استقبلت مصر الأسبوع الماضى السفير محمد سامح عمرو الرئيس التنفيذى لمنظمة اليونسكو، الذى قام بزيارة إلى هرم زوسر المدرج والقاهرة التاريخية مع وفد من منظمتى اليونسكو والإيكوموس، وقام الوفد بعدة لقاءات مع عدد من الوزراء هم: وزراء الآثار والثقافة والرى والموارد المائية والتعليم العالى، واختتم الوفد زيارته لمصر بلقاء مع المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء للاستماع إلى ملاحظاتهم عن الزيارة.
«اليوم السابع» استضافت السفير محمد سامح عمرو فى ندوة تحدث خلالها عن الزيارة، بالإضافة إلى فتح عدد من الملفات مثل انتخابات منظمة اليونسكو المقرر انعقادها العام القادم، ووضع الآثار المصرية والمشاريع التى تشرف عليها المنظمة فى مصر، بالإضافة إلى وضع الآثار فى المنطقة العربية وغيرها من الملفات.
كيف كانت زيارتك الأخيرة لمصر وما حقيقة الشائعات حول انهيار هرم زوسر المدرج؟
- الوفد زار الهرم وتفقده من الداخل والخارج، وسوف نقوم بصياغة تقرير عن حالة الهرم والتوصيات التى توصى بها اللجنة يصدر فى ديسمبر المقبل، لكن بشكل عام وفقا للزيارة وجدنا أن الهرم حالته جيدة جدا وأعمال الترميم يجب أن تستمر.
ما الدعم الذى تقدمه منظمة اليونسكو لإنقاذ الهرم؟
- دعم فنى وليس ماليا، لأن المنظمة تواجه أزمة مالية، كما أن مصر ليست بحاجة إلى دعم مالى فى حالة هرم زوسر، لأن كل ما تريده هو مبلغ ثلاثة ملايين دولار تقريبا، وهذا ليس مبلغا كبيرا فى المجتمع الدولى، لكن لو تحدثنا عن دعم مالى من منظمة اليونسكو لمصر يجب أن يكون لاستكمال بناء المتحف المصرى الكبير، وهذا ما أتمنى عمله لمصر، لأن هذا المتحف سيكون من أكبر متاحف العالم ويحتاج لمبلغ ضخم وهو 400 مليون دولار، وأنا أسعى لعمل حملة دولية تحت مظلة اليونسكو ووزارة الآثار المصرية تنطلق قبل مؤتمر اليونسكو المقبل لجمع هذا المبلغ لاستكمال أعمال البناء وإنهاء المتحف فى 2017 - 2018، وفقا لخطة وزارة الآثار والبرنامج الطموح للحكومة المصرية.
وماذا عن متحف الحضارة الذى تشرف اليونسكو على بنائه؟
- متحف الحضارة مختلف نوعيا، وطبيعة تعاون المنظمة مع الآثار فى تشييده مختلفة أيضا، فهذا المتحف عبارة عن مخازن للآثار ومعامل ترميم وكافتيريات ومحلات لبيع المنتجات المتعلقة بالحرف الأثرية والتراثية، بالإضافة إلى كافتيريا البحيرة، وقاعة سينما وهذه هى المرحلة الأولى من المتحف وكلها جاهزة ويمكن أن تفتح الآن وتعمل ومن عائدها المادى نستطيع استكمال المرحلة الثانية وهى عبارة عن قاعة العرض المتحفية، وهذه على ما أعتقد خطة وزارة الآثار التى تنوى افتتاح المتحف على مراحل أما مبنى المتحف نفسه يمكن أن يتم بناؤه من عائد افتتاح المرحلة الأولى أو من خلال السياحة، خاصة وأن الأموال التى صرفت على المتحف حتى الآن كثيرة جدا ويجب أن تعمل المخازن ومعامل الترميم المستعدة تماما لاستقبال القطع الأثرية التى تسرق من كل مكان.
وما دور اليونسكو هنا؟
- المنظمة تختص بالجانب الدولى والفنى، فمثلا اليونسكو تحضر لاجتماع مع اللجنة الدولية لمتحفى أسوان والحضارة التى لم تجتمع منذ 2009 ونخطط لاجتماع لها فى يناير القادم، وهى لجنة مكونة من مجموعة دول مثل إسبانيا وفرنسا يمكن من خلالهم جمع دعم مالى لاستكمال أعمال المتحف التى تتطلب 50 مليون جنيه تقريبا.
من الحديث نجد أن معظم المشكلات المتعلقة بالآثار مالية.. نقص فى الموارد أو ميزانيات مطلوبة، كيف يمكن التغلب على هذه الأزمة فى مصر خاصة وأن هناك مشروعات أثرية كبيرة متوقفة بسببها؟
- يجب تغيير مفهومنا لفكرة الآثار والتعامل معها فى مصر ووضع خطط بديلة عن السياحة ووزارة المالية للتمويل، فهناك مثلا مشروع مثل إنشاء مجلس أمناء دولى للآثار المصرية على غرار مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، يكون برئاسة رئيس الدولة مباشرة ويفتح باب العضوية لكل البلاد الأفريقية والآسيوية والأوروبية وغيرها، وأيضا الأشخاص، ومن خلال هذه الشخصيات وهذا المجلس يمكن جمع الدعم المادى من مختلف أنحاء العالم، خاصة وأن عشاق الحضارة المصرية وآثارها كثيرون وهناك حول العالم مئات البلدان وآلاف الشخصيات التى تتمنى أن يرتبط اسمها بالآثار المصرية، وهذا الأمر بالمناسبة معمول به فى كثير من الدول الكبرى والمتاحف العالمية مثل المتربولتان، ويمكن أن نبدأ بالمتحف الكبير كتجربة لو نجحت نعممها على باقى الآثار المصرية.
وما مهام هذا المجلس تحديدا؟
- هذا المجلس لابد أن يكون برئاسة الجمهورية وكما شرحنا يضم فى عضويته بلدانا مختلفة وشخصيات عامة كبيرة، ويكون مهمته التسويق للآثار المصرية وجمع تبرعات ودعم مادى ومساعدة الحكومة المصرية فى تمويل المشروعات الأثرية، ويمكن استغلال الدول الأعضاء خاصة من الدول الأفريقية والآسيوية التى لديها شغف وعشق للآثار المصرية فى الدعم المادى، لكن بشرط وضع شروط ومعايير لاختيار أعضاء هذا المجلس ويكون دعمهم المادى أو غيرهم مقابل وضع اسم دولة أو شخص أو ممن يرغبون بعينه على قاعات المتاحف والمناطق الأثرية لمدة معينة مقابل تبرعه بمبلغ مالى، وهذا هو الأمر المعمول به فى كل متاحف العالم الكبيرة مثل المتروبولتان، وهناك أفكار أخرى للدعم المادى شبيهة بالمعارض الخارجية التى تقيمها مصر مثل لوفر أبوظبى وهى اتفاقية بين معرض اللوفر وأبوظبى من خلالها يقوم معرض اللوفر بشكل منتظم بعمل معرض سنوى فى أبوظبى يعرض فيه مقتنياته هناك، وكل عام يمد اللوفر أبوظبى بمقتيات مختلفة للمعرض مقابل دعم مادى كبير تقدمه أبوظبى للوفر.
وهل تعتقد أن فكرة إنشاء مجلس أمناء أعضاؤه من دول أخرى، بالإضافة لوضع أسماء دول وشخصيات على الآثار المصرية أمر سيقابل بترحيب من المصريين؟
- لو فكرنا فى الشارع ورد فعله لن نتحرك خطوة للأمام، يجب أن نفكر بشكل عملى ومنظم وننطلق، فالشارع المصرى سيعترض على أى شىء، ونحن تحدثنا عن معايير صارمة لاختيار أعضاء مجلس الأمناء، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون رئيس الدولة هو رئيس المجلس، ويمكن استبعاد أى دولة أو منظمة أو شخص غير متفق عليه تماما، وكما أوضحت هذه الأفكار الخارجة عن الصندوق معمول بها فى كل دول العالم.
بالحديث عن اليونسكو وبمناسبة قرب انتخابات المنظمة، من وجهة نظرك لماذا لم تبتعد مصر دائما عن الفوز فى انتخابات رئاسة اليونسكو؟
- اليونسكو شأنها شأن أى منظمة دولية ومصر ليست بعيدة عن الفوز برئاستها فقط يجب أن نراعى أمرين فى الحديث عن انتخابات اليونسكو، أولا الدولة المرشحة ولو تحدثنا عن مصر يمكن القول إن فرصتها كبيرة جدا فى الفوز بالدورة الجديدة، وأكثر دولة لها نصيب، والدليل أن فاروق حسنى فى الدورة السابقة كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز، وأعضاء اليونسكو ممن لهم حق التصويت فى الانتخابات يعلمون جيدا مكانة مصر فى المنطقة، أما الأمر الثانى وهو المرشح الذى تدفع به هذه الدولة فى الانتخابات وهو شخص يجب أن يكون على وعى ودراية بطبيعة عمل المنظمة نفسها، ويعمل عن قرب بها، وهذا هو حال كل المنظمات الدولية الأخرى التى تختار دائما المرشحين لرئاستها من العاملين بها لا من الخارج، لأن مدة الرئاسة أربع سنوات تجدد مرة واحدة لعامين، فالمنظمة لن تجازف باختيار شخص يجرب فيها، لأنها فعليا لا تمتلك وقتا لذلك، كما يجب عند التقدم بمرشح أن يتم ذلك بوقت كاف قبل موعد الانتخابات حتى يتم الترويج بالشكل المناسب،.
كيف تدخلت المنظمة فى مصر وقت تدمير متحف الفن الإسلامى ومتحف ملوى؟
- اليونسكو ساهمت مساهمة رمزية واستطاعت أن تجلب مرممين من ألمانيا وجلبت مساعدات مالية من سويسرا والإمارات وإيطاليا لترميم متحف الفن الإسلامى، فاليونسكو تعد تقريرا عن الوضع وترسله للأعضاء حتى يساهموا فى إنقاذ الآثار، لكن الجهات المانحة تريد أن تطمئن، وفى متحف ملوى وضعنا كل الآثار المسروقة على القوائم الحمراء ووزعناها على الإنتربول، لذلك عادت ولم يستطع أحد من سارقيها بيعها لأن القطع بياناتها وأشكالها كانت معروفة للمجتمع الدولى، وكلها وسائل للمساعدة، بالإضافة لعملها فى مجال التعليم وغيره.
المدير التنفيذى لليونسكو فى ندوة بـ«اليوم السابع»: مصر فرصتها كبيرة للفوز بمقعد مدير المنظمة.. محمد سامح عمرو يقترح إنشاء مجلس أمناء دولى للآثار المصرية برئاسة رئيس الجمهورية لخلق موارد مالية
السبت، 22 نوفمبر 2014 01:53 م
جانب من الندوة
أعدها للنشر: دينا عبدالعليم - تصوير: حسن محمد " نقلاًًًً عن العدد اليومى"
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
وجدى عادل
من نجاح إلي نجاح يا د. محمد سامح عمرو ... ونعم المقترحات ... تستحق أن تمثل مصر في المنظمات الدولية
عدد الردود 0
بواسطة:
جوستينا يوحنا
من لا يعرف الدكتور/ محمد سامح عمرو!!!!!!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد طه
عندك حق ومليون حق