"خافية قمر" للروائى الراحل محمد ناجى.. رحلة فى البحث داخل الإنسان

الخميس، 20 نوفمبر 2014 02:07 م
"خافية قمر" للروائى الراحل محمد ناجى.. رحلة فى البحث داخل الإنسان غلاف الرواية
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحكى لنا الروائى محمد ناجى، فى روايته "خافية قمر" الصادرة عن دار الهلال عام 1994 عن الإنسان وتناقضاته، فربما يبدو القمر واضحا عندما يكون بدرا، وتحيط به هالة نور، ولكن الاقتراب منه يكشف حقيقته المراوغة وتقلباته فى الحياة، فيقول فى روايته "لا شىء أصعب من الإمساك بالحقيقة على افتراض وجودها، لا شىء أكثر تقلّباً من الإنسان رغم وجود القمر".

تأتى فكرة الراوية فى الأساس من تقلب القلوب وتغير وجوه البشر، فتشعر وكأنك فى متاهة فلسفية، حيث تعبر الرواية بحسب ما ذكره الباحث محمد عبد الشكور، فى دراسته للرواية "كتفريغ للذاكرة الإنسانية، الحياة كسؤال وليست كإجابة، الإنسان كمستودع للتناقضات تجعله معلّقاً بيمن السماء والأرض."

مزج "ناجى" فى هذه الرواية بين الأسطورة والواقع، حيث كان الراوى فى "خافية قمر" غير عليم ولكن ناجى اختبأ خلفه، فهى رواية فلسفية بامتياز، استلهم فيها حكايات من لحم ودم بين مجنون ومحارب ومخمور وقديس.

قال الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودى، عنها، إنها قطعة فنية شديدة الحيوية فى إطار محكم التركيب، ومعايشة حميمة لأسرار الحياة والعلاقات فى العالم التحتى، الأمواج والتيارات الراحلة والوافدة التى شكلت الطينة الاجتماعية والفكرية المصرية.. وتغلف الأماكن بنعومة الأسرار وخطورتها لتثبت أننا أقوام خلقت للأسطورة، يفزعنا الوعى المجرد فنغلفه بالخرافة ونحمله جيلا بعد جيل. تزودنا الخرافة بالمنهج والرؤية وتمنحنا زادا للتفسير والقدرة على المواصلة.

وقال "ناجى"، عنها، فى أحد تصريحاته الصحفية عقب فوزه عنها بجائزة التفوق "كتبت "خافية قمر" قبل نشرها بوقت طويل، وترددت فى تقديم نفسى كروائى، حيث كان الشعر همى الأساسى منذ الطفولة. لكننى وجدت أن الرواية هى امتداد لمشروعى فى الكتابة، وأن روايتى تحمل نفس العناصر التى أشحن بها قصائدى، النسيج المتشابك الذى يتلاحم فيه الهم الشخصى مع العام مع القلق الكونى، والولع بتشكيل نص ينطلق من التراث المدوّن والشفاهى ليكون له مذاق خاص يعبر عن الوجدان الشعبى، ومعانقة الإنجاز الأدبى العالمى دون الوقوع فى أسر الاستلاب، مع اهتمام خاص بجماليات اللغة وإثرائها بلغة الحياة".
ويضيف "ناجى" فى تصريحاته أنه "فى نهاية عام 1993 تشجعت وقدمت الرواية على استحياء إلى الأستاذ مصطفى نبيل رئيس تحرير سلسلة روايات الهلال فى ذلك الوقت، ولم تكن بيننا أية معرفة شخصية مسبقة، واتصلت به بعد عدة أسابيع ـ على استحياء أيضا ـ وسألته عما إذا كان قد قرأ النص، فأخبرنى أنه أعجبه ودفع به إلى المطبعه ليصدر فى عدد يناير 1994. كان حماسه مشجعا، بعد صدور الرواية اتصل بى الأستاذ مكرم محمد أحمد، رئيس مؤسسة دار الهلال مشجعا، وأبلغنى بلهجة أبوية آمرة أن مجلة المصور مفتوحة لى لنشر أى أعمال أخرى على نفس المستوى. ولا أنسى أبدا رعايته لأعمالى ونشرها مسلسلة فى مجلة المصور قبل صدورها فى روايات الهلال، ومنها روايات لم أكن أتصور أن المناخ السياسى آنذاك يسمح بنشرها، مثل "مقامات عربية" و"العايقة بنت الزين".
ربما كان هذا التشجيع السخى مع الاحتفاء الذى قابل به النقاد والقراء الرواية؛ من أهم حوافز التمسك بمشروعى الروائى. وأحب أن أقول أن خافية قمر هى شهادة ميلادى الروائى.. لكن " العبرة بالخواتيم".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة