فى مرحلة الحمل قد تطرأ على الجسم بعض التغيرات التى تؤثر على صحة الأم والجنين، وأهمها التغيرات الهرمونية التى تؤدى إلى حدوث خلل فى معظم وظائف الجسم.
وحول هذا يقول الدكتور هانى نعيم استشارى السكر والغدد الصماء، إنه منذ بداية مرحلة الحمل يبدأ الجسم فى إفراز العديد من الهرمونات، بعضها من البويضة الملقحة والبعض الآخر من المشيمة بعد تكوينها، وتقوم هذه الهرمونات بعدة تغييرات فسيولوجية، هدفها الحفاظ على الجنين، لافتًا لأن هذه الهرمونات تقوم بالعديد من الوظائف، منها زيادة مقاومة الجسم للأنسولين، والهدف هنا هو توفير ما يكفى من السكر لنمو الجنين، ولكن قد يتسبب هذا فى ارتفاع مستوى السكر لدى الأم "غير المصابة بالسكر"، فيصيبها بسكر الحمل، بالإضافة إلى أنه يرفع من مستويات السكر فى المرأة المصابة بالمرض.
وارتفاع السكر يعرض المرأة إلى العديد من المخاطر التى تبدأ بالتهاب مجرى البول وبعض الالتهابات الميكروبية المتكررة، بالإضافة لصعوبة التئام الجروح، أما بالنسبة للجنين، فيزيد حجمه عن الطبيعى وبدرجة قد يصعب معها مروره من قناة الولادة الطبيعية، وتستلزم الولادة القيصرية.
كما قد تتدهور الحالة وتؤدى إلى أصابة المشيمة بما يشبه الشيخوخة المبكرة، فيتوقف وصول الغذاء للجنين ويموت داخل الرحم، مشيرًا لأن الطفل يقاوم ارتفاع السكر الذى يصل إليه من الأم فيكبر حجم البنكرياس ويزيد إفراز الأنسولين، ومع انقطاع هذا السيل من السكر المرتفع بعد الولادة وقطع الحبل السرى يصاب الطفل بهبوط حاد للسكر خلال أول ساعتين من الولادة.
يوضح استشارى السكر والغدد الصماء، أنه يجب على الأم ضبط سكرها طوال الحمل فى حدود ضيقة من 60 إلى 90 قبل الأكل، وأقل من ١٢٠ بعده، وهذا يتم ترجمته إلى معدل سكر تراكمى أقل من ٥.٦، وهذه الأرقام صعبة جدًا فى الحصول عليها وتتطلب مجهودًا شاقًا يبدأ بضبط الأكل وأخذ الأنسولين ٤-٦ مرات للمصابات بسكر الدم، بالإضافة لقياس السكر ٧ مرات فى اليوم.
أما عن أنواع الأنسولين المسموح به أثناء الحمل، فتوصى الجمعية الأمريكية للسكر باستخدام أنسولين طويل المفعول "ديتيمير" مع قصير المفعول من نوع "أسبارت" أو "ليسبرو"، ويتم زيادة الجرعات تدريجيًا حتى الولادة بالدرجة الكافية لضبط السكر.
وبعد الولادة تنخفض احتياجات الجسم للأنسولين، وعادةً ما يختفى السكر فى مرضى السكر من النوع الثانى وسكر الحمل، بينما تنخفض احتياجات الجسم للأنسولين فى مرضى السكر من النوع الأول إلى نصف جرعة نهاية الحمل، وتستمر هذه الظاهرة حوالى ٦ أسابيع، ثم يعود الجسم إلى احتياجاته الطبيعية قبل الحمل.
"اليوم السابع" يستقبل أسئلتكم واستشارتكم الطبية على البريد الإلكترونى Health@youm7.com.