن دون تمييز أو تدقيق. وتمت مقاطعة بناء المساجد، وازدادت وتيرة جرائم الكراهية بحق المسلمين، وتم تخريب مساجد، وتعرضت نساء مسلمات لانتهاكات وتهديدات. ومع ذلك، أظهرت الحكومة الأسترالية موقفاً حازماً لمواجهة الحملات التى تستهدف عزل المسلمين فى البلاد.
على صعيد التطورات الإيجابية، سجل المرصد بارتياح بعض المؤشرات الإيجابية فى مواجهة حملات التشويه لصورة لإسلام، وبخاصة ضد مساعى الربط بين الإسلام والتطرف. ففى الولايات المتحدة، وبمناسبة ذكرى الحادى عشر من سبتمبر، انتظمت ضمن فعاليات تخليد الذكرى السنوية للمأساة وبرعاية عائلات الضحايا حملة لمكافحة الإسلاموفوبيا. كما قدم عمدة نيويورك بياناً بهذه المناسبة أعرب فيه عن رفضه للحملة الشرسة المعادية للإسلام فى وسائل النقل العام للمدينة. وفى بريطانيا، أصدرت شخصية عامة شهادة إيجابية حول تجربة التعامل مع المسلمين المسالمين، قائلاً: "إن الإسلام يشكل منبعاً للغنى الثقافى وليس مصدراً للتهديد، كما أطلق ناشطون مسلمون شبابا عبر وسائل التواصل الاجتماعى هاشتاغ لمناهضة أيديولوجية داعش حقق تأييداً واسع النطاق. أما فى كندا والنمسا، فنُظمت فعاليات تضامنية مع المسلمين جاءت لموازنة محاولات تشويه دينهم.
وخلُص التقرير إلى استمرار الجهود الرامية إلى بناء فهم أفضل بين الأديان والحضارات من خلال التركيز على الحوار على الرغم من التحديات الجسام. ففى الولايات المتحدة، اجتمع زعماء دينيون مسيحيون ومسلمون وهندوس وبوذيون ويهود وبهائيون فى ولاية نيفادا لإرساء أسس أقوى لمجتمع متعدد الثقافات.
"مرصد التعاون الإسلامى للإسلاموفوبيا" تنامى الحوادث المعادية للمسلمين بفعل ممارسات داعش
الأربعاء، 29 أكتوبر 2014 03:18 م
تنظيم داعش - صورة أرشيفية