عصام حجى لـ"آخر النهار":المصريون يصرفون سنويا على رسائل المحمول ما يقارب ميزانية "روزيتا"..أحد علماء المهمة فصل من عمله بمصر منذ عامين..بدأنا فى استقبال بيانات ممتازة..والفقر والجهل مصدر إحباط الشباب

السبت، 15 نوفمبر 2014 01:40 ص
عصام حجى لـ"آخر النهار":المصريون يصرفون سنويا على رسائل المحمول ما يقارب ميزانية "روزيتا"..أحد علماء المهمة فصل من عمله بمصر منذ عامين..بدأنا فى استقبال بيانات ممتازة..والفقر والجهل مصدر إحباط الشباب الدكتور عصام حجى
كتب محسن البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عاد الأمل مرة أخرى لرحلة الفضاء "روزيتا" عقب سقوط المسبار "فيلة" فى حفرة على المذنب "67 بى" وتعرضها لنفاذ البطاريات، حسبما أفاد الدكتور عصام حجى، المستشار العلمى السابق لرئيس الجمهورية، رئيس مركز أبحاث الفضاء الأوروبى، بالأمس.

وأكد "حجى"، فى مداخلة عبر "سكاى بى" ببرنامج "آخر النهار" مع الإعلامى محمود سعد عبر فضائية "النهار"، مساء الجمعة، أن جميع الأجهزة داخل مسبار الفضاء "فيلة" بدأت العمل على المذنب أمس، وتقوم بالتقاط البيانات المطلوبة، وتم الحصول على معلومات ممتازة جدًا بخصوص التصوير بالرادار وتحليل التربة فى موقع الإنزال، موضحًا أنه "خلال شهور بعد إنهاء المرحلة العلمية الأولى سيكون هناك أكثر من بحث علمى سينشر فى الدوريات العملية".

وقال "حجى": "المركبة موجودة فى مكان يشبه الحفرة، ونعمل على فهم سيناريو ما حدث"، مؤكدًا أن عملية الإنزال على المذنب تعد إنجازًا فى حد ذاته.

وأشار "حجى"، إلى أن عملية هبوط المركبة تمت على ثلاث مرات لضعف جاذبية المذنب وهى حاليًا فى وضع مستقر، مشيرًا إلى أن مدة عمل "فيلة" لن تتخطى ثلاثة شهور وسيتوقف عملها نهائيًا خلال أسابيع أو أشهر حسب درجات الحرارة على سطح المذنب، بعد الحصول على المعلومات المطلوبة.

وذكر رئيس مركز أبحاث الفضاء الأوروبى، إن المركبة "فيلة" تعمل ضمن المهمة الفضائية "روزيتا" وصلت المذنب "67 بى" منذ ثلاثة أشهر، وبدأ الإنزال فى 12 نوفمبر الحالى، وهى تحمل مجموعة من الأجهزة التى ستقوم بتحليل ودراسة سطح المذنب والتعرف على التكوين الكيميائى له، مؤكدًا أن هذه الدراسات تمثل أهمية كبرى للإنسانية حيث ستكشف نشأة الحياة وتطورها على كوكب الأرض وتاريخ نشأة المجموعة الشمسية.

وأشار إلى مهمة فريق المركبة إجراء دراسة هذا المذنب والعناصر المؤسسة له لمعرفة العناصر الكيمائية، التى أسست المواد العضوية المتسببة فى نشأة المياه والحياة على كوكب اللأرض، موضحًا أن المركبة تحتوى 14 جهازًا بينها جهازان مساهمة من وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، بجانب الفريق العلمى والإنفاق معظمه من الاتحاد الأوروبى وجزء من المساهمات من ناسا.

وأضاف رئيس مركز أبحاث الفضاء الأوروبى، أن المركبة "فيلة" صنعت عام 2002 وانطلقت فى 2004 ووصلت النيزك هذا العام، حيث إن المسافة بين كوكب الأرض والمذنب تتجاوز 500 مليون كيلومتر، مشيرًا إلى أن تكلفة هذا المشروع بلغت مليار و400 مليون دولار.

وكشف "حجى"، أن مهمة فريق المركبة إجراء دراسة هذا المذنب والعناصر المؤسسة له لمعرفة العناصر الكيمائية، التى أسست المواد العضوية المتسببة فى نشأة المياه والحياة على كوكب اللأرض، مضيفًا "النزول على سطح المذنب سيجيب على السؤال الأهم فى تاريخ البشرية، وهو كيف بدأت الحياة على كوكب الأرض".

وأشار إلى أن نزول الإنسان على القمر لم يكشف كيف نشأت الحياة لكن النزول على المذنب سيعطينا بعض الإجابات.

وقال المستشار العلمى السابق لرئيس الجمهورية، إن الثمن المدفوع فى المشروعات العلمية، سيساهم فى النهوض والتقدم للشعوب وسيخرج الشباب من دائرة اليأس والاحباط ويحفزهم على العلم، مشيرًا إلى أن مصروفات المصريين على رسائل الموبيل سنويًا تقترب من ميزانية المهمة "روزيتا".

وشدد "حجى"، على ضرورة محاربة الفقر والجهل والمرض لأنها المصدر الأساسى للإحباط فى الشارع المصرى، والتربة الخصبة للإرهاب والتعصب، مضيفاً "العلم ليس رفاهية والدول أصبحت غنية لأنها انفقت على العلم، ومن المحزن أن يبتدع المصريون القراءة والكتابة قبل آلاف السنين ونرى نصفهم لا يجيدها الآن"، مشيدًا بمشروع الفضاء المصرى "إيجيبت سات 1" و" إيجيبت سات 2".

وأهدى المستشار العلمى السابق لرئيس الجمهورية، نجاح رحلة الهبوط للمركبة "فيلة" على المذنب "67 بى" للشباب المصرى، مؤكدًا أن أصغر عالم مشارك بالفريق العلمى القائم على الرحلة روزيتا هو الدكتور أحمد الشافعى فصل من عمله بمرصد علوم الجيوفيزيائية والفلكية بمصر منذ عامين، والآن يشارك فى هذه المهمة.

وتابع: "الناس تشعر بالإحباط لأنها لا ترى المستقبل.. وينقصنا أن نؤمن بعضنا البعض ونتسامح بعيدًا عن الإحباط والمزايدات الوطنية والتخوين، فقوة الشعوب تكمن فى مسامحة بعضها البعض ومحاربة الفقر والجهل والمرض".

وأكد، أنه لا يمكن لأى مصرى أن يرفض مساعدة وطنه، مؤكدًا أن علماء مصر بالخارج ليسوا أوصياء على العلم، وعليهم دور مهم فى مساعدة المصريين، مشيرًا إلى أن متوسط الفريق العلمى القائم على الرحلة الفضائية يتكون 220 باحثًا علميًا من دول مختلفة فى العالم، بمعدل 16 عالمًا على كل جهاز بينهم أربعة علماء مصريين شاركوا فى تلك المهمة الفضائية، وهم، رامى المعرى 35 سنة مهمته تتلخص فى التقاط الصور من على سطح المذنب لدراسة التكوينات الجيولوجية على سطحه، بجانب د.أحمد الشافعى 28 سنة، باحث بالولايات المتحدة الأمريكية وزائر فى وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ويدرس الخواص الفيزيائية المساهمة فى دراسة كفاءة الإنزال على سطح المذنب، والدكتور عصام معروف وهو متخصص فى دراسة الموجات الكهرومغناطيسية القادمة من المركبة "روزيتا" ومن خلالها يتم التعرف على مجال الجاذبية حول المذنب.

وأوضح رئيس مركز أبحاث الفضاء الأوروبى، أن الرحلة "روزيتا" ترجع تسميتها بهذا الاسم تيمننا بحجر رشيد الذى كشف أسرار الكتابة المصرية القديمة، معبرًا عن حزنه لما تشهدها الحضارة المصرية من إهمال قائلاً "أشعر بالحزن الشديد حينما أرى الأيادى والأسماء المصرية تصل إلى نجوم السماء ولا يوصلها الإعلام المصرى للمواطنين".

وانتقد "حجى" عدم تناول الصحف المصرى للرحلة الفضائية العملاق "روزيتا" قائلاً " الصحف العالمية أظهرت الحدث التاريخى فى هبوط المركبة "روزيتا" على سطح المذنب بالصفحات الأولى، وذلك لما فيه من إسهام بالرقى بالذات البشرية فى معرفة نشأة الحياة وتطورها، فى حين انشغلت الصحف المصرية بالفضائح الجنسية والسباب على القنوات الفضائية وقضايا فرعية تافهة".



موضوعات متعلقة:

عصام حجى: "فيلة" وصلت المذنب منذ ثلاثة أشهر وتم الإنزال فى 12 نوفمبر الحالى















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة