بوركينا فاسو برئيسين مؤقتين والمعارضة غائبة.. المتحدث السابق باسم الجيش يعلن توليه مقاليد الحكم لضمان انتقال آمن للسلطة.. ورئيس الأركان: سأتولى مسئوليات رئيس الدولة وفق الإجراءات الدستورية

السبت، 01 نوفمبر 2014 12:37 م
بوركينا فاسو برئيسين مؤقتين والمعارضة غائبة.. المتحدث السابق باسم الجيش يعلن توليه مقاليد الحكم لضمان انتقال آمن للسلطة.. ورئيس الأركان: سأتولى مسئوليات رئيس الدولة وفق الإجراءات الدستورية اللفتنانت كولونيل زيدا
واجادوجو : وكالات الأنباء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عسكريان أعلن كل منهما نفسه رئيسا مؤقتا لبوركينا فاسو.. هذا هو الوضع الحالى الذى تشهده الدولة التى تقع فى غرب أفريقيا، فبعد إعلان الرئيس بليز كومباورى تنحيته عقب خروج مظاهرات رافضة لاستمراره فى الحكم، قال رئيس هيئة أركان الجيوش الجنرال نابيرى اونوريه تراورى إنه سيضطلع بـ"مسئوليات رئيس الدولة وفق الإجراءات الدستورية"، رغم أن تولى مسئوليات الرئاسة بالإنابة يعود إلى رئيس الجمعية الوطنية فى حال "شغور" الحكم بموجب القانون الأساسى فى بوركينا فاسو، وبعد ذلك قال المتحدث السابق باسم الجيش إسحاق زيدا توليه منصب رئيس بوركينا فاسو حتى الانتخابات المقبلة، وفقا لما ذكرته إذاعة "أوميجا إف إم".

وقالت الإذاعة "أعلن اللفتنانت كولونيل زيدا رسميا أنه سيتولى مقاليد الحكم فى البلاد لضمان انتقال آمن للسلطة"، وجاءت هذه الخطوة بعد يوم من إعلان تراورى توليه السلطة وقال تراورى فى بيان "مع الأخذ فى الحسبان فراغ السلطة الذى حدث نتيجة لذلك، ونظرا للحاجة الملحة لحماية حياة الأمة، سأضطلع من اليوم بمسئولياتى كرئيس للدولة".

وأعرب العديد من المحتجين أمس عن عدم ترحيبهم بتولى تراورى رئاسة البلاد، حيث إن وصوله إلى منصبه القيادى فى الجيش حدث فى ظل حكم كومباورى، وقال محللون إن الجيش منقسم وإن زيدا أراد أن يقود الفترة الانتقالية بنفسه، كما أن هناك اتهامات للجنرال تراورى بأنه مقربا جدا من رئيس الدولة السابق.

الكولونيل اسحق زيدا الذى يترأس مجموعة من الضباط الشبان بدأ بالفعل ممارسة مهامه اليوم السبت، مقررا فى مرحلة أولى "تعليق" العمل بالدستور، ثم ما لبث أن أعلن إقفال الحدود البرية والجوية، وهذا ما أكده مصدر فرنسى، وكذلك "تولى الحكم" من قبل "القوى الحية فى الأمة والقوات المسلحة الوطنية" التى يمثلها.

كذلك أعلنت المجموعة مدعومة بمكونات هامة من المجتمع المدنى بينها منظمة "مكنسة المواطن" رأس حربة الحراك المناهض لكومباورى، أنها ستشكل قريبا "هيئة انتقالية" جديدة من أجل العمل على "عودة سريعة" للنظام الدستورى.

وفجر اليوم أعلن الكولونيل زيدا بدوره أمام كاميرات تليفزيون خاص إنه "يضطلع" بمسئوليات "رئيس المرحلة الانتقالية" و"رئيس الدولة"، داعيًا "كافة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى" إلى تحديد "الأطر" و"المضامين" لمرحلة "انتقالية ديمقراطية هادئة"، وفى وقت لاحق وصف فى مقابلة تصريحات منافسة بأنها "باطلة".
ومن المقرر أن يلتقى الكولونيل زيدا اليوم مع الجنرال المتقاعد كوامى لوجيه الذى يحظى من جهته بتأييد شعبى وطالب المتظاهرين بأن يتولى إدارة البلاد مؤقتا.

وكان لافتا أن المعارضة لم تتخذ من ناحيتها أى موقف صريح، وقال زعيمها زيفرين ديابريه ردا على سؤال لوكالة فرانس برس عن موضوع هذه الانقسامات بين العسكريين "يعود إليهم أن ينظموا أنفسهم.. آمل أن يتوصلوا إلى تفاهم"، مضيفا "نتوخى أن يقول الجيش لنا ما يعتزم فعله بالنسبة للمرحلة الانتقالية، لنقول لهم ما نفكر به"، آملا أن تستمر هذه المرحلة الانتقالية نحو نظام مدنى أقل من عام.

وقد عبر شركاء لبوركينا فاسو --فرنسا، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبى عن تمسكهم بانتقال مطابق للشرعية الدستورية، فبوركينا فاسو لم تعرف سوى رئيس واحد فى السنوات السبع والعشرين الأخيرة هو بليز كومباورى الذى وصل إلى الحكم فى 1987 على أثر انقلاب عسكرى، ثم شغل ولايتين من سبع سنوات وكان يستعد لإنهاء ولايته الثانية من خمس سنوات، لكن رغبته فى مراجعة الدستور ليتسنى له الترشح إلى الانتخابات الرئاسية المرتقبة فى 2015 أدت فى نهاية المطاف إلى نهايته، مع التظاهرات التاريخية الثلاثاء التى أنزلت مئات آلاف الأشخاص إلى شوارع العاصمة، ومع الإبقاء على التصويت الخميس فى البرلمان على تعديل الدستور والسماح له بالاحتفاظ بالحكم اشتعل الوضع فى بوركينا فاسو، وتم إحراق مقر الجمعية الوطنية واقتحم مقر التليفزيون العام ووقعت أعمال عنف فى المناطق، فضلا عن دعوات إلى استقالة الرئيس، وفى نهاية المطاف اضطر بليز كومباورى إلى التنحى قبل عام من نهاية ولايته الأخيرة.

وقال كومباورى الجمعة فى بيان "حرصا على صون المكتسبات الديمقراطية وكذلك السلم الاجتماعى (...) أعلن التنحى عن الحكم، تمهيدا للبدء بفترة انتقالية".. وعمت فى أعقاب ذلك مظاهر الابتهاج والفرح فى واغادوغو.

وبعد عمليات نهب وتخريب واسعة فى واجادوجو مساء أمس الجمعة، ساد الهدوء اليوم إلى العاصمة التى عادت فيها حركة السير إلى طبيعتها وفتحت المحلات التجارية الصغيرة فيها، كما دعت حركة المواطن التى قادت أيضا الحراك المناهض لكومباورى، الشباب إلى المشاركة فى حملة تنظيف لإزالة الحطام من شوارع المدينة.

وبحسب دبلوماسية فرنسية فإن الرئيس المخلوع توجه "نحو جنوب" بوركينا باتجاه مدينة بو القريبة من الحدود مع غانا، كما أكد الكولونيل زيدا أن الرئيس السابق موجود "فى مكان آمن" وسلامته "الجسدية والمعنوية مضمونة".

ويرى كثيرون أن ما حدث فى بوركينا فاسو يمثل تحذيرا لأى رئيس أفريقى قد يحاول، كما فعل كومباورى، تعديل دستور البلاد ليستمر فى السلطة.

وخلال 27 عاما من الحكم، فرض بليز كومباورى رئيس بوركينا فاسو نفسه وسيطا لا غنى عنه فى الأزمات الأفريقية لكنه أخفق فى التعامل مع حركة احتجاجية واسعة فى بلدة أجبرته على الاستقالة، ففى أوج أعمال عنف شعبية وتحت ضغط الجيش، قرر كومباورى "63 عاما" الجمعة فى نهاية المطاف مغادرة السلطة.
بقى كومباورى وفيا لسمعته كرجل متكتم وتأخر دائما فى كشف نواياه، لكن الآلاف من مواطنيه خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم "لرئيس مدى الحياة"، عند الإعلان عن مشروع لمراجعة الدستور كان يفترض أن يسمح له بالترشح للانتخابات الرئاسية فى 2015، وكان الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند عرض عليه فى أكتوبر الماضى دعمه لشغل منصب دولى إذا تخلى عن هذا المشروع، لكن من دون جدوى.

وفى مقابلة مع مجلة جون افريك الأسبوعية فى يوليو الماضى، قال كومباورى إنه "صغير جدا فى السن لهذا النوع من الأعمال"، وقال إنه ليس مستعجلا على التقاعد مؤكدا أنه الضامن لاستقرار هذا البلد الفقير الواقع فى منطقة الساحل.

ولد كومباورى فى 1951 فى واجادوجو لعائلة من الموسى أكبر اتنية فى البلاد، وكان "بليز الجميل" الكابتن السابق تولى السلطة فى 1987 وهو فى السادسة والثلاثين من العمر على أثر انقلاب، وفى هذا الانقلاب قتل رفيق دربه وصديق طفولته الكابتن توماس سانكارا مهندس "الثورة الديمقراطية الشعبية".

وبعد "عملية تصحيح" فى بداية حكمه من أجل طى صفحة عهد سانكارا، شهدت تصفية معارضيه، غادر كومباورى السلك العسكرى وأقر التعددية الحزبية فى 1991، لكن هذا لم يمنعه من تعديل المادة 37 من الدستور مرتين، ففى 1991 سمح القانون الأساسى بانتخاب الرئيس لسبع سنوات تجدد مرة واحدة. وشطبت عبارة "مرة واحدة" فى 1997 ما يسمح له بالبقاء فى السلطة مدى الحياة.

لكن "قضية زونجو" التى تحمل اسم صحفى عثر عليه ميتا مع ثلاثة أشخاص آخرين بينما كان يحقق فى قضية قتل تورط فيها شقيق الرئيس، سببت أزمة سياسية خطيرة بعيد انتخابه فى 1998.

وفى العام 2000 تم تعديل الدستور مجددا لتصبح مدة الولاية الرئاسية خمس سنوات قابلة للتمديد مرة واحدة، إلا أن المجلس الدستورى سمح بترشح كومباورى فى 2005، مشيرا إلى أن مراجعة "القانون الأساسى" لا تتسم بمفعول رجعى.

وكان يفترض أن ينهى كومباورى فى 2015 ولايته الرئاسية الثانية من خمس سنوات بعد ولايتين آخرتين تمتد كل منها سبع سنوات (1992-2005)، وكان مشروع القانون المطروح الذى آثار غضب معارضيه ينص على زيادة عدد الولايات الرئاسية لجعلها ثلاث بدلا من اثنتين.

وبليز كومباورى الذى يحتل المرتبة السادسة فى مدة الحكم بين قادة أفريقيا، يعود إليه الفضل فى وضع بلده الصغير الذى لا يملك منفذا على البحر فى قلب الحياة الدبلوماسية الأفريقية عندما فرض نفسه كأحد أكبر الوسطاء فى الأزمات التى تهز القارة، ويتمتع كومباورى بمكانة كبيرة فى الخارج وخصوصا فى فرنسا على الرغم من عمليات تهريب الأسلحة والألماس مع متمردى أنغولا وسيراليون التى تدينها الأمم المتحدة، وقربه من الزعيم الليبى السابق معمر القذافى والليبيرى تشارلز تايلور. وهو يقوم بوساطة فى مالى أيضا.


موضوعات متعلقة..

منظمة العفو تدعو بوركينا فاسو لوقف استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة