"علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" مقولة قالها عمر بن الخطاب، أوصى فيها بممارسة هذه الرياضة على وجه الخصوص، والتى تعمل على تقوية البدن، وهو ما أكده الطب والعلماء، حيث ثبتت أهمية السباحة لصحة الإنسان النفسية والبدنية، وقدرتها على العلاج والوقاية من أمراض عديدة، حيث يتم خلالها تحريك أعضاء الجسم، وهو ما يساعد على استرخاء للعضلات والأعصاب.
وركزت بعض الدراسات الطبية على "السباحة" وأهميتها ودورها فى علاج العديد من الأمراض، كآلام الفقرات وغيرها، وهو ما يؤكده الدكتور عبد العظيم العوادلى أستاذ الطب الرياضى واستشارى العلاج الطبيعى، موضحا أن للسباحة دورا مهما بالنسبة لصحة الإنسان، وكذلك فوائد عديدة إذا مارسها كبار السن.
ويضيف، يتساءل الكثيرون عن العلاجات الفعالة للأمراض الروماتيزمية، يتحيرون ما بين الأقراص والحقن، وأثبتت الدراسات أن ممارسة الرياضة بانتظام لها دور هام وفعال فى الوقاية والعلاج من الأمراض الروماتيزمية، والسباحة يمكن اعتبارها من أفضل أنواع الرياضات، حيث تؤدى إلى انقباض وانبساط معظم عضلات الجسم وتحريك كامل لمفاصل الجسم المختلفة.
ويتابع العوادلى أنه يمكن العلاج عن طريق الماء، باستخدام خواصها المختلفة كتماسك جينات الماء وكتلته وقانون الطفو، حيث يكون مفيدا فى حالات الإصابة بالشلل، وذلك باستخدام قانون الطفو لمساعدة الأعضاء التى تصاب بضمور أو شلل وضعف بالعضلات لمساعدتها على الحركة لكى تطفو أعلى الماء.
ويوضح أنه يتم استخدام الماء كمقاومة، وذلك من خلال تحريك الأطراف ضد كتلة الماء وقانون الطفو وتماسك حبيباتها، وعند مقاومة العضو المصاب تزداد قوته، مشيرا أن المشى على الماء المالح فى الشواطئ فى الصيف، يعد نوعا من أنواع العلاج لجسم الإنسان، بالخاصية الأسموزية حيث تنتقل السوائل من المنطقة الأقل للأكثر تركيزا، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من تورم القدمين وآلام المفاصل، فإن المشى على الماء يساعدهم على خروج السوائل المرتشحة إلى الخارج.
يضيف العوادلى أن السباحة على الظهر من أفضل التمارين للآلام أسفل الظهر، فى حين أن الأشخاص الذين يعانون من الآلام ومشاكل الرقبة والعنق ممنوع لهم ممارسة السباحة على البطن أو الصدر لأنها تتسبب فى زيادة المشاكل.
ويوضح أستاذ الطب الرياضى أن العلماء الأمريكيين يوصون باستخدام العلاج المائى فى علاج تمزقات العضلات، وخاصة تمزق العضلات الأمامية والخلفية للفخذين، حيث إن القدماء فى شرق آسيا كانوا يعالجون أى مشكلة فى الجسم بنقع القدمين بماء مالح ثم بعد ذلك يتم تدليك القدم بالزيوت عن طريق العلاج بالانعكاس، وهو أن كل مراكز الجسم يوجد لها مؤشر فى القدم مسئول عنها.
ومن جانب آخر يذكر الدكتور عادل خطاب أستاذ الأمراض الصدرية بطب عين شمس، أن ممارسة السباحة لها تأثير مفيد على الجهاز التنفسى، حيث تساعد على رفع كفاءة الجهاز التنفسى وتزيد من التنفس لفترات طويلة، وهو ما يطلق عليه طول النفس، مشيرا أن السباحة من أفضل الرياضات لعلاج مرضى الجهاز التنفسى المصابين بحساسية الصدر سواء الأطفال أو كبار السن، حيث يوجد لها تأثير إيجابى ولم تسبب لهم أى مضاعفات إذا تم مقارنتها مع رياضات أخرى كالجرى التى تؤثر بالسلب على مرضى الحساسية.
كما يحذر د. عادل مرضى الجهاز التنفسى من ممارسة الرياضة والجرى فى الجو البارد أو فى وجود أتربة ودخان، لأن ذلك يحدث أضرارا بالجهاز التنفسى ويزيد من المرض.
واستكمالا لفوائد السباحة يقول الدكتور أحمد كامل مرتجى أستاذ طب المسنين، إن ممارسة الرياضة لها أهمية كبيرة على صحة كبار السن، لكن السباحة تكون مفيدة للقلب وليونة المفاصل وعضلات الظهر عند كبار السن وتساعد على تحسين التوازن، لافتا أن ممارسة السباحة يوميا أو يوما بعد يوم لا يوجد منها أى ضرر على صحة المسنين، ولكن تساعدهم على تحسين وظائفهم الحيوية بالجسم.
وفى إطار آخر يقول الدكتور محمد فريد الجندى أستاذ ورئيس أقسام القلب بمعهد القلب القومى، إن ممارسة السباحة مهمة للقلب، لكن فى حالة إذا كان القلب سليما فإنها تعمل على تحسين الدورة الدموية وإنقاص الوزن وحرق الدهون بالجسم، وتعمل على تحسين الحالة النفسية وتقلل من عوامل الخطورة لها، محذرا مرضى القلب المصابين بضيق فى الصمامات وتضخم أو ضعف بعضلة القلب وأمراض الشرايين من ممارسة السباحة.
ومن ناحية أخرى يشير الدكتور عادل محمود أستاذ ورئيس قسم الأمراض الروماتيزمية، أن السباحة من الرياضات التى لها دور فى علاج الأمراض الروماتيزمية، حيث إنها الرياضة المثلى لمرضى خشونة مفاصل الظهر (الفقرات القطنية) ومفاصل الحوض والركبتين، حيث لا يستطيع المريض ممارسة أنواع أخرى من الرياضة، لأن المريض فى هذه الأحوال يمارس الرياضة حاملا وزنه، مما يؤدى لحدوث الألم سريعا، ويحد من قدرة المريض على الاستمرار فى ممارسة هذه الرياضات، أما فى حالة السباحة فالمياه هى التى تحمل وزن المريض، وذلك يساعد المريض على الاستمرار فى ممارسة الرياضة وحدوث تحسن سريع فى قدرة المريض على الحركة بشكل أقرب ما يكون للطبيعى.
ويتابع أن الممارسة المنتظمة للسباحة تساعد على الوصول للوزن المثالى سريعا عند المرضى الذين يعانون من السمنة بدرجاتها المختلفة، مما له أثر كبير فى الوقاية من العديد من الأمراض الروماتيزمية مثل النقرس (داء الملوك).
ويستكمل د. عادل أن السباحة هى الرياضة المثلى لمرضى التيبس المناعى الفقارى لم لها من تأثير إيجابى سريع بحركة عضلات وفقرات الظهر والعنق، وكذلك القفص الصدرى مما يمنع تيبس المفاصل والوقاية من العديد من المضاعفات التى قد تصيب هؤلاء المرضى.
وفى نفس السياق تقول الدكتورة نشوى علام أستاذ أمراض الروماتيزم بكلية الطب جامعة القاهرة، إن رياضة السباحة لها دور كبير فى علاج مرض تيبس الفقرات الذى ينتج عنه أن الفقرات تلتصق ببعضها البعض، نتيجة لقلة الليونة بها، كما يعد هذا المرض من الأمراض الوراثية التى تصيب فقرات العنق والظهر، مشيرا أن السباحة الحل الأفضل لعلاج تيبس العضلات، حيث إنها تساعد على زيادة الحركة.
تشير د.نشوى إلى أن السباحة أفضل علاج فى التمرينات الرياضية لآلام المفاصل، وتؤدى إلى تحسن ملحوظ فى حالة المريض، مضيفة أن ممارسة السباحة يوميا أو يوما بعد يوم، بالنسبة للأشخاص المصابين بتيبس فى الفقرات تساعدهم على التحسن بشكل ملحوظ والحركة بطريقة جيدة.
وداعا للسمنة والشيخوخة مع السباحة.. الأطباء يؤكدون: تعالج الروماتيزم والنقرس وتمزق العضلات وآلام المفاصل وبعض حالات الشلل..وترفع كفاءة الجهاز التنفسى والدورة الدموية وتخفض الوزن ومفيدة للمسنين
الأحد، 02 نوفمبر 2014 11:05 ص
أرشيفية